وَ يُسْتَنْطَقُ وَ أُسْتَنْطَقُ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ، وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي: عُلِّمْتُ الْمَنَايَا۱ وَ الْبَلاَيَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي، وَ لَمْ يَعْزُبْ۲ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي۳، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللّهِ، وَ أُؤدِّي عَنْهُ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللّهِ، مَكَّنَنِي فِيهِ بِعِلْمِهِ».
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام يَقُولُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.
۵۲۵.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ، قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَ سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، فَابْتَدَأَنَا، فَقَالَ: «يَا سُلَيْمَانُ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام يُؤخَذُ بِهِ، وَ مَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، وَ لِرَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللّهُ، الْمُعَيِّبُ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَ عَلى رَسُولِهِ صلىاللهعليهوآله، وَ الرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللّهِ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام بَابَ اللّهِ الَّذِي لاَ يُؤتى إِلاَّ مِنْهُ، وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ، وَ بِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُ عليهمالسلام وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، جَعَلَهُمُ اللّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ،
1.. «المنايا»: جمع المنيّة ، وهي الموت من المَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص . والمراد : آجال الناس. اُنظر : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۹۲ منى.
2.. «لم يَعْزُب» و«لم يَعزِب»، أي لم يبعد ولم يغب. يقال: عَزَب عنّي فلان يَعْزُب ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۱۸۱ عزب .
3.. قال في الوافي، ج۳، ص۵۱۵ : «لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ «ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي .