بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[۴]
۱ / ۱۶۸
كِتَابُ الْحُجَّةِ
۱ ـ بَابُ الاِضْطِرَارِ إِلَى الْحُجَّةِ۱
۴۳۴.۱. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ، مُصَنِّفُ هذَا الْكِتَابِ رَحِمَهُ اللّهُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ۲ الَّذِي سَأَلَهُ: مِنْ أَيْنَ أَثْبَتَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الرُّسُلَ؟ قَالَ: «إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً، صَانِعاً، مُتَعَالِياً عَنَّا وَ عَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ، وَ كَانَ ذلِكَ الصَّانِعُ حَكِيماً مُتَعَالِياً، لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَ لاَ يُلاَمِسُوهُ؛ فَيُبَاشِرَهُمْ وَ يُبَاشِرُوهُ، وَ يُحَاجَّهُمْ وَ يُحَاجُّوهُ، ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ يُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلى خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ، وَ يَدُلُّونَهُمْ عَلى مَصَالِحِهِمْ وَ مَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤهُمْ وَ فِي تَرْكِهِ فَنَاؤهُمْ، فَثَبَتَ الاْمِرُونَ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ، وَ الْمُعَبِّرُونَ عَنْهُ جَلَّ وَ عَزَّ، وَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ عليهمالسلام وَ صَفْوَتُهُ۳ مِنْ
1.. قال المازندراني في شرحه، ج ۵ ، ص ۹۴ : «الحجّة في اللغة : الغلبة ؛ من حجّه : إذا غلبه . وشاع استعمالها في البرهان مجازا ، أو حقيقة عرفيّة ، ثمّ شاع في عرف المتشرّعة إطلاقها على الهادي إلى اللّه المنصوب من قبله».
2.. «الزنديق»: مضى ترجمته ذيل ح ۳۳۸ . قال المحقّق الداماد في التعليقة، ص ۳۹۲ : «في بعض التواريخ: أنّ لزرادشت كتابا اسمه «زند» تتّبعه المجوس والملاحدة؛ ولهذا سمّوا بالزنديق». وانظر: المغرب، ص ۲۱۱ زندق.
3.. «صفوة الشيء»: خالصه. وفي الصاد الحركات الثلاث، فإذا نزعوا «الهاء» قالوا : له صَفْو مالي، بالفتح. اُنظر : الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۴۰۱ صفو.