259
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

إِلاَّ عَلِيّاً عليه‏السلام، وَ إِذَا كَانَ الشَّيْءُ بَيْنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ هذَا:لاَ أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: لاَ أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: لاَ أَدْرِي، وَ قَالَ هذَا: أَنَا أَدْرِي، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عليه‏السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً، وَ كَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ أَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللّهُ».

۴۳۶.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ:
كَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ الطَّيَّارُ، وَجَمَاعَةٌ فِيهِمْ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَ هُوَ شَابٌّ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «يَا هِشَامُ، أَ لاَ تُخْبِرُنِي كَيْفَ صَنَعْتَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ؟ وَ كَيْفَ سَأَلْتَهُ؟» فَقَالَ هِشَامٌ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ، إِنِّي أُجِلُّكَ۱ وَ أَسْتَحْيِيكَ، وَ لاَ يَعْمَلُ لِسَانِي بَيْنَ يَدَيْكَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ، فَافْعَلُوا».
قَالَ هِشَامٌ: بَلَغَنِي مَا كَانَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَ جُلُوسُهُ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَعَظُمَ ۱ / ۱۷۰
ذلِكَ عَلَيَّ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَ دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَتَيْتُ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ، فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ كَبِيرَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَ عَلَيْهِ شَمْلَةٌ سَوْدَاءُ مُتَّزِراً بِهَا مِنْ صُوفٍ، وَ شَمْلَةٌ۲ مُرْتَدِياً بِهَا وَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، فَاسْتَفْرَجْتُ النَّاسَ، فَأَفْرَجُوا لِي ثُمَّ قَعَدْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ عَلى رُكْبَتَيَّ.
ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْعَالِمُ، إِنِّي رَجُلٌ غَرِيبٌ تَأْذَنُ لِي فِي مَسْأَلَةٍ؟ فَقَالَ لِي: نَعَمْ، فَقُلْتُ لَهُ: أَ لَكَ عَيْنٌ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، أَيُّ شَيْءٍ هذَا مِنَ السُّؤالِ؟ وَ شَيْءٌ تَرَاهُ كَيْفَ تَسْأَلُ عَنْهُ؟! فَقُلْتُ: هكَذَا مَسْأَلَتِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، سَلْ وَ إِنْ كَانَتْ مَسْأَلَتُكَ حَمْقَاءَ، قُلْتُ: أَجِبْنِي فِيهَا، قَالَ لِي: سَلْ.

1.. «اُجِلُّكَ» : أي اُعظمُك ؛ من الجلال بمعنى العظمة . اُنظر : النهاية ، ج ۱، ص ۲۸۷ جلل.

2.. «الشملة»: كساء يتغطّى به ويتلفّف فيه. النهاية ، ج ۲، ص ۵۰۱ شمل.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
258

خَلْقِهِ، حُكَمَاءَ مُؤدَّبِينَ بِالْحِكْمَةِ، مَبْعُوثِينَ بِهَا، غَيْرَ مُشَارِكِينَ لِلنَّاسِ ـ عَلى مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْخَلْقِ وَ التَّرْكِيبِ ـ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ، مُؤيَّدِينَ مِنْ عِنْدِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ، ثُمَّ ثَبَتَ ذلِكَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَ زَمَانٍ مِمَّا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الدَّلاَئِلِ وَ الْبَرَاهِينِ؛ لِكَيْلاَ تَخْلُوَ أَرْضُ اللّهِ مِنْ حُجَّةٍ يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ يَدُلُّ عَلى صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ».

۴۳۵.۲. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه‏السلام: إِنَّ اللّهَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللّهِ، قَالَ: «صَدَقْتَ».
۱ / ۱۶۹
قُلْتُ: إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً، فَقَدْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَ سَخَطاً، وَ أَنَّهُ لاَ يُعْرَفُ رِضَاهُ وَ سَخَطُهُ إِلاَّ بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ، فَقَدْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ، وَ أَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ الْمُفْتَرَضَةَ؛ وَ قُلْتُ لِلنَّاسِ: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا: بَلى.
قُلْتُ: فَحِينَ مَضى رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ عَلى خَلْقِهِ؟ فَقَالُوا: الْقُرْآنُ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ، فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ۱ وَ الْقَدَرِيُّ وَ الزِّنْدِيقُ۲ الَّذِي لاَ يُؤمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لاَ يَكُونُ حُجَّةً إِلاَّ بِقَيِّمٍ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ، كَانَ حَقّاً، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا: ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ، وَ عُمَرُ يَعْلَمُ، وَ حُذَيْفَةُ يَعْلَمُ، قُلْتُ: كُلَّهُ؟ قَالُوا: لاَ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ: إِنَّهُ يَعْرِفُ ذلِكَ كُلَّهُ

1.. هو إمّا «مُرْجِيّ» نسبة إلى «مُرْج» من المُرجية . أو «مُرْجئيٌّ» نسبة إلى «مرجِئ» ، من المرجئة . والمرجية أو المرجئة بمعنى التأخير . وهي اسم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية . ولا ينفع مع الكفر طاعة. سمّوا به؛ لاعتقادهم أنّ اللّه‏ أرجأ تعذيبهم على المعاصي، أي أخّره عنهم. وقد تطلق على من أخّر أمير المؤمنين عليه‏السلام عن مرتبته . اُنظر : النهاية ، ج ۲، ص ۲۰۶ رجى ؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۲۶۳.

2.. تقدّم ترجمة الزنديق ذيل ح ۳۳۸.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19098
صفحه از 868
پرینت  ارسال به