313
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لِأُمُورِ عِبَادِهِ، شَرَحَ صَدْرَهُ۱ لِذلِكَ، وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ، وَ أَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً؛ فَلَمْ يَعْيَ۲ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ، وَ لاَ تَحَيَّزَ ۱ / ۲۰۳
فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ؛ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤيَّدٌ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ۳، قَدْ أَمِنَ مِنَ الْخَطَأِ وَ الزَّلَلِ وَ الْعِثَارِ۴، يَخُصُّهُ اللّهُ بِذلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلى عِبَادِهِ، وَ شَاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، وَ«ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشاءُ، وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ»۵.
فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلى مِثْلِ هذَا فَيَخْتَارُونَهُ ؟ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ؟ تَعَدَّوْا ـ وَ بَيْتِ اللّهِ ـ الْحَقَّ، وَ نَبَذُوا كِتَابَ اللّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، وَ فِي كِتَابِ اللّهِ الْهُدى وَ الشِّفَاءُ، فَنَبَذُوهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ، فَذَمَّهُمُ اللّهُ وَ مَقَّتَهُمْ۶ وَ أَتْعَسَهُمْ۷، فَقَالَ جَلَّ وَ تَعَالى: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ»۸ وَ قَالَ: «فَتَعْسًا لَّهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ»۹ وَ قَالَ: «كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَ عِندَ الَّذِينَ ءَامَنُوا كَذ لِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ»۱۰ وَ صَلَّى اللّهُ عَلَى النَّبِيِّ

1.. «شرح صدره»، أي وسّعه لقبول الحقّ . اُنظر : المصباح المنير ، ج ۳۰۸ شرح .

2.. «فلم يَعْيَ» ، أي لم يعجز ، من العيّ بمعنى العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد. أو لم يجهل، من العيّ أيضا بمعنى الجهل وعدم البيان. اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۱۱ .

3.. «مسدّد» : من التسديد بمعنى التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل، ورجل مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۴۸۵ سدد.

4.. «العثار»: السقوط، يقال: عثر الرجل يعثر عُثورا ، وعثر الفرس عِثارا ، إذا أصاب قوائمه شيء فيُصرَع، أي يسقط. ويقال للزلّة : عَثْرَة؛ لأنّها سقوط في الاسم. اُنظر : ترتيب كتاب العين ، ج ۲، ص ۱۱۳۸ عثر .

5.. الحديد ۵۷ : ۲۱ ؛ الجمعة (۶۲) : ۴ .

6.. مَقَتَةُ مَقْتا ومَقَاتَةً : أبغضه، كمقّته ، فهو مَقيت ومَمْقوت . القاموس المحيط ، ج ۱، ص ۲۵۸ مقت .

7.. «أتْعَسَهُمْ» أي أهلكهم ، من التَعْس بمعنى الهلاك ، وأصله الكبّ ، وهو ضدّ الانتعاش بمعنى الانتهاض ، يقال: تَعْسا لفلان ، أي ألزمه اللّه‏ هلاكا . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۱۰ تعس .

8.. القصص ۲۸ : ۵۰.

9.. محمّد ۴۷ : ۸ .

10.. غافر ۴۰ : ۳۵.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
312

شَرَفُ الْأَشْرَافِ، وَ الْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ، نَامِي الْعِلْمِ۱، كَامِلُ الْحِلْمِ، مُضْطَلِعٌ بِالاْءِمَامَةِ۲، عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ۳، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ، قَائِمٌ بِأَمْرِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللّهِ، حَافِظٌ لِدِينِ اللّهِ.
إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ ـ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِمْ ـ يُوَفِّقُهُمُ اللّهُ، وَ يُؤتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حِكَمِهِ مَا لاَ يُؤتِيهِ غَيْرَهُمْ؛ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ الزَّمَانِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: «أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»۴ وَ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالى: «وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا»۵ وَ قَوْلِهِ فِي طَالُوتَ۶: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَلهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ»۷وَ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «أَنزَلَ [اللَّهُ] عَلَيْكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا»۸ وَ قَالَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللّه‏ِ عَلَيْهِمْ: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَلهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا»۹.

1.. «نامي العلم» ، أي يزداد علمه، من نما الشيء ، إذا زاد وارتفع. أو بلّغ علمه ورفعه، من نما خيرا ، إذا بلّغه على وجه الإصلاح وطلب الخير ورفعه. اُنظر : النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۲۱ نمو .

2.. «مُضْطَلِعٌ بالإمامة» أي قويّ عليها، يقال: فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ، أي قويّ عليه، وهو مفتعل من الضَلاعَة بمعنى القوّة وشدّة الأضلاع . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۱ ضلع .

3.. «السِياسَة»: القيام على الشيء بما يُصْلِحُه . النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۲۱ سوس .

4.. يونس ۱۰ : ۳۵.

5.. البقرة ۲ : ۲۶۹.

6.. «طالوت» : اسم أعجميّ غير منصرف. قيل : أصله: طَوَلوت ، من الطُول ، فقلبت الواو ألفا . قال المحقّق الشعراني : «والصحيح أنّ طالوت غير عربيّ ، بل معرّب عن كلمة عبريّة مع تغيير جوهريّ في حروفه ، وكان أصله شاول ، فهو مثل يحيى معرّب يوحان، وعيسى معرّب يشوعا». اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۷۶.

7.. البقرة ۲ : ۲۴۷ .

8.. النساء ۴ : ۱۱۳.

9.. النساء ۴ : ۵۴ ـ ۵۵.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16817
صفحه از 868
پرینت  ارسال به