315
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ مُشَبِّهَاتِ الْفِتَنِ.
فَلَمْ يَزَلِ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ يَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه‏السلام مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ يَصْطَفِيهِمْ لِذلِكَ وَ يَجْتَبِيهِمْ، وَ يَرْضى بِهِمْ لِخَلْقِهِ وَ يَرْتَضِيهِمْ، كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إِمَامٌ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ عَقِبِهِ إِمَاماً عَلَماً بَيِّناً، وَ هَادِياً نَيِّراً، وَ إِمَاماً قَيِّماً، وَ حُجَّةً عَالِماً، ۱ / ۲۰۴
أَئِمَّةً مِنَ اللّهِ، يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، وَ بِهِ يَعْدِلُونَ، حُجَجُ اللّهِ وَ دُعَاتُهُ وَ رُعَاتُهُ۱ عَلى خَلْقِهِ، يَدِينُ۲ بِهَدْيِهِمُ الْعِبَادُ، وَتَسْتَهِلُّ۳ بِنُورِهِمُ الْبِلاَدُ، وَيَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلاَدُ۴، جَعَلَهُمُ اللّهُ حَيَاةً لِلْأَنَامِ، وَمَصَابِيحَ لِلظَّلاَمِ، وَمَفَاتِيحَ لِلْكَلاَمِ، وَدَعَائِمَ لِلاْءِسْلاَمِ، جَرَتْ بِذلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ اللّهِ عَلى مَحْتُومِهَا.
فَالاْءِمَامُ هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضى، وَ الْهَادِي الْمُنْتَجى۵، وَ الْقَائِمُ الْمُرْتَجَى، اصْطَفَاهُ اللّهُ بِذلِكَ، وَ اصْطَنَعَهُ عَلى عَيْنِهِ فِي الذَّرِّ۶ حِينَ ذَرَأَهُ۷، وَ فِي الْبَرِيَّةِ۸ حِينَ بَرَأَهُ ظِلاًّ قَبْلَ

1.. «الرُعاة» : جمع الراعي بمعنى الحافظ اُنظر : لسان العرب، ج ۱۴ ، ص ۳۲۷ رعى .

2.. «يَدين»، أي يطيع، يقال: دان اللّه‏ ، أي أطاعه؛ من الدين بمعنى الطاعة. اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۸ دين .

3.. قوله: «تَسْتَهِلُّ» معلوما ، أي تستضيء وتتنوّر ، أو تُسْتَهَلُّ مجهولاً ، أي تبيّن وتُبْصِر وتتبصّر . راجع: شرح المازندراني ، ج ۵، ص ۲۸۹؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۴۰۱؛ لسان العرب ، ج ۱۱، ص ۷۰۳ هلل .

4.. «التالِدُ»: المال القديم الأصليّ الذي وُلِدَ عندك ، وهو نقيض الطارف . وكذلك التِلادُ والإتلاد ، وأصل التاء فيه واو . الصحاح ، ج ۲، ص ۴۵۰ تلد .

5.. في الغيبة: «المجتبى». و«المُنْتَجَى»: صاحب السرّ ، المخصوص بالمناجاة ، يقال: انتجى القوم وتناجَوْا ، أي تَسارّوا ، وتقول : انتجيتُه، إذا خصصتَه بمناجاتك ، والاسم: النجوى. راجع: الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۵۰۳ نجو .

6.. «الذَرّ» ، أي عالم الذرّ ، وهو في الأصل جمع الذَرَّة ، وهي صغار النمل ، كني به عن أولاد آدم حين استخرجوا من صلبه لأخذ الميثاق منهم الوافي ، ج ۳، ص ۴۹۰؛ الصحاح ، ج ۲، ص ۶۶۲ ذرر .

7.. «ذَرَأه» ، أي خلقه، يقال: ذرأ اللّه‏ الخلق يذرؤُهم ذَرْءا ، أي خلقهم. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ۲، ص ۲۹۱: «وربّما يقرأ بالألف المنقلبة عن الواو ، أي فرّقه وميّزه حين أخرجه من صلب آدم» . وراجع: الصحاح ، ج ۱، ص ۵۱ ذرأ .

8.. «البَرِيَّة» : الخلق والمخلوقون ، فَعيلةٌ بمعنى مفعولة ، من برأ بمعنى خلق، وقد تركت العرب همزَهُ . وإن أُخذت من البَرَى ـ و هو التراب ـ فأصلها غير الهمز . الصحاح ، ج ۱، ص ۳۶ ؛ برأ ؛ المصباح المنير ، ص ۴۷ (برى) .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
314

مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً».

۵۲۸.۲. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام فِي خُطْبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الْأَئِمَّةِ عليهم‏السلام وَ صِفَاتِهِمْ: «إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَوْضَحَ۱ بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ، وَ أَبْلَجَ۲ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مِنْهَاجِهِ۳، وَ فَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ؛ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ، وَجَدَ طَعْمَ حَلاَوَةِ إِيمَانِهِ، وَ عَلِمَ فَضْلَ طُلاَوَةِ۴ إِسْلاَمِهِ؛ لِأَنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ نَصَبَ الاْءِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ، وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ مَوَادِّهِ۵ وَ عَالَمِهِ، وَ أَلْبَسَهُ اللّهُ تَاجَ الْوَقَارِ، وَ غَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ، يَمُدُّ۶ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ، لاَ يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ، وَ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَ اللّهِ إِلاَّ بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ، وَ لاَ يَقْبَلُ اللّهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلاَّ بِمَعْرِفَتِهِ؛ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ۷ الدُّجى۸، وَ مُعَمِّيَاتِ۹ السُّنَنِ،

1.. تعدية الإيضاح وما بعده ب «عن» لتضمين معنى الكشف ونحوه ، أي أبان وأظهر كاشفا عن دينه . راجع: شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۸۳؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۴۰۰.

2.. «أبلج»: أضاء، أشرق ، أنار . يقال: بلج الصبح وأبلج ، أي أسفر وأنار . ومنه قيل : بلج الحقّ، إذا وضح وظهر . المصباح المنير ، ص ۶۰ بلج .

3.. «النَهْج» : الطريق الواضح ، وكذلك المنهج والمنهاج . الصحاح ، ج ۱، ص ۳۴۶ نهج .

4.. الطُلاوة : الحُسن والبهجة والقبول . القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۷۱۴ طلو .

5.. «الموادّ» جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة . والمراد جميع الزيادات المتّصلة به من جميع المخلوقات ، اتّصال صدور ووجود منه ، واستكمال لهم به ، واستفاضة منه . اُنظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ۶۰۰ ؛ الصحاح ، ج ۲، ص ۵۳۶ مدد .

6.. قال الفيض في الوافي، ج۳، ص۴۹۰ : «يمدّ على البناء للمفعول والضمير للإمام ، والبارز في «موادّه» للّه‏ ، أو للسبب» . وفي شرح المازندراني، ج۵، ص۲۸۶: «يمدّ على صيغة المعلوم حال عن فاعل غشّاه ، وفاعله فاعله ، و«بسبب» مفعوله بزيادة الباء».

7.. في الغيبة: «مشكلات» . و«المُلْتَبِساتُ» من التبس عليه الأمر ، أي اختلط واشتبه، والتباس الأُمور : اختلاطها على وجه يعسر الفرق بينها ولا يعرف جهتها . اُنظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۰۴ لبس ؛ شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۸۷؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۴۰۱.

8.. «الدُجَى» : جمع الدُجْيَة ، وهي الظلمة الشديدة ، والدُجَى أيضا : مصدر بمعنى الظلمة. راجع: لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۹ دجو .

9.. «مُعَمَّيات» ـ بتشديد الميم المفتوحة ـ : المَخْفيّات، يقال: عمّاه تعميةً ، أي صيّره أعمى ، ويقال: عمّيتُ معنى البيت، أي أخفيته، ومنه المُعَمَّى في الشعر . راجع: القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۷۲۳ عمى ؛ شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۸۷؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۴۰۱.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16593
صفحه از 868
پرینت  ارسال به