شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ»۱ وَ إِنَّمَا غَضِبَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالاْءِنْسُ وَالْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ۲ لَهُ طَائِعِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَكَانَ الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ، وَإِنَّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَانًا۳ سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى»۴. وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ، وَتُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللّهِ لاَيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ اللّهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللّهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ، جَعَلَهُ اللّهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ؛ إِنَّ اللّهَ يَقُولُ: «وَ مَا مِنْ غَآلءِبَةٍ فِى السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِى كِتَبٍ مُّبِينٍ»۵ ثُمَّ قَالَ: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»۶ فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَ أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ».
۱ / ۲۲۷
۳۴ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ
اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَىاخْتِلاَفِ أَلْسِنَتِهَا
۶۰۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:
فِي حَدِيثِ بُرَيْهٍ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ مَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، فَلَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ
1.. النمل ۲۷ : ۲۰-۲۱.
2.. «المَرَدَة» : جمع المارد ، وهو من الرجال العاتي الشديد. قال الراغب في المفردات ، ص ۷۶۴ : «المارد والمَريد ، من شياطين الجنّ والإنس المتعرّي من الخيرات ، من قولهم : شجر أمرد، إذا تعرّى من الورق» . وراجع: النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۱۵ مرد .
3.. «وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَانًا» شرط حذف جوابه ، يعني لو كان شيء من القرآن كذلك ، لكان هذا القرآنَ؛ لأنّه الغاية في الإعجاز . والمراد منه تعظيم شأن القرآن . راجع : التبيان ، ج ۱ ، ص ۳۴۵ .
4.. الرعد ۱۳ : ۳۱.
5.. النمل ۲۷ : ۷۵.
6.. فاطر ۳۵: ۳۲.