قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللّهِ۱، فَقُلْتُ لَهُ: فَهَلْ حَكَمَ اللّهُ فِي حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَيْنِ ؟ قَالَ: لاَ، فَقُلْتُ: هَاهُنَا هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ».
۶۴۷.۳. وَ بِهذَا الاْءِسْنَادِ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام، قَالَ: «قَالَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»۲ يَقُولُ: يَنْزِلُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ۳. وَالْمُحْكَمُ لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ وَاحِدٌ، فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلاَفٌ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَ مَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِيهِ اخْتِلاَفٌ، فَرَأى أَنَّهُ مُصِيبٌ، فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ۴ ؛ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلى وَلِيِّ الْأَمْرِ تَفْسِيرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً، يُؤمَرُ فِيهَا فِي أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَكَذَا، وَفِي أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَكَذَا، وَإِنَّهُ لَيَحْدُثُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ سِوى ذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِلْمُ اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْخَاصُّ وَالْمَكْنُونُ الْعَجِيبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ». ثُمَّ قَرَأَ: «وَ لَوْ أَنَّ ما فِى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»۵.
1.. في الوافي، ج۲، ص۴۵ : «كأنّه نفى [ابن عبّاس] بهذا الكلام أن يكون في الاُمّة من علم حكم المختلف فيه ؛ فاحتجّ عليهالسلامبأنّه إذا كان الحكم مردودا إلى اللّه ، وليس عند اللّه في الواقع إلاّ حكم واحد ، فكيف يحكمون تارة بأمر وتارة بآخر ، وهل هذا إِلاّ مخالفة للّه سبحانه في أحد الحكمين ، التي هي سبب الهلاك والإهلاك » .
2.. الدخان ۴۴ : ۴ .
3.. قال ابن الأثير : «الحَكِيمُ ، هو المُحْكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مُفْعَل ، اُحْكِمَ فهو مُحْكَمٌ» . وقال المجلسي : «الحكيم فعيل بمعنى المفعول ، أي المعلوم اليقيني ، من حَكَمَهُ كنصره : إذا أتقنه ومنعه عن الفساد ، كأحكمه» . راجع : مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۷۹ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۱۹ حكم.
4.. «الطاغوت» : الكاهن ، والشيطان ، وكلّ رأس ضلال ، وكلّ معبود من دون اللّه تعالى ، أو صَدَّ عن عبادة اللّه ، أو اُطيع بغير أمر اللّه، وكلّ متعدٍّ؛ من الطُغيان بمعنى تجاوز الحدّ في العصيان. وأصله طَغَوُوت، ولكن قُلِبَ لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة ، ثمّ قُلِبَ الواو ألفا لتحرّكه وانفتاح ما قبله . راجع : المفردات للراغب ، ص ۵۲۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۷۱۳ طغا .
5.. لقمان ۳۱ : ۲۷ .