279
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَإِنَّهُ أَخْبَرَكُمْ أَنَّهُمْ «رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ»۱ إِنَّ اللّهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ لِأَمْرِهِ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ بِذلِكَ فِي نُذُرِهِ، فَقَالَ: «وَ إِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ»۲ تَاهَ مَنْ جَهِلَ، وَ اهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَ عَقَلَ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَقُولُ: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَرُ وَ لَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ»۳ وَ كَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ؟! وَ كَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يَتَدَبَّرْ؟! اتَّبِعُوا رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَ أَهْلَ بَيْتِهِ عليهم‏السلام، وَ أَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، وَ اتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدى؛ فَإِنَّهُمْ عَلاَمَاتُ الْأَمَانَةِ وَ التُّقى.
وَ اعْلَمُوا: أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‏السلام، وَ أَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ، ۱ / ۱۸۳
لَمْ يُؤمِنْ؛ اقْتَصُّوا۴ الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ، وَ الْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الاْثَارَ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ، وَ تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبِّكُمْ».

۴۷۵.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِاللّهِ عليه‏السلام، أَنَّهُ قَالَ: «أَبَى اللّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلاَّ بِأَسْبَابٍ؛ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً۵، وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ذَاكَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَنَحْنُ۶».

۴۷۶.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

1.. النور ۲۴ : ۳۷.

2.. فاطر ۳۵ : ۲۴.

3.. الحجّ ۲۲ : ۴۶.

4.. قصّ الأثر ، أي تتبّعه وطلبه واتّبعه. اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۵۱ قصص.

5.. في مرآة العقول، ج۲، ص۳۱۲ : «العَلَم ـ بالتحريك ـ أي ما يعلم بالشرع . أو بالكسر ، أي سبب العلم، وهو القرآن».

6.. قال في الوافي، ج۲، ص۸۶ : «يعني ذلك الباب : رسول اللّه‏ ونحن ، فمن الباب يمكن الدخول إلى العلم ، ومن العلم يمكن الوصول إلى الشرح ، و من الشرح يعرف السبب ، ومن السبب يعلم المسبّب ؛ فالعلم بالأشياء كلّها موقوف على معرفة الإمام والأخذ منه » .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
278

حَتّى تُصَدِّقُوا، وَ لاَ تُصَدِّقُوا حَتّى تُسَلِّمُوا أَبْوَاباً۱ أَرْبَعَةً۲ لاَ يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلاَّ بِآخِرِهَا، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلاَثَةِ، وَ تَاهُوا تَيْهاً۳ بَعِيداً؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ، وَ لاَ يَقْبَلُ اللّهُ إِلاَّ الْوَفَاءَ بِالشُّرُوطِ وَ الْعُهُودِ، فَمَنْ وَفى لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِشَرْطِهِ، وَ اسْتَعْمَلَ مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ، نَالَ مَا عِنْدَهُ، وَ اسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ. إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ الْهُدى، وَ شَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ۴، وَ أَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ، فَقَالَ: «وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ صَلِحًا ثُمَّ اهْتَدَى»۵ وَ قَالَ: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ»۶فَمَنِ اتَّقَى اللّهَ فِيمَا أَمَرَهُ، لَقِيَ اللّهَ مُؤمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، فَاتَ قَوْمٌ، وَ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا، وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ آمَنُوا، وَ أَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ؛ إِنَّهُ مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا، اهْتَدى؛ وَ مَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا، سَلَكَ طَرِيقَ الرَّدى.
وَصَلَ اللّهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ، وَ طَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ، فَمَنْ تَرَكَ طَاعَةَ وُلاَةِ الْأَمْرِ، لَمْ يُطِعِ اللّهَ وَ لاَ رَسُولَهُ، وَ هُوَ الاْءِقْرَارُ بِمَا أُنْزِلَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: «خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ»۷، وَ الْتَمِسُوا الْبُيُوتَ الَّتِي أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ۸؛

1.. في مرآة العقول، ج۲، ص ۳۰۵ : «أبوابا ، منصوب بتقدير «الزموا» أو «خذوا» أو «اعلموا»».

2.. في الوافي، ج۲، ص۸۵ : «أشار بالأبواب الأربعة إلى التوبة عن الشرك ، والإيمان بالوحدانيّة ، والعمل الصالح ، والاهتداء إلى الحجج عليهم‏السلام ، كما يتبيّن ممّا ذكره بعده . و«أصحاب الثلاثة » إشارة إلى من لم يهتد إلى الحجج » .

3.. «تاهوا تيها» أي ذهبوا متحيّرين . الصحاح ، ج ۶، ص ۲۲۲۹ تيه.

4.. قال الجوهري: «المَنار : عَلَم الطريق .. . والمَنارَة : التي يؤذّن عليها ، والمَنارَة أيضا : ما يوضع فوقها السراج. والجمع: مناور ، بالواو؛ لأنّه من النور» . وقال ابن الأثير : «المَنار : جمع المَنارَة ، وهي العلامة تجعل بين الحدّين» . راجع: الصحاح ، ج ۲، ص ۸۳۹ ؛ النهاية ، ج۵، ص۱۲۷ نور.

5.. طه ۲۰: ۸۲ .

6.. المائدة ۵: ۲۷.

7.. الأعراف ۷ : ۳۱ . المراد بالزينة العلم والعبوديّة ، أو معرفة الإمام . وبالمسجد الصلاة ، أو مطلق العبادة، أو بيت الذكر. وهو بالحقيقة قلب العالم، العالم باللّه‏ ، الراسخ في العلم والعرفان. اُنظر: شرح صدر المتألّهين، ج۲، ص۵۲۶ ؛ شرح المازندراني، ج۵، ص۱۶۵ ؛ و ج۸ ، ص۱۴۴؛ الوافي ، ج۲،ص۸۵ ؛ مرآة العقول ، ج۲، ص۳۰۸ ـ ۳۰۹؛ وسائر شروح الكافي .

8.. اقتباس من الآية ۳۶ من سورة النور ۲۴ : «فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الاْصَالِ» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16678
صفحه از 868
پرینت  ارسال به