217
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: قَدْ كَتَبْتُهَا، فَأَمْلاَهَا عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ:
«الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ؛ لِأَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ مِنْ إِحْدَاثِ بَدِيعٍ لَمْ يَكُنِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ؛ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً، وَلَمْ يُولَدْ؛ فَيَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً، وَلَمْ تَقَعْ عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ؛ فَتُقَدِّرَهُ شَبَحاً مَاثِلاً۱، وَلَمْ تُدْرِكْهُ الْأَبْصَارُ؛ فَيَكُونَ بَعْدَ انْتِقَالِهَا حَائِلاً۲، الَّذِي لَيْسَتْ فِي أَوَّلِيَّتِهِ نِهَايَةٌ، وَلاَ لاِخِرِيَّتِهِ حَدٌّ وَلاَ غَايَةٌ، الَّذِي لَمْ يَسْبِقْهُ وَقْتٌ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ زَمَانٌ، وَلاَ يَتَعَاوَرُهُ۳ زِيَادَةٌ وَلاَ نُقْصَانٌ، وَلاَ يُوصَفُ بِأَيْنٍ وَلاَ بِمَ وَلاَ مَكَانٍ، الَّذِي بَطَنَ مِنْ خَفِيَّاتِ الْأُمُورِ۴، وَظَهَرَ فِي الْعُقُولِ بِمَا يُرى فِي خَلْقِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ التَّدْبِيرِ، الَّذِي سُئِلَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَنْهُ فَلَمْ تَصِفْهُ بِحَدٍّ وَلاَ بِبَعْضٍ، بَلْ وَصَفَتْهُ بِفِعَالِهِ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ بِآيَاتِهِ، لاَ تَسْتَطِيعُ عُقُولُ الْمُتَفَكِّرِينَ جَحْدَهُ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فِطْرَتَهُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَهُوَ الصَّانِعُ لَهُنَّ، فَلاَ مَدْفَعَ لِقُدْرَتِهِ، الَّذِي نَأى مِنَ الْخَلْقِ، فَلاَ شَيْءَ كَمِثْلِهِ، الَّذِي خَلَقَ خَلْقَهُ لِعِبَادَتِهِ، وَأَقْدَرَهُمْ عَلى طَاعَتِهِ بِمَا جَعَلَ فِيهِمْ، وَقَطَعَ عُذْرَهُمْ بِالْحُجَجِ، فَعَنْ بَيِّنَةٍ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ، وَبِمَنِّهِ نَجَا مَنْ نَجَا، وَلِلّهِ الْفَضْلُ مُبْدِئاً وَمُعِيداً.
ثُمَّ إِنَّ اللّه‏َ ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ افْتَتَحَ الْحَمْدَ لِنَفْسِهِ، وَخَتَمَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَمَحَلَّ الاْخِرَةِ

1.. «الماثل» : القائم ، أو المماثل والمشابه . يقال : مَثَل ، أي قام منتصبا ، ومَثَل فلانٌ فلانا ، أي صار مثله . اُنظر : القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۴ مثل.

2.. في حاشية ميرزا رفيعا : «خائلاً » أي ذا خيال وصورة متمثّلة في المدرك . و«الحائل» : المتغيّر . يقال: حال الشيء ، إذا تغيّر وانقلب حاله، أي لا تدركه الأبصار وإلاّ لكان بعد انتقالها عنه متغيّرا . قال الداماد في التعليقة ، ص ۳۴۸: «هذا إذا كان «بعد» بالنصب ظرفا ، وأمّا إذا كان بالضمّ ، فالحائل بمعنى الحاجز» . وهو ـ أي الضمّ ـ محتمل عند المازندراني، ج۴، ص۲۶۶. وانظر : النهاية ، ج ۱، ص ۴۶۳ حول.

3.. قوله: «لا يتعاوره» ، أي لايتناوبه ولا يتداوله . يقال: تعاور القومُ فلانا ، إذا تعاونوا عليه بالضرب واحدا بعد واحد. اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۳۰ عور.

4.. «بطن من خفيّات الاُمور» أي أدرك الباطن منها ، أو المراد أنّه باطن خفيّ داخل في جملتها . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۴، ص ۲۶۶؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۱۰۶.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
216

وَقَمَعَ۱ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ، فَمَنْ وَصَفَ اللّه‏َ، فَقَدْ حَدَّهُ؛ وَمَنْ حَدَّهُ، فَقَدْ عَدَّهُ؛ وَمَنْ عَدَّهُ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ؛ وَمَنْ قَالَ: أَيْنَ؟ فَقَدْ غَيَّاهُ؛ وَمَنْ قَالَ: عَلى مَ؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ؛ وَمَنْ قَالَ: فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ».

۳۵۵.۶. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ فَتْحِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ مَوْلى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ بِخَطِّهِ: «الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ». وَ ذَكَرَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ إِلى قَوْلِهِ: «وَقَمَعَ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ». ثُمَّ زَادَ فِيهِ:
«أَوَّلُ الدِّيَانَةِ بِهِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ؛ بِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ الْمَوْصُوفِ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، وَشَهَادَتِهِمَا ۱ / ۱۴۱
جَمِيعاً بِالتَّثْنِيَةِ الْمُمْتَنِعِ مِنْهُ الْأَزَلُ، فَمَنْ وَصَفَ اللّه‏َ، فَقَدْ حَدَّهُ؛ وَمَنْ حَدَّهُ، فَقَدْ عَدَّهُ؛ وَمَنْ عَدَّهُ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ؛ وَمَنْ قَالَ: كَيْفَ؟ فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ؛ وَمَنْ قَالَ: فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ؛ وَمَنْ قَالَ: عَلى مَ؟ فَقَدْ جَهِلَهُ؛ وَمَنْ قَالَ: أَيْنَ؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ؛ وَمَنْ قَالَ: مَا هُوَ؟ فَقَدْ نَعَتَهُ؛ وَمَنْ قَالَ إِلى مَ ؟ فَقَدْ غَايَاهُ، عَالِمٌ إِذْ لاَ مَعْلُومَ، وَخَالِقٌ إِذْ لاَ مَخْلُوقَ، وَرَبٌّ إِذْ لاَ مَرْبُوبَ، وَكَذلِكَ يُوصَفُ رَبُّنَا، وَ فَوْقَ مَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ».

۳۵۶.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَغَيْرِهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، قَالَ:
خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يَوْما خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِ صِفَتِهِ وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ تَعْظِيمِ اللّه‏ِ جَلَّ جَلاَلُهُ؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لِلْحَارِثِ: أَ وَمَا حَفِظْتَهَا؟

1.. «قمعه» : قلعه، قهره، ذلّله ، دفعه، كسره. اُنظر : لسان العرب، ج ۸ ، ص ۲۹۴ قمع.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16634
صفحه از 868
پرینت  ارسال به