301
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَ يُسْتَنْطَقُ وَ أُسْتَنْطَقُ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ، وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي: عُلِّمْتُ الْمَنَايَا۱ وَ الْبَلاَيَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي، وَ لَمْ يَعْزُبْ۲ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي۳، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللّهِ، وَ أُؤدِّي عَنْهُ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللّهِ، مَكَّنَنِي فِيهِ بِعِلْمِهِ».

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.

۵۲۵.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ:حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ، قَالَ:
دَخَلْتُ أَنَا وَ سُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَابْتَدَأَنَا، فَقَالَ: «يَا سُلَيْمَانُ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يُؤخَذُ بِهِ، وَ مَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللّهُ، الْمُعَيِّبُ عَلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ عَلَى اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ وَ عَلى رَسُولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ الرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللّهِ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام بَابَ اللّهِ الَّذِي لاَ يُؤتى إِلاَّ مِنْهُ، وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ، وَ بِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُ عليهم‏السلام وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، جَعَلَهُمُ اللّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ،

1.. «المنايا»: جمع المنيّة ، وهي الموت من المَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص . والمراد : آجال الناس. اُنظر : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۸ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۹۲ منى.

2.. «لم يَعْزُب» و«لم يَعزِب»، أي لم يبعد ولم يغب. يقال: عَزَب عنّي فلان يَعْزُب ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۱۸۱ عزب .

3.. قال في الوافي، ج۳، ص۵۱۵ : «لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ «ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
300

بَابَ اللّهِ الَّذِي لاَ يُؤتى إِلاَّ مِنْهُ، وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ، وَ كَذلِكَ يَجْرِي لِأَئِمَّةِ الْهُدى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ، جَعَلَهُمُ اللّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا۱، وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرى۲.
وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ كَثِيراً مَا يَقُولُ: أَنَا قَسِيمُ اللّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ، وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ۳، وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ ۱ / ۱۹۷
حَمُولَتِهِ۴ وَ هِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ، وَ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يُدْعى فَيُكْسى۵ وَأُدْعى فَأُكْسى،

1.. «أن تميد بأهلها»، أي تتحرّك وتميل بهم. يقال: ماد الشيءُ يميد ميدانا ، أي تحرّك وزاغ واضطرب. اُنظر : القاموس المحيط، ج ۱، ص ۴۶۳.

2.. «الثرى» : التراب النديّ ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن نديّا فهو تراب. أو التراب وكلّ طين لايكون لازبا إذا بُلّ . اُنظر : ترتيب كتاب العين ، ج ۱، ص ۲۳۹.

3.. «المِيسَم» : هي الحديدة التي يكوى بها . وأصله: مِوْسَم، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم. النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۸۶ وسم . وقال الفيض في الوافي، ج۳، ص۵۱۴ : «لمّا كان بحبّه وبغضه عليه‏السلام يتميّز المؤمن من المنافق ، فكأنّه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق » . وفي حاشية بدرالدين ، ص ۱۴۵ : «رأيت في نسخة معتبره مقروءة علي عدّة من الشيوخ تفسيرالميسم بخاتم سليمان عليه‏السلام ، و كأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمام عليه‏السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ، ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان ؛ فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة ، لاغيري من تيم وعدى . هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي ، وقد ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال لعليّ عليه‏السلام : «يخرجك اللّه‏ في آخر الزمان بأحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك » . وانظر : تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ .

4.. «الحَمُولَة»: الإبل التي تحمل ، وكذلك كلّ ما احتمل عليه الحيّ من حمار أو غيره، سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن. و«الحُمُولة» : الأحمال. وكلاهما محتمل هنا . والمعنى : كلّفني اللّه‏ ربّي مثل ما كلّف محمّدا من أعباء التكليف والهداية . وأمّا العبارة فقُرئت على ثلاثة أوجه: الأوّل : حُمِلْتُ على مثل حَمُولته أو حُمُولته. الثاني: حَمَلْتُ على مثل حُمُولته، أي حملت أحمالي على مثل ما حمل صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهأحماله عليه. الثالث: حُمِلَتْ عليّ مثل حُمُولته، فالحُمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه. اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۷۸ حمل ؛ شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۲۲۱؛ الوافي ، ج ۳، ص ۵۱۴؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۳۷۰.

5.. قال في الوافي، ج۳، ص۵۱۴ : «يدعى فيكسى ، يعني يوم القيامة . وكأنّ الدعوة كناية عن الإقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل والجهل ، وهو السير إلى اللّه‏ في سلسلة العود . والكسوة كناية عن تغشّيهما بنور الجبّار ، وغفران إنّيّتهما في الجليل الغفّار ، واضمحلال وجودهما في الواحد القهّار».

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13904
صفحه از 868
پرینت  ارسال به