383
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

التَّيْمِيُّ۱ وَالْعَدَوِيُّ۲ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ هُوَ يَقْرَأُ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» بِتَخَشُّعٍ وَبُكَاءٍ، فَيَقُولاَنِ: مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهذِهِ السُّورَةِ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لِمَا رَأَتْ عَيْنِي، وَوَعى قَلْبِي۳، وَلِمَا يَرى قَلْبُ هذَا مِنْ بَعْدِي.
فَيَقُولاَنِ: وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ ؟ وَمَا الَّذِي يَرى ؟
قَالَ: فَيَكْتُبُ لَهُمَا فِي التُّرَابِ: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ»قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: «كُلِّ أَمْرٍ» ؟ فَيَقُولاَنِ: لاَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَيْهِ بِذلِكَ ؟ فَيَقُولاَنِ: أَنْتَ يَا رَسُولَ اللّهِ، فَيَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ: هَلْ تَكُونُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِي ؟ فَيَقُولاَنِ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَهَلْ يَنْزِلُ ذلِكَ الْأَمْرُ فِيهَا ؟ فَيَقُولاَنِ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: إِلى مَنْ؟ فَيَقُولاَنِ: لاَ نَدْرِي، فَيَأْخُذُ بِرَأْسِي وَيَقُولُ: إِنْ لَمْ تَدْرِيَا فَادْرِيَا، هُوَ هذَا مِنْ بَعْدِي.
قَالَ: فَإِنْ۴ كَانَا لَيَعْرِفَانِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنْ شِدَّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرُّعْبِ».

۶۵۰.۶. وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، خَاصِمُوا بِسُورَةِ

1.. «التَيْمِيُّ» : نسبة إلى تَيْم في قريش ، رهط أبي بكر ، وهو تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَضْر . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۷۹ تيم .

2.. و«العَدَوِيُّ» : نسبة إلى عَدِيّ من قريش ، رهط عمر بن الخطّاب ، وهو عَدِيُّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النَضْر . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۲۲ علا .

3.. «وَعَى قلبي» ، أي حفظ ما اُوحي إليه، يقال: وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْيا فأنا واع ، إذا حفظتَه وفهمتَه، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم . راجع : النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ وعا .

4.. «إنْ» مخفّفة من المثقّلة ، يلزمها اللام للفرق بينها وبين النافية ، ويجوز إبطال عملها وإدخالها على كان ونحوه ، وضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد في الخبر ؛ يعني فإنّ الشأن أنّهما كانا ليعرفان ألبتّة تلك الليلة بعد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهلشدّة الرعب الذي تداخلهما فيه . والرعب إمّا لإخبار النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بنزول الملائكة ، أو بمحض النزول بالخاصّيّة ، أو بإلقاء اللّه‏ سبحانه الرعب في قلوبهم لإتمام الحجّة . راجع : شرح المازندراني ، ج ۶ ، ص ۱۱ ؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۵۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۸۷ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
382

۶۴۸.۴. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ: «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ»صَدَقَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَنْزَلَ اللّهُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ» قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ أَدْرِي.
قَالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: وَهَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: لِأَنَّهَا «تَنَزَّلُ الْمَلَلءِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» وَإِذَا أَذِنَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِشَيْءٍ، فَقَدْ رَضِيَهُ.
«سَلامٌ هِىَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»۱ يَقُولُ: تُسَلِّمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، مَلاَئِكَتِي وَرُوحِي بِسَلاَمِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ: «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ۲ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً»۳ فِي «إِنَّا ۱ / ۲۴۹
أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، وَقَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِى اللّهُ الشّاكِرِينَ»۴.
يَقُولُ فِي الاْيَةِ الْأُولى: إِنَّ مُحَمَّداً حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهْلُ الْخِلاَفِ لِأَمْرِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَضَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ فَهذِهِ فِتْنَةٌ۵ أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً، وَبِهَا ارْتَدُّوا عَلى أَعْقَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا: لَمْ تَذْهَبْ، فَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا أَمْرٌ، وَإِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ».

۶۴۹.۵. وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «كَانَ عَلِيٌّ عليه‏السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ: اجْتَمَعَ

1.. القدر ۹۷ : ۱ ـ ۵ .

2.. في مرآة العقول، ج۳، ص۸۴ : «أقول : فيها قراءتان: إحدهما: «لا تُصِيبَنَّ» وهي المشهورة، والاُخرى «لَتصيبنّ» باللام المفتوحة ... فما ذكره عليه‏السلام [أي قوله عليه السلام: فهذه فتنة أصابتهم خاصّة] شديد الانطباق على القراءة الثانية».

3.. الأنفال ۸ : ۲۵ .

4.. آل عمران ۳ : ۱۴۴ .

5.. «الفِتْنَةُ»: الضلال والإثم، يقال: فَتَنَتْهُ الدنيا، أي أضلّته عن طريق الحقّ. راجع: لسان العرب، ج۱۳، ص ۳۱۸ فتن.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19211
صفحه از 868
پرینت  ارسال به