317
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

مَنْسُوباً إِلَى الْعَفَافِ وَ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ، مُسْنَداً إِلَيْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ، صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ فِي حَيَاتِهِ.
فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ، إِلى أَنِ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِيرُ اللّهِ إِلى مَشِيئَتِهِ، وَ جَاءَتِ الاْءِرَادَةُ مِنَ اللّهِ فِيهِ إِلى مَحَبَّتِهِ، وَ بَلَغَ مُنْتَهى مُدَّةِ وَالِدِهِ عليه‏السلام، فَمَضى وَ صَارَ أَمْرُ اللّهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَ قَلَّدَهُ دِينَهُ، وَ جَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلى عِبَادِهِ، وَ قَيِّمَهُ فِي بِلاَدِهِ، وَ أَيَّدَهُ بِرُوحِهِ، وَ آتَاهُ عِلْمَهُ، وَ أَنْبَأَهُ فَصْلَ بَيَانِهِ، وَ اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ، وَ انْتَدَبَهُ۱ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ، وَ أَنْبَأَهُ فَضْلَ بَيَانِ عِلْمِهِ، وَ نَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ، وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ عَالَمِهِ، وَ ضِيَاءً لِأَهْلِ دِينِهِ، وَ الْقَيِّمَ عَلى عِبَادِهِ، رَضِيَ اللّهُ بِهِ إِمَاماً لَهُمُ، اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ، وَ اسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ، وَ اسْتَخْبَأَهُ۲ حِكْمَتَهُ، وَ اسْتَرْعَاهُ۳ لِدِينِهِ،وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ، وَ أَحْيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ، وَ فَرَائِضَهُ وَ حُدُودَهُ، فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحْيِيرِ أَهْلِ الْجَهْلِ، وَ تَحْبِيرِ۴ أَهْلِ الْجَدَلِ، ۱ / ۲۰۵
بِالنُّورِ۵ السَّاطِعِ۶، وَ الشِّفَاءِ النَّافِعِ، بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ، وَ الْبَيَانِ اللاَّئِحِ مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ، عَلى طَرِيقِ الْمَنْهَجِ، الَّذِي مَضى عَلَيْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ عليهم‏السلام، فَلَيْسَ يَجْهَلُ حَقَّ هذَا الْعَالِمِ إِلاَّ شَقِيٌّ، وَ لاَ يَجْحَدُهُ إِلاَّ غَوِيٌّ۷، وَ لاَ يَصُدُّ عَنْهُ إِلاَّ جَرِيٌّ عَلَى اللّهِ جَلَّ وَ عَلاَ».

1.. «انتدب» يُستعمل لازما ومتعدّيا ، تقول: انتدبتُه للأمر فانتدب، أي دعوته له فأجاب . قال الفيض في الوافي : «انتدبه : اختاره». وراجع: المصباح المنير ، ص ۵۹۷ ندب .

2.. «استخبأه»، أي طلب منه الكتمان، من الخَبْ‏ء بمعنى الستر والإخفاء. يقال: خَبَأَ الشيءَ يخبوه خبأً: ستره وأخفاه. والمراد: أودع عنده حكمته وأمره بالكتمان. راجع : لسان العرب، ج ۱ ، ص ۶۲ خبأ ؛ الوافي ، ج ۳، ص ۴۹۰.

3.. «استرعاه» ، أي طلب منه الرعاية والحفظ ، أي جعله راعيا حافظا . راجع: لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۲۷ رعى .

4.. «التحبير» بمعنى تزيين الكلام وتحسينه .

5.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۲، ص۴۰۶ : «الباء للسببيّة، أو بدل، أو عطف بيان لقوله: بالعدل. وكذا قوله : بالحقّ بالنسبة إلى قوله: بالنور».

6.. «الساطع» : المنتشر ، أو المرتفع . والصبح الساطع : أوّل ما ينشقّ مستطيلاً . راجع : لسان العرب ، ج ۸ ، ص۱۵۴ سطع.

7.. «الغَوِيّ» : الضالّ ، والتارك لسبيل الحقّ والسالك لغيره، من الغيّ بمعنى الضلال والانمهاك في الباطل. راجع: النهاية ، ج ۳، ص ۳۹۷ غوى .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
316

خَلْقِ نَسَمَةٍ۱، عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ، مَحْبُوّاً۲ بِالْحِكْمَةِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ، اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ، وَانْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ؛ بَقِيَّةً مِنْ آدَمَ عليه‏السلام، وَ خِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ، وَ مُصْطَفىً مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَسُلاَلَةً مِنْ إِسْمَاعِيلَ، وَ صَفْوَةً۳ مِنْ عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ اللّهِ يَحْفَظُهُ وَيَكْلَؤهُ۴ بِسِتْرِهِ، مَطْرُوداً عَنْهُ حَبَائِلُ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ، مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ۵ الْغَوَاسِقِ۶، وَنُفُوثُ۷ كُلِّ فَاسِقٍ، مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ۸ السُّوءِ، مُبَرَّأً مِنَ الْعَاهَاتِ۹، مَحْجُوباً عَنِ الاْفَاتِ، مَعْصُوماً مِنَ الزَّلاَّتِ، مَصُوناً عَنِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا، مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَ الْبِرِّ فِي يَفَاعِهِ۱۰،

1.. «النَسَمَة»: النفس والروح وكلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَةٌ ، أو من النسيم، وهو أوّل هبوب الريح الضعيفة ، أي أوّل الريح قبل أن تشتدّ . والجمع: النَسَم ، ويجوز الإفراد والجمع هنا. راجع: النهاية ، ج ۵ ، ص ۴۹ نسم ؛ شرح المازندراني ، ج ۵، ص ۲۹۱ ـ ۲۹۲.

2.. «المَحْبُوّ» : اسم مفعول من الحِباء بمعنى العطاء ، يقال: حباه يحبوه، أي أعطاه. راجع: الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۸ حبو.

3.. صَفْوَة الشيء : خالصه . وفي الصاد الحركات الثلاث ، فإذا نزعوا الهاء قالوا : له صَفْوُ مالي ، بالفتح لاغير . راجع: الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۰۱ صفو .

4.. «يَكْلَؤُهُ» ، أي يحفظه ويحرسه، من الكِلاءَة بمعنى الحفظ والحراسة. في شرح المازندراني، ج۵، ص۲۹۴ : «وهي أشدّ من الحفظ»، وراجع: الصحاح ، ج ۱، ص ۶۹ كلأ .

5.. «الوُقُوب» : الدخول في كلّ شيء. يقال: وَقَبَ الشيء يَقِبُ وُقُوبا ، أي دخل. راجع: النهاية ، ج ۵، ص ۲۱۲ وقب.

6.. «الغَواسِق»: جمع الغاسق ، وهو الليل إذا غاب الشفق ، أو الليل المُظْلِم ، من الغَسَق بمعنى أوّل ظلمة الليل، أو شدّة ظلمته. راجع: الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۳۷؛ المفردات للراغب ، ص ۶۰۶ غسق.

7.. «النُفُوثُ» : جمع النَفْث ، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقلّ من التَفْل؛ لأنّه لايكون إلاّ ومعه شيء من الريق. راجع: النهاية ، ج ۵، ص ۸۸ نفث .

8.. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۲، ص۴۰۴ : «قوارف السوء ، من اقتراف الذنب بمعنى اكتسابه، أو المراد الاتّهام بالسوء ، من قولهم: قَرَفَ فلانا : عابه، أو اتّهمه . وأقرفه: وقع فيه، وذكره بسوء. وأقرف به: عرّضه للتهمة». وراجع : القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۱۲۴ قرف .

9.. «العاهَة» والآفة بمعنى واحد، وهي عرَضٌ مفسد لما أصاب من شيء ، أي هي مايوجب خروج عضو من مزاجه الطبيعي . ويمكن أن يراد بالأوّل الأمراض التي توجب نفرة الخلق كالجذام، وبالثاني الأمراض النفسانيّة . راجع: لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۱۶ أوف ؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۴۰۴.

10.. «في يفاعه»، أي في أوائل سنّه وفي صغره وبدو شبابه. يقال: أيْفَعَ الغلامُ فهو يافع، إذا شارَفَ الاحتلام ولمّا يحتلم ، وهو من نوادر الأبنية ، أي لايقال: مُوفِعٌ . واليَفاع أيضا : المرتفع من كلّ شيء، ولعلّه منه قال المازندراني في شرحه، ج۵، ص۲۹۵ : «اليفع: الرفعة والشرف والغلبة». وراجع: النهاية ، ج ۵، ص ۲۹۹ يفع .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13945
صفحه از 868
پرینت  ارسال به