219
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

فَأَنْجِعُوا۱ بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِخْلاَصِ النَّصِيحَةِ وَحُسْنِ الْمُؤازَرَةِ۲، وَأَعِينُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ بِلُزُومِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ، وَهَجْرِ الْأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ، وَتَعَاطَوُا الْحَقَّ بَيْنَكُمْ، وَتَعَاوَنُوا بِهِ دُونِي، وَخُذُوا عَلى يَدِ الظَّالِمِ السَّفِيهِ، وَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاعْرِفُوا لِذَوِي الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ، عَصَمَنَا اللّه‏ُ وَإِيَّاكُمْ بِالْهُدى، وَثَبَّتَنَا وَإِيَّاكُمْ عَلَى التَّقْوى، وَأَسْتَغْفِرُ اللّه‏َ لِي وَلَكُمْ».

۱ / ۱۴۳

۲۳ ـ بَابُ النَّوَادِرِ

۳۵۷.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ، قَالَ:
سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام عَنْ قَوْلِ اللّه‏ِ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «كُلُّ شَىْ‏ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ»۳فَقَالَ: «مَا يَقُولُونَ فِيهِ؟» قُلْتُ: يَقُولُونَ: يَهْلِكُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ وَجْهَ اللّه‏ِ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللّه‏ِ! لَقَدْ قَالُوا قَوْلاً عَظِيماً، إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ وَجْهَ اللّه‏ِ الَّذِي يُؤتى مِنْهُ».

۳۵۸.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام فِي قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «كُلُّ شَىْ‏ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ» قَالَ: «مَنْ أَتَى اللّه‏َ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي لاَ يَهْلِكُ، وَكَذلِكَ قَالَ: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»۴».

1.. في شرح صدر المتألّهين ، ج۴، ص۱۰۹ : «نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثّر ، وهؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون وقد نجعوا في معنى انتجعوا . فعلى هذا يكون أنجِعوا هاهنا في معنى انتَجِعوا» . وفي مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۱۱۰: «فأنجعوا ... من قولهم: أنجع، أي أفلح» . وانظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۸۸ نجع.

2.. «الموازرة»: المعاونة ، وحمل ثقل الآخر ؛ من الوزر بمعنى الثقل . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۸۴۵ وزر.

3.. القصص ۲۸ : ۸۸ .

4.. النساء ۴: ۸۰ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
218

بِالْحَمْدِ لِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ»۱.
۱ / ۱۴۲
الْحَمْدُ لِلّهِ اللاَّبِسِ الْكِبْرِيَاءِ بِلاَ تَجْسِيدٍ، وَالْمُرْتَدِي بِالْجَلالِ بِلاَ تَمْثِيلٍ، وَالْمُسْتَوِي عَلَى الْعَرْشِ بِغَيْرِ زَوَالٍ، وَالْمُتَعَالِي عَلَى الْخَلْقِ بِلاَ تَبَاعُدٍ مِنْهُمْ وَلاَ مُلاَمَسَةٍ مِنْهُ لَهُمْ، لَيْسَ لَهُ حَدٌّ يُنْتَهى إِلى حَدِّهِ، وَ لاَ لَهُ مِثْلٌ؛ فَيُعْرَفَ بِمِثْلِهِ، ذَلَّ مَنْ تَجَبَّرَ غَيْرَهُ، وَصَغُرَ مَنْ تَكَبَّرَ دُونَهُ، وَتَوَاضَعَتِ الْأَشْيَاءُ لِعَظَمَتِهِ، وَانْقَادَتْ لِسُلْطَانِهِ وَعِزَّتِهِ، وَكَلَّتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ طُرُوفُ الْعُيُونِ، وَقَصُرَتْ دُونَ بُلُوغِ صِفَتِهِ أَوْهَامُ الْخَلاَئِقِ، الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ قَبْلَ لَهُ، وَالاْخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ بَعْدَ لَهُ، الظَّاهِرِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ بِالْقَهْرِ لَهُ، وَالْمُشَاهِدِ لِجَمِيعِ الْأَمَاكِنِ بِلاَ انْتِقَالٍ إِلَيْهَا، لاَ تَلْمِسُهُ لاَمِسَةٌ۲، وَلاَ تَحُسُّهُ حَاسَّةٌ «هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ‏الْعَلِيمُ»۳ أَتْقَنَ مَا أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَشْبَاحِ كُلِّهَا، لاَ بِمِثَالٍ سَبَقَ إِلَيْهِ، وَلاَ لُغُوبٍ۴ دَخَلَ عَلَيْهِ فِي خَلْقِ مَا خَلَقَ لَدَيْهِ، ابْتَدَأَ مَا أَرَادَ ابْتِدَاءَهُ، وَأَنْشَأَ مَا أَرَادَ إِنْشَاءَهُ عَلى مَا أَرَادَ مِنَ الثَّقَلَيْنِ: الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ؛ لِيَعْرِفُوا بِذلِكَ رُبُوبِيَّتَهُ، وَتَمَكَّنَ فِيهِمْ طَاعَتُهُ، نَحْمَدُهُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ كُلِّهَا عَلى جَمِيعِ نَعْمَائِهِ كُلِّهَا، وَنَسْتَهْدِيهِ لِمَرَاشِدِ۵ أُمُورِنَا، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، وَنَسْتَغْفِرُهُ لِلذُّنُوبِ الَّتِي سَبَقَتْ مِنَّا، وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّه‏ُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً دَالاًّ عَلَيْهِ، وَهَادِياً إِلَيْهِ، فَهَدى بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ؛ «مَنْ يُطِعِ اللّه‏َ وَرَسُولَهُ‏فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً»۶ وَنَالَ ثَوَاباً جَزِيلاً؛ وَمَنْ يَعْصِ اللّه‏َ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً، وَاسْتَحَقَّ عَذَاباً أَلِيماً،

1.. الزمر ۳۹: ۷۵.

2.. في بعض النسخ: «ماسَّة». وفي التعليقة للداماد، ص۳۵۰: «وفي نسخة: لا تلمّه لامّة، من اللِمّة... والعين اللامّة التي تصيب بسوء ، أو من اللمم: الشيء القليل الّذي يقرب من الإنسان ويعتريه».

3.. الزخرف ۴۳ : ۸۴ .

4.. «اللغوب»: التعب والإعياء والعجز . اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۲۲۰ لغب.

5.. «المراشد»: مقاصد الطرق . الصحاح ، ج ۲، ص ۴۷۴ رشد.

6.. الأحزاب ۳۳ : ۷۱ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16016
صفحه از 868
پرینت  ارسال به