تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليهالسلام «وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ»مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.
۱ / ۲۴۷
فَقَالَ الرَّجُلُ: أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لاَ اخْتِلاَفَ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ، فَلَمْ أَرَهُ».
۶۴۶.۲. وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ۱ دُمُوعاً۲، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِي ؟ قَالَ: فَقَالُوا: لاَ، قَالَ: زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ «الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا»۳، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ الْمَلاَئِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، تُخْبِرُكَ بِوَلاَيَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْمُؤمِنُونَ إِخْوَةٌ»۴ وَقَدْ دَخَلَ فِي هذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ، فَاسْتَضْحَكْتُ.
ثُمَّ قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَنْشُدُكَ اللّهَ۵ هَلْ فِي حُكْمِ اللّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ اخْتِلاَفٌ ؟ قَالَ: فَقَالَ: لاَ، فَقُلْتُ: مَا تَرى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً أَصَابِعَهُ بِالسَّيْفِ حَتّى سَقَطَتْ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَتى رَجُلٌ آخَرُ، فَأَطَارَ كَفَّهُ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ قَاضٍ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ ؟
1.. «اغْرَوْرَقَتْ عيناه» ، أي غَرِقَتا بالدموع . وهو افْعَوْعَلَتْ من الغَرَق . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۶۱ غرق .
2.. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۷۴ : «ودُمُوعا ، تميز ، وقيل : هو مصدر دَمَعَتْ عينه ، كمنع إذا ظهر منه الدمع ، وهو مفعول له ، أو جمع دَمْع بالفتح وهو ماء العين ، فهو بتقدير مِنْ ، مثل : الحوضُ ملآن ماءً ، أو هو مفعول فيه» .
3.. فصّلت ۴۱ : ۳۰ ؛ الأحقاف (۴۶) : ۱۳ .
4.. الحجرات ۴۹ : ۱۰ .
5.. يقال : نَشَدْتُك اللّهَ ، وأنْشُدُك اللّهَ وباللّه ، ناشدتُك اللّهَ وباللّه ، أي سألتك وأقسمتُ عليك ، أي سألتك به مُقْسِما عليك . راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۳ ؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۵۳ نشد .