233
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَيُّوبَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ فِيهِ قَبْضٌ أَوْ بَسْطٌ ـ مِمَّا أَمَرَ اللّه‏ُ بِهِ أَوْ نَهى عَنْهُ ـ إِلاَّ وَفِيهِ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ابْتِلاَءٌ وَقَضَاءٌ ۱».

۲۸ ـ بَابُ السَّعَادَةِ وَ الشَّقَاءِ

۳۹۵.۱. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ خَلَقَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَاءَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ، فَمَنْ خَلَقَهُ اللّه‏ُ سَعِيداً۲، لَمْ يُبْغِضْهُ أَبَداً، وَإِنْ عَمِلَ شَرّاً، أَبْغَضَ عَمَلَهُ وَلَمْ يُبْغِضْهُ، وَإِنْ كَانَ شَقِيّاً، لَمْ يُحِبَّهُ أَبَداً، وَإِنْ عَمِلَ صَالِحاً، أَحَبَّ عَمَلَهُ وَأَبْغَضَهُ؛ لِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا ۱ / ۱۵۳
أَحَبَّ اللّه‏ُ شَيْئاً، لَمْ يُبْغِضْهُ أَبَداً، وَإِذَا أَبْغَضَ شَيْئاً، لَمْ يُحِبَّهُ أَبَداً۳».

1.. قال العلاّمة الطباطبائي قدس‏سره : «لمّا تحقّق أنّ كلّ تكليف متعلّق بقبض أو بسط ، ففيه إرادة تكوينيّة وإرادة تشريعيّة ، والتشريع إنّما يتحقّق بالمصلحة في الفعل أو الترك الاختياري ، فلا يخلو التشريع عن ابتلاء وامتحان ؛ ليظهر بذلك ما في كمون العبد من الصلاح والفساد بالإطاعة والمعصية ، والإرادة التكوينيّة لاتخلو من قضاء؛ فما من تكليف إلاّ وفيه ابتلاء وقضاء» . راجع: هامش الكافي ط ـ الإسلامية، ج۱، ص۱۵۲.

2.. «فمن خلقه سعيدا» أي خلقه عالما بأنّه سيكون سعيدا ، يعني أنّه سبحانه يعلم في الأزل قبل إيجاد الخلائق حال ما يؤول إليه أحوالهم من السعادة والشقاوة . اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲، ص ۱۶۶.

3.. قال العلاّمة الطباطبائي قدس‏سره : «ممّا لا شكّ فيه ولا ريب أنّ التربية مؤثّرة في الإنسان في الجملة ، وعلى ذلك بناء عمل النوع الإنساني في جميع أدوار حياته ، وأنّه يقرب بالتربية الجميلة إلى السعادة وبغيرها إلى غيرها بحسب ما يظنّ من معنى السعادة والشقاء، وإنّ ذلك بواسطة الأفعال التي يرى الإنسان تمكّنه من فعلها وتركها الأفعال الاختياريّة ؛ فنسبة هذه الأفعال إلى الإنسان بالإمكان (ممكن أن يفعل وأن لا يفعل) ، وكذلك نسبة السعادة والشقاء (وهما نتيجتا تراكم الأوصاف النفسانيّة الحاصلة من هذه الأفعال) إليه بالإمكان ، هذا والإنسان أحد أجزاء علّة الفعل الصادر عنه كالأكل مثلاً ، فإنّ إرادة الإنسان أحد أجزاء العلّة التي يمكن صدوره منه ، وإذا فرض مع إرادته وجود المادّة وقربها منه ، وصلاحية التناول ، وكذلك جميع ما يتوقّف عليه وجوده من الشرائط وارتفاع الموانع من غير استثناء أصلاً ، كان الفعل واجب الصدور ضروريّ الوجود لايمكن أن لايقع ؛ إذا عرفت هذا ظهر لك أنّ السعادة والشقاء اللذين يلحقان الإنسان بواسطة أفعاله الاختياريّة إذا نسبا إلى الإنسان فقط كانت النسبة فيها الإمكان والاختيار ، وإذا نسبا إلى مجموع العلّة التامّة التي أحد أجزائها الإنسان كانت النسبة الضرورة والحتم ، وأنت تعلم أنّ القضاء هو علم اللّه‏ تعالى وحكمه من جهة العلل التامّة ، فمن هنا تعلم أنّ كلّ إنسان مقضيّ في حقّه السعادة أو الشقاء قضاء لايردّ ولا يبدّل ، ولا ينافي ذلك إمكان اختياره السعادة والشقاء، فقوله عليه‏السلام : «إنّ اللّه‏ خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه » إلخ ، معناه : أنّه تعالى علم أنّ العلل التامّة ماذا يوجب في حقّ الإنسان من سعادة وشقاء، وحكم بذلك ، ولا ينافي ذلك كون الأفعال اختياريّة للإنسان ، وكذا السعادة والشقاء اللاحقان له من جهة أفعاله ، واللّه‏ تعالى يحبّ الجميل ، ويبغض القبيح الشرير ؛ فمن كان سعيدا أحبّ اللّه‏ ذاته وإن كان ربّما يصدر عنه الفعل القبيح المبغوض ، ومن كان شقيّا أبغض ذاته وإن كانت ربّما يصدر عنه الفعل الحسن المحبوب .
وبهذا البيان يظهر معنى الروايتين التاليتين أيضا ، فحُكمُ اللّه‏ تعالى وقضاؤه يتبع العلّة التامّة للشيء ، التي لا يتخلّف عنها، وأمّا حكم الناس وقضاؤهم فيتبع علمهم الناقص ببعض جهات الشيء، وشطرا من أجزاء علّته الموجودة، ولذلك ربّما يتخلّف ، فيختم لبعض من هو سعيد عندهم بالشقاء ، ولبعض من هو شقيّ عندهم بالسعادة» راجع: هامش الكافي (ط ـ الإسلامية)، ج۱، ص۱۵۳ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
232

۳۹۱.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
۱ / ۱۵۲
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام يَقُولُ: «شَاءَ وَأَرَادَ، وَلَمْ يُحِبَّ وَلَمْ يَرْضَ؛ شَاءَ أَنْ لاَ يَكُونَ شَيْءٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ، وَأَرَادَ مِثْلَ ذلِكَ، وَلَمْ يُحِبَّ أَنْ يُقَالَ: ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ، وَلَمْ يَرْضَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ».

۳۹۲.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِينَصْرٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام: «قَالَ اللّه‏ُ: ابْنَ آدَمَ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ، وَبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ فَرَائِضِي، وَبِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلى مَعْصِيَتِي، جَعَلْتُكَ سَمِيعاً بَصِيراً قَوِيّاً «مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه‏ِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ»۱ وَذَاكَ أَنِّي أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي، وَذَاكَ أَنَّنِي لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ».

۲۷ ـ بَابُ الاِبْتِلاَءِ وَ الاِخْتِبَارِ

۳۹۳.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «مَا مِنْ قَبْضٍ وَلاَ بَسْطٍ إِلاَّ وَلِلّهِ فِيهِ مَشِيئَةٌ وَقَضَاءٌ وَابْتِلاَءٌ».

۳۹۴.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ

1.. النساء ۴ : ۷۹ .

تعداد بازدید : 14848
صفحه از 868
پرینت  ارسال به