فَإِنَّهُ أَخْبَرَكُمْ أَنَّهُمْ «رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصَارُ»۱ إِنَّ اللّهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ لِأَمْرِهِ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ بِذلِكَ فِي نُذُرِهِ، فَقَالَ: «وَ إِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ»۲ تَاهَ مَنْ جَهِلَ، وَ اهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَ عَقَلَ؛ إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يَقُولُ: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَرُ وَ لَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُورِ»۳ وَ كَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ؟! وَ كَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يَتَدَبَّرْ؟! اتَّبِعُوا رَسُولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَ أَهْلَ بَيْتِهِ عليهمالسلام، وَ أَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ، وَ اتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدى؛ فَإِنَّهُمْ عَلاَمَاتُ الْأَمَانَةِ وَ التُّقى.
وَ اعْلَمُوا: أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليهالسلام، وَ أَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ، ۱ / ۱۸۳
لَمْ يُؤمِنْ؛ اقْتَصُّوا۴ الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ، وَ الْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الاْثَارَ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ، وَ تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبِّكُمْ».
۴۷۵.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِاللّهِ عليهالسلام، أَنَّهُ قَالَ: «أَبَى اللّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلاَّ بِأَسْبَابٍ؛ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً، وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً۵، وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ذَاكَ رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَنَحْنُ۶».
۴۷۶.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
1.. النور ۲۴ : ۳۷.
2.. فاطر ۳۵ : ۲۴.
3.. الحجّ ۲۲ : ۴۶.
4.. قصّ الأثر ، أي تتبّعه وطلبه واتّبعه. اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۵۱ قصص.
5.. في مرآة العقول، ج۲، ص۳۱۲ : «العَلَم ـ بالتحريك ـ أي ما يعلم بالشرع . أو بالكسر ، أي سبب العلم، وهو القرآن».
6.. قال في الوافي، ج۲، ص۸۶ : «يعني ذلك الباب : رسول اللّه ونحن ، فمن الباب يمكن الدخول إلى العلم ، ومن العلم يمكن الوصول إلى الشرح ، و من الشرح يعرف السبب ، ومن السبب يعلم المسبّب ؛ فالعلم بالأشياء كلّها موقوف على معرفة الإمام والأخذ منه » .