241
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَوَضْعُ الْحُدُودِ مِنَ الْبَقَاءِ وَالْفَنَاءِ».
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «وَالْقَضَاءُ هُوَ الاْءِبْرَامُ وَإِقَامَةُ الْعَيْنِ». قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ، وَقُلْتُ: فَتَحْتَ لِي شَيْئاً كُنْتُ عَنْهُ فِي غَفْلَةٍ.

۴۰۵.۵. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَعَلِمَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ، فَمَا أَمَرَهُمْ بِهِ مِنْ شَيْءٍ، فَقَدْ جَعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ إِلى تَرْكِهِ، وَلاَ يَكُونُونَ آخِذِينَ وَلاَ تَارِكِينَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه‏ِ».

۴۰۶.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه‏َ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّه‏ِ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيئَةِ اللّه‏ِ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللّه‏َ مِنْ سُلْطَانِهِ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ بِغَيْرِ قُوَّةِ اللّه‏ِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّه‏ِ؛ وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللّه‏ِ، أَدْخَلَهُ اللّه‏ُ النَّارَ۱».

۴۰۷.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ:

1.. قال العلاّمة الطباطبائي قدس‏سره : «أي من زعم أنّ اللّه‏ يأمر بالفحشاء ـ وهو القائل بالجبر ـ يقول بالإرادة الحتميّة في المعاصي فقد كذب على اللّه‏ و نسبه إلى الكذب في قوله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآء»[الأعراف ۷: ۲۸]؛ ومن زعم أنّ الخير والشرّ من الأفعال بغير مشيئة اللّه‏ ـ وهم المفوّضة ـ يقولون : إنّ الأفعال مخلوقة بمشيئة الإنسان دون اللّه‏ فقد أخرج اللّه‏ من سلطانه ، وقد قال تعالى : «وَلَهُ الْمُلْكُ». [الأنعام (۶): ۷۳]؛ ومن زعم أنّ المعاصي بغير قوّة اللّه‏ بل بقوّة الإنسان فقد كذب على اللّه‏؛ حيث يقول : «مَا شَآءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» [الكهف (۱۸): ۳۹]. راجع: هامش الكافي ط ـ الإسلامية، ج۱، ص۱۵۸.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
240

وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ إِلَيْهِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّه‏ِ».

۴۰۳.۳. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: اللّه‏ُ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: «اللّه‏ُ أَعَزُّ مِنْ ذلِكَ».
قُلْتُ: فَجَبَرَهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ: «اللّه‏ُ أَعْدَلُ وَأَحْكَمُ مِنْ ذلِكَ». قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللّه‏ُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي؛ عَمِلْتَ الْمَعَاصِيَ بِقُوَّتِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِيكَ».

۴۰۴.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام: «يَا يُونُسُ، لاَ تَقُلْ بِقَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ؛ فَإِنَّ الْقَدَرِيَّةَ لَمْ يَقُولُوا بِقَوْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلاَ بِقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ، وَلاَ بِقَوْلِ إِبْلِيسَ؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ قَالُوا: «الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِى هَدَينَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَينَا اللّهُ»۱ وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: «رَبَّنَا غَلَبَتْ ۱ / ۱۵۸
عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ»۲ وَقَالَ إِبْلِيسُ: «رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِى»۳».
فَقُلْتُ: وَاللّه‏ِ، مَا أَقُولُ بِقَوْلِهِمْ، وَلكِنِّي أَقُولُ: لاَ يَكُونُ إِلاَّ بِمَا شَاءَ اللّه‏ُ وَأَرَادَ، وَقَدَّرَ وَقَضى، فَقَالَ: «يَا يُونُسُ، لَيْسَ هكَذَا، لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَا شَاءَ اللّه‏ُ وَأَرَادَ، وَقَدَّرَ وَقَضى؛ يَا يُونُسُ، تَعْلَمُ مَا الْمَشِيئَةُ؟»، قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «هِيَ الذِّكْرُ الْأَوَّلُ، فَتَعْلَمُ مَا الاْءِرَادَةُ؟»، قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «هِيَ الْعَزِيمَةُ عَلى مَا يَشَاءُ، فَتَعْلَمُ مَا الْقَدَرُ؟»، قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «هِيَ الْهَنْدَسَةُ۴،

1.. الأعراف ۷: ۴۳.

2.. المؤمنون ۲۳: ۱۰۶.

3.. الحجر ۱۵: ۳۹.

4.. «الهَنْدَسة» : مأخوذ من الهنداز ، وهي فارسيّة ، فصيّرت الزاي سينا؛ لأنّه ليس في شيء من كلام العرب زاي بعد الدال ، فالهندسة معرّب هَندازة بلغة الفرس القديم، ويقال لها في فرس زماننا : «اندازه» يعني المقدار . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۹۹۲ هندس ؛ شرح صدر المتألّهين ، ج۴، ص۲۹۱ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16798
صفحه از 868
پرینت  ارسال به