39
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الشَّيْطَانَ؟ فَقَالَ عليه‏السلام: «سَلْهُ: هذَا الَّذِي يَأْتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ: مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ».

۱۱.۱۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «مَا قَسَمَ اللّه‏ُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ؛ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ ۱ / ۱۳
أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ، وَإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ۱ الْجَاهِلِ، وَلاَ بَعَثَ اللّه‏ نَبِيّاً وَلاَ رَسُولاً حَتّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ، وَيَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ أُمَّتِهِ، وَمَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ، وَمَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللّه‏ِ حَتّى عَقَلَ عَنْهُ، وَلا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ، وَالْعُقَلاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللّه‏ُ تَعَالى: «إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ۲».

۱۲.۱۲. أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «يَا هِشَامُ، إِنَّ اللّه‏َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بَشَّرَ أهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: «فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللّه‏ُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبَابِ»۳.
يَا هِشَامُ، إِنَّ اللّه‏َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ، وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ، وَدَلَّهُمْ عَلى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ، فَقَالَ: «وَإِلهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ

1.. «الشخوص» هو السيْرُ من بلدٍ إلى آخر والخروج من موضع إلى غيره ، والمراد هاهنا خروجه من بلده إلى بلد آخر في سبيل اللّه‏ تعالى وطلبا لمرضاته ، كالجهاد والحجّ وتحصيل العلم . اُنظر : لسان العرب ، ج۷ ، ص۴۶ ؛ المصباح المنير ، ص۳۰۶ شخص؛ التعليقة للداماد ، ص۲۸، وسائر الشروح .

2.. هكذا في القرآن : الرعد ۱۳ : ۱۹ ؛ الزمر (۳۹) : ۹ والمحاسن. وفي النسخ والمطبوع : «وما يتذكّر إلاّ أولوا الألباب». وفي سورة البقرة (۲) : ۲۶۹ ؛ وآل عمران (۳) : ۷ : «وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبَـبِ».

3.. الزمر ۳۹ : ۱۷ ـ ۱۸ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
38

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: فُلاَنٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَدِينِهِ وَفَضْلِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عليه‏السلام: «كَيْفَ عَقْلُهُ؟» قُلْتُ: لاَ أَدْرِي، فَقَالَ عليه‏السلام: «إِنَّ الثَّوَابَ عَلى قَدْرِ الْعَقْلِ ؛ إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَعْبُدُ اللّه‏َ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، خَضْرَاءَ، نَضِرَةٍ۱، كَثِيرَةِ الشَّجَرِ، ظَاهِرَةِ الْمَاءِ، وَإِنَّ مَلَكَاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَرَّ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِكَ هذَا، فَأَرَاهُ اللّه‏ُ تَعَالى ذلِكَ، فَاسْتَقَلَّهُ۲ الْمَلَكُ، فَأَوْحَى اللّه‏ُ تَعَالى إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ، فَأَتَاهُ الْمَلَكُ فِي صُورَةِ إِنْسِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنِي مَكَانُكَ وعِبَادَتُكَ فِي هذَا الْمَكَانِ، فَأَتَيْتُكَ لِأَعْبُدَ اللّه‏َ مَعَكَ، فَكَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: إِنَّ مَكَانَكَ لَنَزِهٌ وَمَا يَصْلُحُ إِلاَّ لِلْعِبَادَةِ، فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ: إِنَّ لِمَكَانِنَا هذَا عَيْباً، فَقَالَ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةٌ، فَلَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَيْنَاهُ فِي هذَا المَوْضِعِ ؛ فَإِنَّ هذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: وَمَا لِرَبِّكَ حِمَارٌ؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هذَا الْحَشِيشِ، فَأَوْحَى اللّه‏ُ تَعَالى إِلَى الْمَلَكِ: إِنَّمَا أُثِيبُهُ عَلى قَدْرِ عَقْلِهِ».

۹.۹. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ، فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ ؛ فَإِنَّمَا يُجَازى بِعَقْلِهِ».

۱۰.۱۰. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام رَجُلاً مُبْتَلىً بِالْوُضُوءِ وَالصَّلاَةِ۳، وَقُلْتُ: هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «وَأَيُّ عَقْلٍ لَهُ وَهُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟!» فَقُلْتُ لَهُ: وَكَيْفَ يُطِيعُ

1.. «النَّضْرَة» : الحُسْن والرونق . الصحاح ، ج۲ ، ص۸۳۰ نضر .

2.. أي : رآه وعدّه قليلاً بالقياس إلى عبادته وكثرة عمله وسعيه . شرح صدر المتألّهين، ج۱ ، ص۲۳۹ .

3.. يعني الوسواس . شرح صدر المتألّهين، ج۱ ، ص۲۴۲ ؛ شرح المازندراني، ج۱ ، ص۹۵؛ الوافي ، ج۱ ، ص۸۴؛ مرآة العقول ، ج۱ ، ص۳۶ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17113
صفحه از 868
پرینت  ارسال به