363
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ السَّحَابِ۱ وَ الْبُرْدِ۲ وَ الْأَبْرَقَةِ۳ وَ الْقَضِيبِ۴، قَالَ: فَوَ اللّهِ، مَا رَأَيْتُهَا۵ غَيْرَ سَاعَتِي تِلْكَ ـ يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ ـ فَجِيءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ۶ الْأَبْصَارَ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: ۱ / ۲۳۷
يَا عَلِيُّ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ، وَ اسْتَذْفِرْ۷ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.

1.. «السَحابُ» اسم عِمامة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، سمّيت به تشبيها بسحاب المطر لانسحابه في الهواء . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۴۵ سحب .

2.. «البُرْد» : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المُخطَّطة . وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد . النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۶ برد .

3.. «الأبرق» : من الحبال : الحبل الذي اُبرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق . قال الفيض في الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۷۶ : «كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة ـ بالكسر والضمّ ـ كما فسّره بها» . راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ برق .

4.. في شرح المازندراني، ج۵، ص۳۷۹ : «القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ، والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضا» . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۷۸ قطع .

5.. في الوافي، ج۳، ص۵۷۶ : «وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : فجيء بشقّة فواللّه‏ ما رأيتها» .

6.. «الخَطْف» : استلاب الشيء وأخذه بسرعة ، النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۹ خطف .

7.. في اللغة : استذفر بالأمر : اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له . وفي الوافي، ج۳، ص۵۷۶ «الاستذفار : شدّ الوسط بالمنطقة ونحوها » وفي مرآة العقول ، ج۳، ص۵۰ : «... ففي القاموس : الذَفَر ، محرّكة : شدّة ذَكاء الريح ، كالذَفَرة ، ومسك أذفر . ففيه تضمين معنى الشدّ ، مع الإشارة إلى طيب رائحتها ؛ فصار الحاصل : تطيّبْ بها جاعلاً لها مكان المنطقة ، أو يكون «مكان المنطقة» متعلّقا ب «اجعلها». وقيل: الاستذفار: جعل الشيء صلبا شديدا، في القاموس: الذِفِرُّ، كطِمِرّ: الصلب الشديد. ولايخفى ما فيه » . وقوله «استدفر» ، من الدَفْر بمعنى الدفع ، أو منِ الدَفَر ، وهو وقوع الدود في الطعام واللحم ، وهو أيضا النَتْن خاصّة ولا يكون الطيب البتّة . وليس شيء منها بمناسب هاهنا فلذا قال المجلسي في مرآة العقول، ج۳، ص۵۰ : «لعلّه كان : واستثفر بها ، واُريد به الشدّ على الوسط» . قال ابن الأثير في النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۱۴ ثفر : «هو مأخوذ من ثَفَر الدابّة الذي يُجعَل تحت ذَنَبها . وفي صفة الجنّ : مستثفرين ثيابَهم ، وهو أن يُدخل الرجلُ ثوبه بين رجليه ، كما يفعل الكلب بذنبه» . وراجع : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۸۹ (دفر) ؛ و ص ۳۰۷ ؛ والقاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۵۵۹ (ذفر) .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
362

الْعِيَالِ، قَلِيلُ الْمَالِ، مَنْ يُطِيقُكَ۱ وَ أَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ۲؟».
قَالَ: «فَأَطْرَقَ۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هُنَيْئَةً۴، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبَّاسُ، أَ تَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ، وَ تُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَتَقْضِي دَيْنَهُ؟ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ، قَلِيلُ الْمَالِ، وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ.
قَالَ: أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ، أَتُنْجِزُ عِدَاتِ مُحَمَّدٍ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ، وَتَقْبِضُ۵ تُرَاثَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، ذاكَ عَلَيَّ وَلِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ، فَقَالَ: تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي۶، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ.
ثُمَّ صَاحَ: يَا بِلاَلُ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ۷ وَ الدِّرْعِ وَ الرَّايَةِ وَ الْقَمِيصِ وَ ذِي الْفَقَارِ

1.. «يطيقك» ، أي يطيق ويقدر على أداء حقوقك ؛ من الإطاقة بمعنى القدرة على الشيء . راجع : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۷۷ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۲۰۲ طوق .

2.. «تباري الريح» ، أي تعارضه . يقال : فلان يباري فلانا ، أي يعارضه ويفعل مثل فعله ليعجِّزه ، وهما يتباريان ، وفلان يباري الريح جودا وسخاءً ، أو تسابقه . والريح مشهورة بكثرة السخاء ؛ لسياق السحاب والأمطار ، وترويح القلوب ، وترقيق الهواء وغيرها من المنافع . كنى به عن علوّ همّته . راجع : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۷۷ . وفي مرآة العقول ، ج ۳ ، ص ۴۸ : «وهذا المثل مشهور بين العرب والعجم» . وراجع : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۲ برى .

3.. يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم . وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض . فالمعنى : سكت ناظرا إلى الأرض . الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ طرق .

4.. قال الفيّومي : الهَنُ : كناية عن كلّ اسم جنس ، والاُنثى هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنيهةً ، أي ساعة لطيفة . وفي لغة هي واوٌ فيُصَغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له . وجَعَلَها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۴۱ هن .

5.. قال في الوافي، ج۳، ص۵۷۵ : «في تقديم أخذ التراث على قضاء الدين وإنجاز العدات في مخاطبة العبّاس ، وبالعكس في مخاطبة أميرالمؤمنين عليه‏السلام لطف لايخفى . ولعلّ في إلقاء هذا القول على عمّه أوّلاً ، ثمّ تكريره صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهذلك عليه ، إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة».

6.. في الوافي، ج۳، ص۵۷۶ : «كأنّه أراد بذلك أنّه قلتُ في نفسي : لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرعا وفخرا وعزّا ويمنا وبركة» .

7.. «المِغْفَر» و«المِغْفَرة» و«الغِفارة» : زَرَد ـ أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض. لسان العرب، ج۵، ص۲۶ غفر.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16733
صفحه از 868
پرینت  ارسال به