261
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۴۳۷.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام، فَوَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ صَاحِبُ كَلاَمٍ وَ فِقْهٍ وَ فَرَائِضَ، وَ قَدْ جِئْتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «كَلاَمُكَ مِنْ كَلاَمِ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَوْ مِنْ عِنْدِكَ؟» فَقَالَ: مِنْ كَلاَمِ رَسُولِ اللّهِ عليه‏السلام وَ مِنْ عِنْدِي، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «فَأَنْتَ إِذاً شَرِيكَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَسَمِعْتَ الْوَحْيَ عَنِ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ يُخْبِرُكَ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَتَجِبُ طَاعَتُكَ كَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟» قَالَ: لاَ.
فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَا يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ، هذَا قَدْ خَصَمَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ». ثُمَّ قَالَ: «يَا يُونُسُ، لَوْ كُنْتَ تُحْسِنُ۱ الْكَلاَمَ كَلَّمْتَهُ». قَالَ يُونُسُ: فَيَا لَهَا مِنْ حَسْرَةٍ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَنْهى عَنِ الْكَلاَمِ، وَ تَقُولُ: وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْكَلاَمِ؛ يَقُولُونَ: هذَا يَنْقَادُ وَ هذَا لاَ يَنْقَادُ، وَ هذَا يَنْسَاقُ وَ هذَا لاَ يَنْسَاقُ، وَ هذَا نَعْقِلُهُ وَ هذَا لاَ نَعْقِلُهُ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِنَّمَا قُلْتُ: فَوَيْلٌ لَهُمْ إِنْ تَرَكُوا مَا أَقُولُ، وَ ذَهَبُوا إِلى مَا يُرِيدُونَ».
ثُمَّ قَالَ لِي: «اخْرُجْ إِلَى الْبَابِ، فَانْظُرْ مَنْ تَرى مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ فَأَدْخِلْهُ». قَالَ: فَأَدْخَلْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلاَمَ، وَأَدْخَلْتُ الْأَحْوَلَ۲ وَ كَانَ يُحْسِنُ الْكَلاَمَ، وَأَدْخَلْتُ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلاَمَ، وَأَدْخَلْتُ قَيْسا الْمَاصِرَ وَكَانَ عِنْدِي أَحْسَنَهُمْ كَلاَماً، وَ كَانَ قَدْ تَعَلَّمَ الْكَلاَمَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام.

1.. «تحسن» : من الإحسان بمعنى العلم والمعرفة والإتقان، تقول: أحسنت الشيء ، أي عرفته وأتقنته . اُنظر : المصباح المنير ، ص ۱۳۶ حسن.

2.. في شرح المازندراني ، ج ۵ ، ص ۱۱۸ : «الأحول، هو محمّد بن النعمان البجلي الأحول ، أبو جعفر شاه الطاق ، ساكن طاق المحامل بالكوفة ، وقد لقّبه المخالفون بشيطان الطاق والشيعة بمؤمن الطاق ، وكان متكلّما حاضر الجواب ، وله مع أبي حنيفة مكالمات مشهورة» . وانظر : الوافي ، ج ۲، ص ۲۹.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
260

قُلْتُ: أَ لَكَ عَيْنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: أَرى بِهَا الْأَلْوَانَ وَ الْأَشْخَاصَ.
قُلْتُ: فَلَكَ أَنْفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أَشَمُّ بِهِ الرَّائِحَةَ.
قُلْتُ: أَ لَكَ فَمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أَذُوقُ بِهِ الطَّعْمَ.
قُلْتُ: فَلَكَ أُذُنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: أَسْمَعُ بِهَا الصَّوْتَ.
قُلْتُ: أَ لَكَ قَلْبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أُمَيِّزُ بِهِ كُلَّ مَا وَرَدَ عَلى هذِهِ الْجَوَارِحِ وَ الْحَوَاسِّ.
قُلْتُ: أَ وَ لَيْسَ فِي هذِهِ الْجَوَارِحِ غِنًى عَنِ الْقَلْبِ؟ فَقَالَ: لاَ.
قُلْتُ: وَ كَيْفَ ذلِكَ وَ هِيَ صَحِيحَةٌ سَلِيمَةٌ؟! قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ الْجَوَارِحَ إِذَا شَكَّتْ فِي شَيْءٍ شَمَّتْهُ أَوْ رَأَتْهُ أَوْ ذَاقَتْهُ أَوْ سَمِعَتْهُ، رَدَّتْهُ إِلَى الْقَلْبِ فَتَسْتَيْقِنُ الْيَقِينَ، وَ تُبْطِلُ الشَّكَ.
قَالَ هِشَامٌ: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّمَا أَقَامَ اللّهُ الْقَلْبَ لِشَكِّ الْجَوَارِحِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: لاَ بُدَّ مِنَ الْقَلْبِ، وَ إِلاَّ لَمْ تَسْتَيْقِنِ الْجَوَارِحُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مَرْوَانَ، فَاللّهُ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ لَمْ يَتْرُكْ جَوَارِحَكَ حَتّى جَعَلَ لَهَا إِمَاماً يُصَحِّحُ لَهَا الصَّحِيحَ، وَ تَتَيَقَّنُ بِهِ مَا شَكَّتْ فِيهِ، وَ يَتْرُكُ هذَا الْخَلْقَ كُلَّهُمْ فِي حَيْرَتِهِمْ وَ شَكِّهِمْ وَ اخْتِلاَفِهِمْ، لاَ يُقِيمُ لَهُمْ إِمَاماً يَرُدُّونَ إِلَيْهِ شَكَّهُمْ وَ حَيْرَتَهُمْ، وَ يُقِيمُ لَكَ إِمَاماً لِجَوَارِحِكَ تَرُدُّ إِلَيْهِ حَيْرَتَكَ وَ شَكَّكَ؟
قَالَ: فَسَكَتَ، وَ لَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ؟ فَقُلْتُ: لاَ، قَالَ: أَ مِنْ جُلَسَائِهِ؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَأَنْتَ إِذاً هُوَ، ثُمَّ ضَمَّنِي إِلَيْهِ، وَ أَقْعَدَنِي فِي مَجْلِسِهِ، وَ زَالَ عَنْ مَجْلِسِهِ، وَ مَا نَطَقَ حَتّى قُمْتُ.
قَالَ: فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام وَ قَالَ: «يَا هِشَامُ، مَنْ عَلَّمَكَ هذَا؟» قُلْتُ: شَيْءٌ ۱ / ۱۷۱
أَخَذْتُهُ مِنْكَ وَ أَلَّفْتُهُ، فَقَالَ: «هذَا وَاللّهِ مَكْتُوبٌ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسى».

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19109
صفحه از 868
پرینت  ارسال به