سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام يَقُولُ: «اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ لِلّهِ، وَلاَ تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ، فَهُوَ لِلّهِ ؛ وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ، فَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللّهِ، وَلاَ تُخَاصِمُوا النَّاسَ لِدِينِكُمْ؛ فَإِنَّ الْمُخَاصَمَةَ مَمْرَضَةٌ۱ لِلْقَلْبِ؛ إِنَّ اللّهَ تَعَالى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآله:«إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكِنَّ اللّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ»۲ وَقَالَ: «أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»۳ ذَرُوا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ النَّاسِ، وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ۴، إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي عليهالسلام يَقُولُ: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا كَتَبَ عَلى عَبْدٍ أَنْ يَدْخُلَ فِي هذَا الْأَمْرِ، كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّيْرِ إِلى وَكْرِهِ۵».
۱ / ۱۶۷
۴۳۳.۴. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: نَدْعُو النَّاسَ إِلى هذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: «لاَ، يَا فُضَيْلُ، إِنَّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً، أَمَرَ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ، فَأَدْخَلَهُ فِي هذَا الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً۶».
تَمَّ كِتَابُ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالتَّوْحِيدِ مِنْ كِتَابِ الْكَافِي، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الْحُجَّةِ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الْكَافِي تَأْلِيفِ الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ رَحْمَةُ اللّهِ عَلَيْهِ.
1.. في التعليقة للداماد ، ص ۳۹۱ : «ممرضة ، إمّا بفتح الميم والراء على اسم المكان، أو بكسر الميم وفتح الراء على اسم الآلة ، أو بضمّ الميم وكسر الراء على صيغة الفاعل من باب الإفعال» .
2.. القصص ۲۸: ۵۶.
3.. يونس ۱۰: ۹۹.
4.. في الكافي، ح ۲۲۲۹ والمحاسن وتفسير العيّاشي: + «وعليّ عليهالسلام ولا سواء».
5.. «الوَكْر» : عشُّ الطائر ، وهو موضعه الذي يبيض فيه ويفرخ في الحيطان والشجر . اُنظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۹۲ وكر.
6.. قال العلاّمة الطباطبائي : «قوله : طائعا أو كارها ، أي سواء رضيته نفسه إذا كان محلّى بحلية الصفات الكريمة النفسانيّة وملازمة التقوى، وساعدته الدنيا كالإنسان الصحيح البدن والقوى إذا عرض عليه غذاء لذيذ من غير مانع ، فإنّه يتناوله برضى من نفسه ؛ أو كرهته نفسه إذا كان في نفسه مع صفة القبول صفات اُخرى لاترضاه ، أو لم تساعده عليه الدنيا ، وكان دونه حظر خارجيّ كالإنسان المريض يتناول الدواء الكريه الطعم على كره من شهوته ورضى من عقله الحاكم بلزوم شربه ؛ للصحّة المطلوبة» . راجع: هامش الكافي ط ـ الإسلامية، ج۱، ص۱۶۷