379
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليه‏السلام «وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
۱ / ۲۴۷
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ، فَلَمْ أَرَهُ».

۶۴۶.۲. وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، قَالَ: «بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ۱ دُمُوعاً۲، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِي ؟ قَالَ: فَقَالُوا: لاَ، قَالَ: زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ «الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا»۳، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ الْمَلاَئِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، تُخْبِرُكَ بِوَلاَيَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ»۴ وَقَدْ دَخَلَ فِي هذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ، فَاسْتَضْحَكْتُ.
ثُمَّ قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَنْشُدُكَ اللّهَ۵ هَلْ فِي حُكْمِ اللّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ اخْتِلاَفٌ ؟ قَالَ: فَقَالَ: لاَ، فَقُلْتُ: مَا تَرى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً أَصَابِعَهُ بِالسَّيْفِ حَتّى سَقَطَتْ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَتى رَجُلٌ آخَرُ، فَأَطَارَ كَفَّهُ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ قَاضٍ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ ؟

1.. «اغْرَوْرَقَتْ عيناه» ، أي غَرِقَتا بالدموع . وهو افْعَوْعَلَتْ من الغَرَق . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۶۱ غرق .

2.. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۷۴ : «ودُمُوعا ، تميز ، وقيل : هو مصدر دَمَعَتْ عينه ، كمنع إذا ظهر منه الدمع ، وهو مفعول له ، أو جمع دَمْع بالفتح وهو ماء العين ، فهو بتقدير مِنْ ، مثل : الحوضُ ملآن ماءً ، أو هو مفعول فيه» .

3.. فصّلت ۴۱ : ۳۰ ؛ الأحقاف (۴۶) : ۱۳ .

4.. الحجرات ۴۹ : ۱۰ .

5.. يقال : نَشَدْتُك اللّه‏َ ، وأنْشُدُك اللّه‏َ وباللّه‏ ، ناشدتُك اللّه‏َ وباللّه‏ ، أي سألتك وأقسمتُ عليك ، أي سألتك به مُقْسِما عليك . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۳ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۵۳ نشد .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
378

غَامِضٌ۱، أَ رَأَيْتَ إِنْ قَالُوا: حُجَّةُ اللّهِ الْقُرْآنُ ؟ قَالَ: إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ: إِنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِنَاطِقٍ يَأْمُرُ وَ يَنْهى، وَ لكِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ يَأْمُرُونَ وَ يَنْهَوْنَ.
وَ أَقُولَ: قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِيبَةٌ۲ مَا هِيَ فِي السُّنَّةِ وَ الْحُكْمِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلاَفٌ، وَ لَيْسَتْ فِي الْقُرْآنِ، أَبَى اللّهُ ـ لِعِلْمِهِ بِتِلْكَ الْفِتْنَةِ ـ أَنْ تَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ رَادٌّ لَهَا وَمُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا.
فَقَالَ: هَاهُنَا تَفْلُجُونَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْ عَلِمَ بِمَا يُصِيبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ، أَوْ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّينِ أَوْ غَيْرِهِ، فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِيلاً.
قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: هَلْ تَدْرِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، دَلِيلُهُ مَا هُوَ ؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: نَعَمْ، فِيهِ جُمَلُ الْحُدُودِ، وَتَفْسِيرُهَا عِنْدَ الْحَكَمِ۳، فَقَالَ: أَبَى اللّهُ أَنْ يُصِيبَ عَبْداً بِمُصِيبَةٍ فِي دِينِهِ أَوْ فِي نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ لَيْسَ فِي أَرْضِهِ مَنْ حُكْمُهُ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِي تِلْكَ الْمُصِيبَةِ.
قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَّا فِي هذَا الْبَابِ، فَقَدْ فَلَجْتَهُمْ بِحُجَّةٍ إِلاَّ أَنْ يَفْتَرِيَ خَصْمُكُمْ عَلَى اللّهِ، فَيَقُولَ: لَيْسَ لِلّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ حُجَّةٌ.
وَلكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِيرِ «لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ»: مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليه‏السلام ۴«وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»۵ قَالَ: فِي أَبِي فُلاَنٍ وَأَصْحَابِهِ، وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ، وَوَاحِدَةٌ مُؤخِّرَةٌ؛ لاَ

1.. الغامِضُ من الكلام خلافُ الواضح . قال المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۶۹ : «باب غامض ، أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر عند إرادة النبيّ الوصيّة : حسبنا كتاب اللّه‏ . وقيل : الغامض بمعنى السائر المشهور ، من قولهم: غمض في الأرض، إذا ذهب وسار». وراجع: القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۷۸ غمض .

2.. في الوافي، ج۲، ص۴۰ : «المصيبة» أي قضيّة مشكلة ومسألة معضلة.

3.. هكذا في «ض ، بف» أي بالتحريك وليس في غيرهما ما ينافيه ، وهو الذي يقتضيه المقام ، واختاره الفيض في الوافي، ج۲، ص۴۱ وقال : «الحكَم ، بفتح الكاف يعني الحجّة» .

4.. قوله : ممّا خصّ به عليّ عليه‏السلام ، من كلام أبي جعفر عليه‏السلام ، بتقدير قال ، كأنّه سقط من النسّاخ . أو من كلام إلياس . راجع : الوافي ، ج ۲ ، ص ۴۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۷۲ .

5.. الحديد ۵۷ : ۲۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19244
صفحه از 868
پرینت  ارسال به