369
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۶۳۸.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ۱ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَةٍ، وَ ذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليهاالسلام».
قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ؟
قَالَ: «إِنَّ اللّهَ تَعَالى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ عليهاالسلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَأَرْسَلَ اللّهُ إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي۲ غَمَّهَا وَ يُحَدِّثُهَا، فَشَكَتْ ذلِكَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهَا: إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ، قُولِي لِي، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ، فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى أَثْبَتَ مِنْ ذلِكَ مُصْحَفاً». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْحَلاَلَ وَالْحَرَامِ، وَلكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ».

۶۳۹.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاَءِ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ».
قَالَ: قُلْتُ: فَأَيُّ شَيْءٍ فِيهِ ؟
قَالَ: «زَبُورُ دَاوُدَ، وَ تَوْرَاةُ مُوسى، وَإِنْجِيلُ عِيسى، وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ، وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليهاالسلام، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً، وَفِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَلاَ نَحْتَاجُ إِلى أَحَدٍ، حَتّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَنِصْفُ الْجَلْدَةِ، وَرُبُعُ الْجَلْدَةِ، وَأَرْشُ الْخَدْشِ؛ وَعِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ».

1.. «الزَنادِقَة» : جمع الزِنْديق ، وهو من الثنويّة ، أو القائل ببقاء الدهر ، أؤ القائل بالنور والظلمة ، أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبيّة ، أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان ؛ ويقال عند العرب لكلّ ملحد ودهريّ . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۷ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۸۴ زندق .

2.. «يُسَلِّي غمّها» ، أي يكشف عنها غمّها ويرفعه وانسلى عنه الغمّ وتسلّى بمعنى ، أي انكشف . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۸۱ سلا .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
368

قَالَ: قُلْتُ: هذَا وَ اللّهِ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَ لَيْسَ بِذَاكَ».
ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ، وَ مَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ؟».
قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا الْجَفْرُ ؟ قَالَ: «وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ۱ فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَ الْوَصِيِّينَ، وَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هذَا هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَ لَيْسَ بِذَاكَ».
ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «وَ إِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليهاالسلام، وَ مَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ؟».
قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليهاالسلام ؟ قَالَ: «مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَ اللّهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ».
قَالَ: قُلْتُ: هذَا وَ اللّهِ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَ مَا هُوَ بِذَاكَ».
۱ / ۲۴۰
ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ، وَعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هذَا وَ اللّهِ هُوَ الْعِلْمُ، قَالَ: «إِنَّهُ لَعِلْمٌ، وَ لَيْسَ بِذَاكَ».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَيُّ شَيْءٍ الْعِلْمُ ؟ قَالَ: «مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ۲، الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِ الْأَمْرِ، وَ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

1.. «الأدَم»: اسم لجمع أدِيم ، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الاُدْم ، وهو ما يُؤْتَدم به. والجمع اُدُم . راجع : المغرب ، ص ۲۲ أدم .

2.. في شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۸۷ : «فإن قلت : قد ثبت أنّ كلّ شيء في القرآن وأنّهم عالمون بجميع ما فيه ، وأيضا قد ثبت بالرواية المتكاثرة أنّهم يعلمون جميع العلوم ، فما معنى هذا الكلام وما وجه الجمع ؟ قلت : أوّلاً ... أنّ علمهم ببعض الأشياء فعليّ وببعضها بالقوّة القريبة ، بمعنى أنّه يكفي في حصوله توجّه نفوسهم القدسيّة ، وهم يسمّون هذا جهلاً ؛ لعدم حصوله بالفعل . وبهذا يجمع بين الروايات التي دلّ بعضها على علمهم بجميع الأشياء ، وبعضها على عدمه ؛ وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإنّه يحصل لهم في اليوم والليلة عند توجّه نفوسهم القادسة إلى عالم الأمر علومٌ كثير لم تكن حاصلة بالفعل . وثانيا : أنّ علومهم بالأشياء التي توجد علوم إجماليّة ظلّيّة ، وعند ظهورها عليهم في الأعيان كلّ يوم وليلة علوم شهوديّة حضوريّة ؛ ولا شبهة في أنّ الثاني مغاير للأوّل وأكمل منه » . وراجع في معناه ما نقلنا قبل هذا من الوافي في هامش ح ۶۰۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16981
صفحه از 868
پرینت  ارسال به