281
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

كَسَبُوا عَلى شَىْ‏ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ»۱».

۴۷۷.۹. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُقَرِّنٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقُولُ: «جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ «وَعَلَى الأَْعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَلهُمْ»۲؟ فَقَالَ: نَحْنُ عَلَى الْأَعْرَافِ۳ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ؛ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ۴ الَّذِي لاَ يُعْرَفُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ إِلاَّ بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا؛ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ يُعَرِّفُنَا اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ؛ فَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ۵؛ وَ لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ لَوْ شَاء، لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ، وَ لكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِي يُؤتى مِنْهُ، فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلاَيَتِنَا، أَوْ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا، فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ۶، فَلاَ سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ، وَ لاَ سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يَفْرَغُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّهَا، لاَ نَفَادَ لَهَا وَ لاَ انْقِطَاعَ».

1.. إبراهيم ۱۴ : ۱۸ . و«اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ»، أي حملته وطيّرته في يوم عاصف ، شديدة ريحه . ووصف اليوم بالعصف ـ وهو اشتداد الريح ـ للمبالغة . انظر: شرح المازندراني، ج۵، ص۱۷۳.

2.. الأعراف ۷ : ۴۶.

3.. «الأعراف» في اللغة: جمع العرف ، وهو كلّ عالٍ مرتفع. أو جمع العُرُف بمعنى الرمل المرتفع. وقيل : جمع عريف ، كشريف وأشراف. وقيل : جمع عارف ، كناصر وأنصار . اُنظر : لسان العرب ، ج ۹، ص ۲۴۱ ـ ۲۴۳ عرف ؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۳۱۶.

4.. في شرح المازندراني، ج ۵ ، ص ۱۷۴: «الأعراف هنا والعرفاء : جمع عريف ، وهو النقيب، نحو الشريف والأشراف ، والشهيد والشهداء».

5.. في مرآة العقول، ج ۲، ص ۳۱۸: «قوله: وعرفناه، الظاهر أنّه من المجرّد .. . و ربما يقرأ من باب التفعيل، أي مناط دخول الجنّة معرفتهم بنا وبإمامتنا وتعريفنا مايحتاجون إليه».

6.. «لناكبون»، أي لعادلون . يقال: نكب عن الطريق ينكُب نُكوبا ، أي عدل . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۲۲۸ نكب .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
280

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ دَانَ اللّه۱ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِعِبَادَةٍ يُجْهِدُ۲ فِيهَا نَفْسَهُ وَ لاَ إِمَامَ لَهُ مِنَ اللّهِ، فَسَعْيُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ، وَ هُوَ ضَالٌّ مُتَحَيِّرٌ، وَ اللّهُ شَانِئٌ۳ لِأَعْمَالِهِ، وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَاةٍ ضَلَّتْ عَنْ رَاعِيهَا وَ قَطِيعِهَا۴، فَهَجَمَتْ ذَاهِبَةً وَ جَائِيَةً يَوْمَهَا، فَلَمَّا جَنَّهَا اللَّيْلُ، بَصُرَتْ بِقَطِيعِ غَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا۵ وَ اغْتَرَّتْ بِهَا۶، فَبَاتَتْ مَعَهَا فِي مَرْبِضِهَا۷، فَلَمَّا أَنْ سَاقَ الرَّاعِي قَطِيعَهُ، أَنْكَرَتْ رَاعِيَهَا وَ قَطِيعَهَا، فَهَجَمَتْ مُتَحَيِّرَةً ۱ / ۱۸۴
تَطْلُبُ رَاعِيَهَا وَ قَطِيعَهَا، فَبَصُرَتْ بِغَنَمٍ مَعَ رَاعِيهَا، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا وَ اغْتَرَّتْ بِهَا، فَصَاحَ بِهَا الرَّاعِي: الْحَقِي بِرَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ؛ فَأَنْتِ تَائِهَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ عَنْ رَاعِيكِ وَ قَطِيعِكِ، فَهَجَمَتْ ذَعِرَةً۸ مُتَحَيِّرَةً تَائِهَةً لاَ رَاعِيَ لَهَا يُرْشِدُهَا إِلى مَرْعَاهَا أَوْ يَرُدُّهَا، فَبَيْنَا هِيَ كَذلِكَ إِذَا اغْتَنَمَ الذِّئْبُ ضَيْعَتَهَا۹، فَأَكَلَهَا.
وَ كَذلِكَ وَ اللّهِ يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ لاَ إِمَامَ لَهُ مِنَ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ ظَاهِرٌ عَادِلٌ، أَصْبَحَ ضَالاًّ تَائِهاً، وَ إِنْ مَاتَ عَلى هذِهِ الْحَالَةِ، مَاتَ مِيتَةَ كُفْرٍ وَ نِفَاقٍ.
وَ اعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَ أَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللّهِ، قَدْ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا؛ فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا «كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا

1.. «دان اللّه‏» أي أطاعه ، من الدين بمعنى الطاعة . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۸ دين.

2.. يقال: جَهَد نفسه يَجْهَد ، أي كلّفها مشقّة ؛ وأجهد لغة قليلة . والمعنى : يجدّ ويبالغ فيها ، ويكلّف مشقّة في العبادة وتحمّلها ، ويحمل على نفسه فوق طاقتها . اُنظر : المغرب ، ص ۹۷ جهد ؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۳۱۳.

3.. «الشانئ» : المُبْغض ، من الشَناءَة مثال الشناعة بمعنى البُغْض . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۵۷ شنأ .

4.. «القطيع» : الطائفة من البقر والغنم. الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۶۸ قطع.

5.. «فحنّت إليها»، أي اشتاق؛ من الحنين بمعنى الشوق، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثْر ولده . اُنظر : النهاية ، ج ۱ ، ص ۴۵۲ حنن.

6.. «اغترّت بها» ، أي غفلت بها عن طلب راعيها ؛ اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۷۶۸ غرر.

7.. «مربِض الغنم»: مأواها ومرجعها . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۷۶ ربض.

8.. «ذَعِرةً» ، أي خائفةً فازعةً ، من الذُعْر بمعنى الخوف والفزع. اُنظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۰۶ ذعر.

9.. «الضيعة» : الهلاك . يقال: ضاع الشيء يضيع ضيعةً وضَياعا ، أي هلك . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۵۲ ضيع .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16640
صفحه از 868
پرینت  ارسال به