265
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَاتَّقِ الزَّلَّةَ، وَ الشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللّهُ».

۱ / ۱۷۴

۴۳۸.۵. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبَانٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي الْأَحْوَلُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام بَعَثَ إِلَيْهِ وَ هُوَ مُسْتَخْفٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَكَ طَارِقٌ مِنَّا؟ أَ تَخْرُجُ مَعَهُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ كَانَ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ، خَرَجْتُ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ لِي: فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ أُجَاهِدُ هؤلاَءِ الْقَوْمَ، فَاخْرُجْ مَعِي، قَالَ: قُلْتُ: لاَ، مَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: أَ تَرْغَبُ بِنَفْسِكَ عَنِّي۱ ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ كَانَ لِلّهِ فِي الْأَرْضِ حُجَّةٌ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ نَاجٍ، وَ الْخَارِجُ مَعَكَ هَالِكَ، وَ إِنْ لاَ يَكُنْ لِلّهِ حُجَّةٌ فِي الْأَرْضِ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ وَ الْخَارِجُ مَعَكَ سَوَاءٌ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِي عَلَى الْخِوَانِ۲، فَيُلْقِمُنِي الْبَضْعَةَ۳ السَّمِينَةَ، وَ يُبَرِّدُ لِيَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتّى تَبْرُدَ؛ شَفَقَةً عَلَيَّ وَ لَمْ يُشْفِقْ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذْ أَخْبَرَكَ بِالدِّينِ وَ لَمْ يُخْبِرْنِي بِهِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَيْكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ يُخْبِرْكَ، خَافَ عَلَيْكَ أَنْ لاَ تَقْبَلَهُ، فَتَدْخُلَ النَّارَ، وَ أَخْبَرَنِي أَنَا، فَإِنْ قَبِلْتُ نَجَوْتُ، وَ إِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ يُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ.
ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: بَلِ الْأَنْبِيَاءُ، قُلْتُ: يَقُولُ

1.. «أترغب بنفسك عنّي» ، أي أترى لنفسك عليّ فضلاً ، أو كرهتَ نفسك لي وزهدتَ لي فيها . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱، ص ۴۲۳ رغب ؛ مرآة العقول، ج ۲ ، ص ۲۷۸.

2.. «الخِوان»: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل، معرّب. اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۱۰ خون.

3.. «البَضْعَة» : القطعة من اللحم. الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۸۶ بضع.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
264

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «بَلْ آمَنْتَ بِاللّهِ السَّاعَةَ؛ إِنَّ الاْءِسْلاَمَ قَبْلَ الاْءِيمَانِ، وَ عَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَ يَتَنَاكَحُونَ، وَ الاْءِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ». فَقَالَ الشَّامِيُّ: صَدَقْتَ، فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ، وَ أَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام إِلى حُمْرَانَ، فَقَالَ: «تُجْرِي الْكَلاَمَ عَلَى الْأَثَرِ۱ فَتُصِيبُ».
وَ الْتَفَتَ إِلى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، فَقَالَ: «تُرِيدُ الْأَثَرَ وَ لاَ تَعْرِفُهُ».
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْأَحْوَلِ، فَقَالَ: «قَيَّاسٌ رَوَّاغٌ۲، تَكْسِرُ بَاطِلاً بِبَاطِلٍ، إِلاَّ أَنَّ بَاطِلَكَ أَظْهَرُ».
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى قَيْسٍ الْمَاصِرِ، فَقَالَ: «تَتَكَلَّمُ، وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَبْعَدُ۳ مَا يَكُونُ مِنْهُ، تَمْزُجُ الْحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ، وَ قَلِيلُ الْحَقِّ يَكْفِي عَنْ كَثِيرِ الْبَاطِلِ، أَنْتَ وَ الْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ۴ حَاذِقَانِ».
قَالَ يُونُسُ: فَظَنَنْتُ ـ وَ اللّهِ ـ أَنَّهُ يَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِيباً مِمَّا قَالَ لَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: «يَا هِشَامُ، لاَ تَكَادُ تَقَعُ، تَلْوِي رِجْلَيْكَ۵ إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ۶، مِثْلُكَ فَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ،

1.. «على الأثر » أي على الأخبار المأثورة عن النبيّ والأئمّة صلوات اللّه‏ عليهم . و«الأثر» : مصدر قولك : أثرتُ الحديث ، أي نقلته. والأثر ، اسم منه . ومنه سمّي الحديث أثرا؛ لأنّه مأثور ، أي منقول ينقله خلف عن سلف. انظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۷۴.

2.. قوله: «رَوّاغ» ، أي ميّال عن الحقّ ، من الرَوْغ والرَوَغان بمعنى الميل إلى الشيء سرّا ، وطلب الشيء بكلّ طريق . وهو في الأصل مايفعله الثعلب ، وهو أن يذهب هكذا وهكذا مكرا وخديعة . اُنظر : المغرب ، ص ۲۰۲.

3.. في مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۲۷۵ : «يحتمل أن يكون «أبعد» منصوبا على الحاليّة سادّا مسدّ الخبر ، كما في قولهم: أخطب ما يكون الأمير قائما ، على اختلافهم في تقدير مثله».

4.. «قفّازان» من القفز بمعنى الوثوب ، أي وثّابان من مقام إلى آخر غير ثابتين على أمر واحد. وفي شرح صدر المتألّهين، ج۴، ص ۴۱۲: «هو من القفيز بمعنى المكيال . والمراد علم الميزان، أي كانا حاذقين في علم الميزان» . وفي حاشية ميرزا رفيعا : «فقاران » . أي فتّاحان عن المعاني المغلقة ، مستخرجان للغوامض . اُنظر : الصحاح ، ج ۳، ص ۸۹۱ قفز ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ۵۳۵ ؛ شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۱۲۴؛ الوافي ، ج ۲ ، ص ۳۰ ؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۲۷۶.

5.. «تلوي رجليك»، أي تفتله ، تقول: لويتُ الحبلَ ، أي فتلته. اُنظر : الصحاح ، ج ۶، ص ۲۴۸۵ لوى.

6.. في مرآة العقول ، ج ۲ ،ص ۲۷۷: «والحاصل أنّك كلّما قربتَ من الأرض وخفت الوقوع عليها لويت رجليك ـ كما هو شأن الطير عند إرادة الطيران ـ ثمّ طرت ولم تقع. والغرض أنّك لاتُغلَب من خصمك قطّ». وفي حاشية ميرزا رفيعا، ص ۵۳۵ : «ولا يخفى ما فيه من الدلالة على كمال قوّته واقتداره في التكلّم الّذي كنى بالطيران عنه تشبيها له في حاله بالطائر الكامل في قوّته على الطيران ، حيث ادّعى له ما يندر تحقّقه في الطير».

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15791
صفحه از 868
پرینت  ارسال به