253
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱ / ۱۶۶

۴۳۱.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: قَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً۱ مِنْ نُورٍ، وَفَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَسَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ، وَوَكَّلَ بِهِ شَيْطَاناً يُضِلُّهُ».
ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الاْيَةَ: «فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاْءِسْلَمِ وَمَن يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ»۲.

۴۳۲.۳. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

1.. «النَكْت»: أن تنكُتَ في الأرض بقضيب، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها . والمعنى : أثّر في قلبه تأثيرا ، وأفاض عليه علما يقينيّا ينقش فيه . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۲۶۹ نكت ؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۲۴۸.

2.. الأنعام ۶: ۱۲۵.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
252

۳۵ ـ بَابُ الْهِدَايَةِ أَنَّهَا مِنَ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ

۴۳۰.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ ثَابِتٍ أَبِي سَعِيدٍ۱، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «يَا ثَابِتُ، مَا لَكُمْ وَلِلنَّاسِ، كُفُّوا۲ عَنِ النَّاسِ، وَلاَ تَدْعُوا أَحَداً إِلى أَمْرِكُمْ؛ فَوَ اللّه‏ِ، لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلى أَنْ يَهْدُوا عَبْداً يُرِيدُ اللّه‏ُ ضَلاَلَتَهُ، مَا اسْتَطَاعُوا عَلى أَنْ يَهْدُوهُ؛ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلى أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اللّه‏ُ هِدَايَتَهُ، مَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُضِلُّوهُ، كُفُّوا عَنِ النَّاسِ، وَلاَ يَقُولُ أَحَدٌ: عَمِّي وَأَخِي وَابْنُ عَمِّي وَجَارِي؛ فَإِنَّ اللّه‏َ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً، طَيَّبَ رُوحَهُ، فَلاَ يَسْمَعُ مَعْرُوفاً إِلاَّ عَرَفَهُ، وَلاَ مُنْكَراً إِلاَّ أَنْكَرَهُ، ثُمَّ يَقْذِفُ اللّه‏ُ فِي قَلْبِهِ كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ»۳.

1.. هكذا في حاشية «ج ، ض ، بح». وفي «ألف، ج، ض ، و ، بر ، بح، بس ، بف ، جر» والمطبوع: «ثابت بن سعيد». وفي «ب ، ف» وحاشية «و» وشرح صدر المتألّهين والوافي: «ثابت بن أبي سعيد».
والصواب ما أثبتناه؛ فقد روى البرقي الخبر في المحاسن ، ص ۲۰۰، ح ۳۴ ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان، عن ثابت أبي سعيد ، قال : قال أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام. ورواه الكليني أيضا في الكافي، ح۲۲۲۷ ـ باختلاف يسير ـ بسنده عن أبي اسماعيل السرّاج، عن ابن مسكان، عن ثابت أبي سعيد . ثمّ إنّ الظاهر أنّ ثابتا هذا ، هو ثابت بن عبداللّه‏ أبو سعيد البجلي . راجع: رجال الطوسي، ص۱۲۹، الرقم ۱۳۰۸؛ ص ۱۷۴، الرقم ۲۰۴۹.
وأما ثابت بن سعيد، أو ثابت بن أبي سعيد، فلم نجد لهما ذكرا في كتب الرجال.

2.. الأمر بالكفّ والنهي عن الدعاء ، إمّا لشدّة التقيّة في ذلك الزمان، أو القصد منه ترك المبالغة في الدعاء وعدم المخاصمة في أمر الدين، أو لغير ذلك . وكذا غيرها من الروايات. اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۲۴۳.

3.. قال العلاّمة الطباطبائي : «مسألة أنّ «الهداية للّه‏ ، وليس للناس فيها صنع » ممّا ثبتت بالنقل والعقل ، وإن كان مستبعدا في بادئ النظر جدّا ، فاستمع لما يتلى:
المعارف الإلهيّة العالية كالتوحيد والنبوّة والإمامة ونظائرها ممّا لا يكفي فيها مجرّد العلم واليقين كما قال تعالى : «جَحَدُواْ بِهَا وَ اسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ» الآية [النمل ۲۷ : ۱۴]، وقال تعالى : «وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ»الآية [الجاثية (۴۵) : ۲۳] ، بل يحتاج مع العلم النظري إلى الإيمان بها ، وهو مطاوعة نفسانيّة ، وانفعال قلبيّ خاصّ يوجب الجريان في الجملة بالأعمال المناسبة للعلم المفروض ، وكما أنّ العلوم النظريّة معلولة للأنظار والأفكار الصحيحة المنتجة ، كذلك هذا الأذعان والقبول القلبي معلول لملكات أو أحوال قلبيّة مناسبة له ، فلا يمكن للبخيل الذي فيه ملكة راسخة من البخل أن يؤمن بحسن السخاء وبذل المال ، إلاّ إذا حصل في نفسه من جهة حسن التربية وتراكم العمل حالة الانقياد والقبول ، بحسن السخاء والجود ، بزوال الصورة المباينة من البخل ؛ فالاستدلال للحقّ إنّما يوجب ظهوره على من كان صحيح النظر ، وأمّا إيمانه به وانقياده له فله سبب تكويني ، هو حصول الحالة أو الملكة النفسانيّة الملائمة لحصوله ، وليس مستندا إلى اختيار الإنسان حتّى يوجد في نفسه أو في نفس غيره الانقياد والإيمان بالحقّ من دون سببه التكويني وهو الهيئة النفسانيّة المذكورة ، فثبت أنّ للإيمان والاهتداء وغير ذلك سببا تكوينيّا غير إرادة الإنسان واختياره ، وهو مجموع النظر الصحيح والهيئة النفسانيّة الملائمة الغير المنافية للحقّ ، فهو منسوب إلى اللّه‏ سبحانه دون اختيار الإنسان على حدّ سائر الأمور التكوينيّة المنسوبة إليه تعالى .
ولذلك كانت الروايات تنسب الإيمان والكفر والهداية والضلال إلى اللّه‏ سبحانه و تنفي كونها باختيار الإنسان وتنهى عن الإصرار في القبول والمراء والجدال في الدعوة إلى الحقّ كما يدلّ عليه قوله في رواية عقبة الآتية : «ولاتخاصموا الناس لدينكم ؛ فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب » الحديث ؛ فإنّها تثير عوامل العصبيّة والإباء عن الحقّ ، وأمّا ما ورد في الكتاب والسنّة من الأوامر بحسن التربية والحثّ على التبليغ والإنذار والدعوة والتذكرة ؛ فإنّها مقرّبات للإنسان من الإيمان والطاعة ، وليست بموجبة ولا ملزمة ، وبالتأمّل فيما ذكرناه يظهر معنى روايات الباب ، واللّه‏ الهادي» . راجع: هامش الكافي ط ـ الإسلامية، ج۱، ص۱۶۵ ـ ۱۶۶.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13787
صفحه از 868
پرینت  ارسال به