303
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

عَلى سَبِيلِ هُدَاهُ، لاَ يَهْتَدِي هَادٍ إِلاَّ بِهُدَاهُمْ، وَ لاَ يَضِلُّ خَارِجٌ مِنَ الْهُدى إِلاَّ بِتَقْصِيرٍ عَنْ حَقِّهِمْ، أُمَنَاءُ اللّهِ عَلى مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذُرٍ۱ أَوْ نُذُرٍ۲، وَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ فِي الْأَرْضِ، يَجْرِي لاِخِرِهِمْ مِنَ اللّهِ مِثْلُ الَّذِي جَرى لِأَوَّلِهِمْ، وَ لاَ يَصِلُ أَحَدٌ إِلى ذلِكَ إِلاَّ بِعَوْنِ اللّهِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، لاَ يَدْخُلُهَا دَاخِلٌ إِلاَّ عَلى حَدِّ قَسْمِي۳، وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَ أَنَا الاْءِمَامُ لِمَنْ بَعْدِي، وَ الْمُؤدِّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلِي، لاَ يَتَقَدَّمُنِي أَحَدٌ إِلاَّ أَحْمَدُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ إِنِّي وَ إِيَّاهُ لَعَلى سَبِيلٍ وَاحِدٍ، إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ، وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ السِّتَّ: عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا وَ الْوَصَايَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ إِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ۴ وَدَوْلَةِ۵ الدُّوَلِ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ، وَ الدَّابَّةُ الَّتِي تُكَلِّمُ النَّاسَ».

۱۵ ـ بَابٌ نَادِرٌ جَامِعٌ فِي فَضْلِ الاْءِمَامِ عليه‏السلام وَ صِفَاتِهِ

۵۲۷.۱. أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلاَءِ ـ رَحِمَهُ اللّهُ ـ رَفَعَهُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ الرِّضَا عليه‏السلام بِمَرْوَ، فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا،

1.. «العُذُر»: مصدر عَذَر، بمعنى محو الإساءة . أو جمع العذير، بمعنى المعذرة . اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۹۷ عذر.

2.. «النُذُر»: مصدر نَذَر ، بمعنى خوّف ، أي بمعنى الأنذار . أو جمع النذير، بمعنى الإنذار . اُنظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۰۱ نذر.

3.. «القَسْم»: مصدر قَسَمْت الشيء فانقسم. وأمّا «القِسْم» فهو الحظّ والنصيب من الخير . اُنظر : الصحاح، ج ۵ ، ص ۲۰۱۰ قسم.

4.. «الكرّات»: جمع الكرّة ، بمعنى الرَجْعَة والمرّة والحملة . اُنظر : المصباح المنير ، ص ۵۳۰ كرر.

5.. «الدَوْلَة» في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاُخرى. والجمع: الدُِوَل . و«الدُولَة» في المال. يقال: صار الفيء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا . والجمع: دُولات ودُوَل . و«الدَوْله»: الفعل والانتقال من حال إلى حال ، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء ، أو الغلبة . اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۹ دول .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
302

وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرى».
وَ قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ، وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحُ بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ هِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ، وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يُدْعى فَيُكْسى وَ يُسْتَنْطَقُ، وَ أُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ، وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي، وَ لَمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللّهِ، وَ أُؤدِّي عَنِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللّهُ فِيهِ بِإِذْنِهِ».

۵۲۶.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ ۱ / ۱۹۸
عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ الرِّيَاحِيُّ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ:

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «فَضْلُ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ، وَ مَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَا لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ الْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ، وَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلى رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ الرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى_'feحَدِّ الشِّرْكِ بِاللّهِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بَابُ اللّهِ الَّذِي لاَ يُؤتى إِلاَّ مِنْهُ، وَ سَبِيلُهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ كَذلِكَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام مِنْ بَعْدِهِ، وَ جَرى لِلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.
جَعَلَهُمُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا، وَ عُمُدَ۱ الاْءِسْلاَمِ، وَ رَابِطَةً۲

1.. «العُمُد» و «العَمَد» : جمع الكثرة للعمود ، وجمع القلّة: الأعْمِدَة . هذا في اللغة، واحتمل الفيض «العَمَد» مفردا ، لاجمعا . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۵۱۱ عمد ؛ الوافي ، ج ۳ ، ص ۵۱۶.

2.. قوله: «رابطةً»، أي لازمة لسبيل الهدى غير مفارقة عنه ، من الرِباط بمعنى الملازمة . أو مقيمة عليه، من الرِباط وهو الإمامة في الثغور . أو شديدة ، أي جعلهم فرقة شديدة كأنّهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرابط بمعنى الشدّة . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۲۵؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۳۷۴؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۰۲ ـ ۳۰۳ ربط.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13710
صفحه از 868
پرینت  ارسال به