221
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَجَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ، وَلِسَانَهُ النَّاطِقَ فِي خَلْقِهِ، وَيَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَوَجْهَهُ الَّذِي يُؤتى مِنْهُ، وَبَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَخُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ؛ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ، وَأَيْنَعَتِ۱ الثِّمَارُ، وَجَرَتِ الْأَنْهَارُ؛ وَبِنَا يَنْزِلُ غَيْثُ السَّمَاءِ، وَيَنْبُتُ عُشْبُ۲ الْأَرْضِ؛ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللّه‏ُ، وَلَوْ لا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللّه‏ُ».

۳۶۲.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام فِي قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ»۳ فَقَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لاَ يَأْسَفُ كَأَسَفِنَا، وَلكِنَّهُ خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ وَيَرْضَوْنَ وَهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِهِ، وَسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِهِ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْهِ، وَالْأَدِلاَّءَ عَلَيْهِ، فَلِذلِكَ صَارُوا كَذلِكَ، وَلَيْسَ أَنَّ ذلِكَ يَصِلُ إِلَى اللّه‏ِ كَمَا يَصِلُ إِلى خَلْقِهِ، لكِنْ هذَا مَعْنى مَا قَالَ مِنْ ذلِكَ، وَقَدْ قَالَ: «مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً، فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ، وَدَعَانِي إِلَيْهَا» وَقَالَ: «مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»۴ وَقَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»۵ فَكُلُّ هذَا وَشِبْهُهُ عَلى مَا ذَكَرْتُ لَكَ، ۱ / ۱۴۵
وَهكَذَا الرِّضَا وَالْغَضَبُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذلِكَ، وَلَوْ كَانَ يَصِلُ إِلَى اللّه‏ِ الْأَسَفُ وَالضَّجَرُ۶ ـ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا وَأَنْشَأَهُمَا ـ لَجَازَ لِقَائِلِ هذَا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ الْخَالِقَ يَبِيدُ يَوْماً مَا؛ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ، دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ، وَإِذَا دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ لَمْ يُؤمَنْ عَلَيْهِ الاْءِبَادَةُ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُكَوِّنُ مِنَ الْمُكَوَّنِ، وَلاَ الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ، وَلاَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ، تَعَالَى اللّه‏ُ عَنْ هذَا الْقَوْلِ عُلُوّاً كَبِيراً؛ بَلْ هُوَ الْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ لاَ لِحَاجَةٍ،

1.. «أينعت» : نَضَجت ، أي صارت نضيجة . يقال: يَنَع الثمرُ وأينع، أي نضج، أي بلغ وقت أكله . وقال صدر المتألّهين في شرحه، ج۴، ص۱۵۷ : «اُيْنِعَت ، على صيغة المجهول» . وانظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۳۱۰ ينع.

2.. «العُشْب» : الكلأ الرطب ، ولا يقال له: حشيش حتّى يهيج . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۲ عشب.

3.. الزخرف ۴۳: ۵۵.

4.. النساء ۴: ۸۰ .

5.. الفتح ۴۸: ۱۰.

6.. «الضجر»: القلق والاضطراب من الغمّ ، أي هو اضطراب النفس وتغيّرها؛ خوفا من فوات المقصود أو لحوق الضرر . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۱۹ ضجر ؛ شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۲۹۹.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
220

۳۵۹.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ النَّحَّاسِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، قَالَ: «نَحْنُ الْمَثَانِي۱ الَّتِي أَعْطَاها اللّه‏ُ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَ نَحْنُ وَجْهُ اللّه‏ِ نَتَقَلَّبُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ۲، وَنَحْنُ عَيْنُ اللّه‏ِ فِي خَلْقِهِ، وَيَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ بِالرَّحْمَةِ عَلى عِبَادِهِ، عَرَفْنَا مَنْ عَرَفَنَا، وَجَهِلْنَا مَنْ جَهِلَنَا وَإِمَامَةَ الْمُتَّقِينَ».

۳۶۰.۴. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ:
۱ / ۱۴۴
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام فِي قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا»۳قَالَ: «نَحْنُ ـ وَاللّه‏ِ ـ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لاَ يَقْبَلُ اللّه‏ُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلاً إِلاَّ بِمَعْرِفَتِنَا».

۳۶۱.۵. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «إِنَّ اللّه‏َ خَلَقَنَا، فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا؛ وَصَوَّرَنَا، فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا؛

1.. إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحجر ۱۵ : ۸۷ : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَـكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ » . «المثاني»: جمع مَثنى أو مثناة، من التثنية بمعنى التكرار . أو جمع مثنية، من الثناء. وقال الصدوق رحمه‏الله في التوحيد ، ص ۱۵۱ ، ذيل هذا الحديث : «معنى قوله : نحن المثاني ، أي نحن الذين قرننا النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى القرآن وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر اُمّته بأن لانفترق حتّى نرد عليه حوضه». اُنظر : المغرب ، ص ۷۰ (ثني) ؛ الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۱۹.

2.. «أظهر»: جمع الظَهْر . يقال: فلان أقام بين أظْهُر قوم، أي أقام فيهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. والمعنى أنّ ظهرا منهم قدّامه، وظهرا منهم وراءه . فهو مكفوف من جوانبه، ثمّ شاع الاستعمال في الإقامة بين قوم مطلقا . أو المراد: نتقلّب بينكم أيّاما معدودة ، أو نتقلّب بين ظهوركم وخلفكم لا بين قدّامكم كناية عن إعراض الخلق عنهم . النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۶۶ ظهر ؛ شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۲۸۹ ـ ۲۹۰.

3.. الأعراف ۷: ۱۸۰.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13842
صفحه از 868
پرینت  ارسال به