347
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ»۱ وَ إِنَّمَا غَضِبَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالاْءِنْسُ وَالْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ۲ لَهُ طَائِعِينَ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَكَانَ الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ، وَإِنَّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: «وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَانًا۳ سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى»۴. وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ، وَتُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللّهِ لاَيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ اللّهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللّهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ، جَعَلَهُ اللّهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ؛ إِنَّ اللّهَ يَقُولُ: «وَ مَا مِنْ غَآلءِبَةٍ فِى السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِى كِتَبٍ مُّبِينٍ»۵ ثُمَّ قَالَ: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»۶ فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَ أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ».

۱ / ۲۲۷

۳۴ ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‏السلام عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ

اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَى‏اخْتِلاَفِ أَلْسِنَتِهَا

۶۰۸.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:
فِي حَدِيثِ بُرَيْهٍ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ مَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَلَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ

1.. النمل ۲۷ : ۲۰-۲۱.

2.. «المَرَدَة» : جمع المارد ، وهو من الرجال العاتي الشديد. قال الراغب في المفردات ، ص ۷۶۴ : «المارد والمَريد ، من شياطين الجنّ والإنس المتعرّي من الخيرات ، من قولهم : شجر أمرد، إذا تعرّى من الورق» . وراجع: النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۱۵ مرد .

3.. «وَ لَوْ أَنَّ قُرْءَانًا» شرط حذف جوابه ، يعني لو كان شيء من القرآن كذلك ، لكان هذا القرآنَ؛ لأنّه الغاية في الإعجاز . والمراد منه تعظيم شأن القرآن . راجع : التبيان ، ج ۱ ، ص ۳۴۵ .

4.. الرعد ۱۳ : ۳۱.

5.. النمل ۲۷ : ۷۵.

6.. فاطر ۳۵: ۳۲.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
346

بَعْدِ الذِّكْرِ»۱: مَا الزَّبُورُ؟ وَ مَا الذِّكْرُ؟
قَالَ: «الذِّكْرُ۲ عِنْدَ اللّهِ، وَ الزَّبُورُ: الَّذِي أُنْزِلَ عَلى دَاوُدَ؛ وَ كُلُّ كِتَابٍ نَزَلَ فَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَ نَحْنُ هُمْ».

۶۰۷.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَمُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَعْلَمُ مِنْهُ».
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللّهِ، قَالَ: «صَدَقْتَ»، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ۳، وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ۴؟
قَالَ: فَقَالَ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكَّ فِي أَمْرِهِ: «فَقَالَ مَا لِىَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآلءِبِينَ» حِينَ فَقَدَهُ، فَغَضِبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا

1.. الأنبياء ۲۱ : ۱۰۵.

2.. «الذكر» : الشرف، والجليل، والخطير . ومنه: القرآن ذكرٌ ، ولعلّ المراد به هنا اللوح المحفوظ؛ لأنّه شريف جليل خطير، ذكر فيه جميع الأشياء ، ولهذا قال : «الذكر عند اللّه‏ » قال اللّه‏ تعالى : «وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ» [الرعد ۱۳ : ۳۹] أي اللوح المحفوظ . راجع : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۳۵۵ ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۵۷ ؛ النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۶۳ ذكر.

3.. في شرح المازندراني، ج۵، ص۳۵۵ : «الظاهر أنّه ـ أي قوله: وسليمان ـ إلى ـ منطق الطير ـ من كلام السائل ، وأنّه عليه‏السلامعطف على عيسى بن مريم، وأنّ قوله: وكان رسول اللّه‏ ، استفهام على حقيقته. وإنّما قلنا : الظاهر ذلك؛ لأنّه يحتمل أن يكون من كلام أبي الحسن الأوّل عليه‏السلام ويكون عطفا على صدقت، وحينئذٍ قوله: «وكان رسول اللّه‏» من كلامه أيضا؛ للإخبار بأنّ هذه المنازل الرفيعة كانت لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أيضا . فليتأمّل».

4.. «المنازل»: جمع المَنْزِل ، وهو الدرجة. و«المَنْزِلَة»: الرتبة والدرجة ، لاتجمع . راجع: لسان العرب ، ج ۱۱، ص ۶۵۸ نزل .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13811
صفحه از 868
پرینت  ارسال به