385
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَعَ خَدِيجَةَ مُسْتَتِراً حَتّى أُمِرَ بِالاْءِعْلاَنِ».
قَالَ السَّائِلُ: يَنْبَغِي لِصَاحِبِ هذَا الدِّينِ أَنْ يَكْتُمَ ؟ قَالَ: «أَ وَمَا كَتَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام يَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَتّى ظَهَرَ أَمْرُهُ ؟» قَالَ: بَلى، قَالَ: «فَكَذلِكَ أَمْرُنَا حَتّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ».

۶۵۱.۷. وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «لَقَدْ خَلَقَ اللّهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْيَا ؛ وَلَقَدْ خَلَقَ فِيهَا أَوَّلَ نَبِيٍّ يَكُونُ، وَأَوَّلَ وَصِيٍّ يَكُونُ ؛ وَلَقَدْ قَضى أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةٌ يَهْبِطُ فِيهَا بِتَفْسِيرِ الْأُمُورِ إِلى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ ؛ مَنْ جَحَدَ ذلِكَ، فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عِلْمَهُ ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَقُومُ الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ وَالْمُحَدَّثُونَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا يَأْتِيهِمْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِي يَأْتِيهِمْ بِهَا جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام».
قُلْتُ۱: وَالْمُحَدَّثُونَ أَيْضاً يَأْتِيهِمْ جَبْرَئِيلُ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عليهم‏السلام ؟
قَالَ: «أَمَّا الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ ـ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمْ ـ فَلاَ شَكَّ۲، وَلاَ بُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ ـ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خُلِقَتْ فِيهِ الْأَرْضُ إِلى آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْيَا ـ أَنْ يَكُونَ عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ۳، يَنْزِلُ ذلِكَ۴ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلى مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ.

1.. في البحار : «قال : قلت» . وفي مرآة العقول، ج۳، ص۹۱ : «الظاهر أنّ قوله : قلت ، كلام الحسن بن العبّاس الراوي ، وضمير قال لأبي جعفر عليه‏السلام» .

2.. في البحار : + «في ذلك» . وفي الوافي، ج۲، ص۵۷ : «لم يتعرّض عليه‏السلام لجواب السائل ، بل أعرض عنه إلى غيره تنبيها له على أنّ هذا السؤال غير مهمّ له ، وإنّما المهمّ له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء ليكون حجّة لهم على أهل الأرض ، وأمّا أنّ النازل بالأمر هل هو جبرئيل أو غيره ، فليس العلم به بمهمّ له . أو أنّه لم ير المصلحة في إظهار ذلك له ؛ لكونه أجنبيّا ، كما يشعر به قوله عليه‏السلام فيما بعد : ما أنتم بفاعلين » .

3.. في مرآة العقول، ج۳، ص۹۱ : «وقوله : أن يكون ، أي من أن يكون . و«حجّة» إمّا مرفوع فالعائد مقدّر ... وإمّا منصوب بكونه خبر «يكون» ، واسمه الضمير الراجع إلى الموصول» .

4.. في البحار : + «الأمر» .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
384

«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» تَفْلُجُوا۱، فَوَ اللّهِ، إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ، وَإِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا۲.
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، خَاصِمُوا بِ «حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ»۳ فَإِنَّهَا لِوُلاَةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ%«$۴.
قِيلَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، نَذِيرُهَا مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قَالَ: «صَدَقْتَ، فَهَلْ كَانَ نَذِيرٌ ـ وَ هُوَ حَيٌّ ـ ۱ / ۲۵۰
مِنَ الْبَعَثَةِ۵ فِيأَقْطَارِ۶ الْأَرْضِ؟» فَقَالَ السَّائِلُ: لاَ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام:«أَ رَأَيْتَ بَعِيثَهُ، أَ لَيْسَ نَذِيرَهُ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فِي بِعْثَتِهِ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ نَذِيرٌ ؟» فَقَالَ: بَلى، قَالَ: «فَكَذلِكَ لَمْ يَمُتْ مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إِلاَّ وَلَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ».
قَالَ: «فَإِنْ قُلْتُ: لاَ، فَقَدْ ضَيَّعَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَنْ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ». قَالَ: وَمَا يَكْفِيهِمُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: «بَلى، إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً». قَالَ: وَمَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟ قَالَ: «بَلى، قَدْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، وَفَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذلِكَ الرَّجُلِ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‏السلام».
قَالَ السَّائِلُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، كَأَنَّ هذَا أَمْرٌ خَاصٌّ لاَ يَحْتَمِلُهُ الْعَامَّةُ ؟ قَالَ: «أَبَى اللّهُ أَنْ يُعْبَدَ إِلاَّ سِرّاً حَتّى يَأْتِيَ إِبَّانُ أَجَلِهِ۷ الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ دِينُهُ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ

1.. «تفلجوا»، اى تظفروا وتفوزوا، من الفلج بمعنى الفوز والظفر. راجع : الصحاح، ج ۱، ص ۳۳۵ فلج.

2.. في الوافي، ج۲، ص۵۱ : «لسيّدة دينكم » يعني لسيّدة حجج دينكم . «لغاية علمنا » أي نهاية ما يحصل لنا من العلم ؛ لكشفها عن ليلة القدر التي تحصل لنا فيما غرائب العلم ومكنوناته .

3.. الدخان ۴۴ : ۱ ـ ۳ .

4.. فاطر ۳۵ : ۲۴ .

5.. «البعثة» هي بكسر الباء وسكون العين مصدر ، أي من جهة بعثته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أصحابه إلى أقطار الأرض . أو بفتحهما ، جمع «بعيث» بمعنى المبعوث . راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۵۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۸۸ .

6.. «الأقطار» : جمع القُطر ، وهو الجانب والناحية . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۹۵ قطر .

7.. «إبّان أجله» أي وقت أجله . والنون أصليّة فيكون فِعّالاً . وقيل : هي زائدة ، وهو فِعلان من أبّ الشيء ، إذا تهيّأ للذهاب . والأجل : هو الوقت المضروب المحدود في المستقبل» . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۷ أبن ؛ وص ۲۶ (أجل) .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15790
صفحه از 868
پرینت  ارسال به