وَ تَاهَتِ۱ الْحُلُومُ۲، وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ، وَ خَسَأَتِ الْعُيُونُ۳، وَ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ، وَ تَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ، وَ تَقَاصَرَتِ۴ الْحُلَمَاءُ، وَ حَصِرَتِ۵ الْخُطَبَاءُ، وَ جَهِلَتِ الْأَلِبَّاءُ، وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ، وَعَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ، وَعَيِيَتِ۶ الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ، أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ، وَ أَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ، وَ كَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ، أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ، وَيُغْنِي غِنَاهُ؟ لاَ۷، كَيْفَ؟ وَأَنّى؟ وَهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ۸ مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ، وَوَصْفِ الْوَاصِفِينَ، فَأَيْنَ الاِخْتِيَارُ مِنْ هذَا؟ وَأَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هذَا؟ وَأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هذَا؟
أَ تَظُنُّونَ أَنَّ ذلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله ؟ كَذَبَتْهُمْ۹ وَاللّهِ أَنْفُسُهُمْ، وَ مَنَّتْهُمُ۱۰ الْأَبَاطِيلَ، فَارْتَقَوْا مُرْتَقاً صَعْباً دَحْضاً۱۱ تَزِلُّ عَنْهُ إِلَى الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ،
1.. «تاهت» : تحيّرت. يقال: تاهَ في الأرض ، أي ذهب متحيّرا . اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲۹ تيه .
2.. «الحِلْم»: الأناة والعقل . وجمعه: أحلام وحُلُوم . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۴۶ حلم .
3.. «خسأت العيون»، أي سَدِرت وكلّت وأعيت وتحيّرت . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۵ خسأ .
4.. «تقاصرت»، أي أظهرت القِصَر وانظر : القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۶۴۴ قصر .
5.. في مرآة العقول : «حصر» . و «حَصِرَت» ، أي عَيِيَت وعجزت عن النطق ، من الحَصَر بمعنى العَيّ، وهو خلاف البيان. اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۶۳۱ حصر .
6.. «عَيِيَتْ»: عجزت ، من العيّ ، وهو خلاف البيان . اُنظر : الصحاح ، ج ۶، ص ۲۴۴۲ .
7.. «لا» تأكيد للنفي الضمنيّ المستفاد من الاستفهام للمبالغة فيه، أو تصريح بالإنكار المفهوم منه. اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۵۷؛ مرآة العقول، ج ۲، ص ۳۸۷.
8.. في مرآة العقول ، ج ۲، ص ۳۸۷ : «والنجم.. . هو مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرئيٌّ؛ لأنّ حيث لايضاف إلاّ إلى الجمل».
9.. «كذَبَتْهُم»، أي لم تصدقهم فتقول لهم الكذب . قرأها المازندراني في شرحه ، ج ۵ ، ص ۲۵۸ بالتشديد؛ حيث قال: «أي أنفسهم تكذّبهم وتنسبهم إلى الكذب» . وهو المحتمل عند المجلسي في مرآة العقول ، ج ۲، ص ۳۸۷ . وانظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۰۶ كذب .
10.. «مَنَّتْهم»، أي أضعفتهم وأعيتهم وأعجزتهم. يقال: منّه اليسير، أي أضعفه وأعياه. و في شرح المازندراني: «واحتمال أن يكون المراد: منّت عليهم الأباطيل، من المِنَّة بالكسر بعيد لفظا ومعنىً». وانظر: الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۰۷ منن.
11.. «الدَحْض» و«الدَحَض» : الزلق. يقال : مكان دَحْض ودَحَض ، أي زَلَق ، وهو الموضع الذي لاتثبت عليه قدم. اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۷۵ دحض .