371
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: «تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ۱ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ۲، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ فِيهَا حَتّى أَرْشُ الْخَدْشِ۳».
قَالَ: فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ ؟
قَالَ: فَسَكَتَ طَوِيلاً، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَعَمَّا لاَ تُرِيدُونَ، إِنَّ فَاطِمَةَ عليهاالسلاممَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً، وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى أَبِيهَا، وَكَانَ جَبْرَئِيلُ عليه‏السلام يَأْتِيهَا، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا۴ عَلى أَبِيهَا، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا، وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ، وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا۵، وَكَانَ عَلِيٌّ عليه‏السلام يَكْتُبُ ذلِكَ، فَهذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليهاالسلام».

۶۴۲.۶. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:
۱ / ۲۴۲
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ عِنْدَنَا مَا لاَ نَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى النَّاسِ، وَإِنَّ النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا، وَإِنَّ عِنْدَنَا كِتَاباً إِمْلاَءُ۶ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَخَطُّ عَلِيٍّ عليه‏السلام، صَحِيفَةً۷ فِيهَا كُلُّ حَلاَلٍ وَحَرَامٍ، وَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا بِالْأَمْرِ۸، فَنَعْرِفُ إِذَا أَخَذْتُمْ بِهِ، وَ نَعْرِفُ إِذَا تَرَكْتُمُوهُ».

1.. «الأديم»: الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ، من الاُدْم، وهو ما يُؤتدم به. والجمع: اُدُم. راجع: المغرب، ص ۲۲ أدم.

2.. «الفالج» : الجمل الضَخْم ذو السنامين ، يُحمل من السِنْد للفَحْلة . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ فلج.

3.. تقدّم معنى الأرش والخدش ذيل الحديث ۱ من هذا الباب .

4.. «العزاء» : الصبر عن كلّ ما فَقَدْتَ ، وقيل : حُسْنُه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۵۲ عزا .

5.. «الذُرِّيَّة» : أصلها الصِغار من الأولاد وإن كان قد يقع على الصِغار والكِبار معا في التعارف . ويستعمل للواحد والجمع ، وأصله الجمع . وفي الذُرّيّة ثلاثة أقوال : قيل : هو من ذَرَأ اللّه‏ الخلق ، فترك همزه . وقيل : أصله ذُرْوِيَّة . وقيل : هو فُعْلِيَّة من الذَرّ نحو قُمْريّة . راجع : المفردات للراغب ، ص ۳۲۷ ذرو .

6.. «الإملاء» : الإلقاء على الكاتب ليكتب . يقال : أمللتُ الكتاب على الكاتب إملالاً وأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه . المصباح المنير ، ص ۵۸۰ ملل .

7.. في مرآة العقول، ج۳، ص۶۰ : «وصحيفة ، منصوب بالبدليّة من قوله : كتابا ، أو مرفوع أيضا بالخبريّة» .

8.. قال في مرآة العقول، ج۳، ص۶۰ : «لتأتونا بالأمر ، أي من الاُمور التي تأخذونها عنّا من الشرائع والأحكام ؛ فنعلم أيّكم يعمل به ، وأيّكم لايعمل به » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
370

قَالَ: قُلْتُ: وَ أَيُّ شَيْءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ ؟
قَالَ: «السِّلاَحُ، وَذلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ».
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، أَ يَعْرِفُ هذَا بَنُو الْحَسَنِ ؟
فَقَالَ: «إِي وَاللّهِ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ، وَالنَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ، وَلكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ طَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَ الاْءِنْكَارِ، وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ۱ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ».

۱ / ۲۴۱

۶۴۰.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ۲ لَمَا يَسُوؤهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لاَ يَقُولُونَ الْحَقَّ وَ الْحَقُّ فِيهِ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَ فَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ، وَ سَلُوهُمْ عَنِ الْخَالاَتِ وَ الْعَمَّاتِ، وَ لْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام، وَ مَعَهُ سِلاَحُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَقُولُ: «(فَأْتُواْ)۳ بِكِتَبٍ مِّن قَبْلِ هَذَآ أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ»۴».

۶۴۱.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ:
سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ، فَقَالَ: «هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً».
قَالَ لَهُ: فَالْجَامِعَةُ ؟

1.. قال في الوافي، ج۳، ص۵۸۳ : «لو طلبوا الحقّ، أي العلم الحقّ، أو حقّهم من الدنيا، «بالحقّ» أي بالإقرار بحقّنا وفضلنا» .

2.. «يذكرونه » يعني الأئمّة الزيديّة من بني الحسن الذين يفتخرون به ويدّعون أنّه عندهم . شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۹۰ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۸۳.

3.. هكذا في النسخ . وفي القرآن الكريم والبصائر في الموضعين : «اِيْتُونِي» . فما هنا نقل بالمعنى .

4.. الأحقاف ۴۶ : ۴ . وفي مرآة العقول، ج۳، ص۵۹ : «والاستشهاد بالآية لبيان أنّه لابدّ في إثبات حقّيّة الدعوى إمّا إظهار الكتاب من الكتب السماويّة ، أو بقيّة علوم الأنبياء والأوصياء المحفوظة عند الأئمّة عليهم‏السلام ، وهم عاجزون عن الإتيان بشيء منها ؛ أو لبيان أنّه يكون أثارة من علم ، وهي من عندنا».

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16985
صفحه از 868
پرینت  ارسال به