وَ السَّحَابِ۱ وَ الْبُرْدِ۲ وَ الْأَبْرَقَةِ۳ وَ الْقَضِيبِ۴، قَالَ: فَوَ اللّهِ، مَا رَأَيْتُهَا۵ غَيْرَ سَاعَتِي تِلْكَ ـ يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ ـ فَجِيءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ۶ الْأَبْصَارَ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: ۱ / ۲۳۷
يَا عَلِيُّ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ، وَ اسْتَذْفِرْ۷ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.
1.. «السَحابُ» اسم عِمامة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، سمّيت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ سحب .
2.. «البُرْد» : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المُخطَّطة . وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ برد .
3.. «الأبرق» : من الحبال : الحبل الذي اُبرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق . قال الفيض في الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۷۶ : «كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة ـ بالكسر والضمّ ـ كما فسّره بها» . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ برق .
4.. في شرح المازندراني، ج۵، ص۳۷۹ : «القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ، والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضا» . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۸ قطع .
5.. في الوافي، ج۳، ص۵۷۶ : «وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : فجيء بشقّة فواللّه ما رأيتها» .
6.. «الخَطْف» : استلاب الشيء وأخذه بسرعة ، النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۹ خطف .
7.. في اللغة : استذفر بالأمر : اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له . وفي الوافي، ج۳، ص۵۷۶ «الاستذفار : شدّ الوسط بالمنطقة ونحوها » وفي مرآة العقول ، ج۳، ص۵۰ : «... ففي القاموس : الذَفَر ، محرّكة : شدّة ذَكاء الريح ، كالذَفَرة ، ومسك أذفر . ففيه تضمين معنى الشدّ ، مع الإشارة إلى طيب رائحتها ؛ فصار الحاصل : تطيّبْ بها جاعلاً لها مكان المنطقة ، أو يكون «مكان المنطقة» متعلّقا ب «اجعلها». وقيل: الاستذفار: جعل الشيء صلبا شديدا، في القاموس: الذِفِرُّ، كطِمِرّ: الصلب الشديد. ولايخفى ما فيه » . وقوله «استدفر» ، من الدَفْر بمعنى الدفع ، أو منِ الدَفَر ، وهو وقوع الدود في الطعام واللحم ، وهو أيضا النَتْن خاصّة ولا يكون الطيب البتّة . وليس شيء منها بمناسب هاهنا فلذا قال المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۵۰ : «لعلّه كان : واستثفر بها ، واُريد به الشدّ على الوسط» . قال ابن الأثير في النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ ثفر : «هو مأخوذ من ثَفَر الدابّة الذي يُجعَل تحت ذَنَبها . وفي صفة الجنّ : مستثفرين ثيابَهم ، وهو أن يُدخل الرجلُ ثوبه بين رجليه ، كما يفعل الكلب بذنبه» . وراجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۸۹ (دفر) ؛ و ص ۳۰۷ ؛ والقاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۵۹ (ذفر) .