213
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

إِلهِيَّتِهِ، وَلاَ يَحُدُّونَ حُدُودَهُ؛ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لاَ يُتَنَاهى إِلَيْهِ».

۳۵۲.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ، قَالَ:
۱ / ۱۳۸
ضَمَّنِي وَأَبَا الْحَسَنِ عليه‏السلام الطَّرِيقُ فِي مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلى خُرَاسَانَ، وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنِ اتَّقَى اللّه‏َ يُتَّقى؛ وَمَنْ أَطَاعَ اللّه‏َ، يُطَاعُ» فَتَلَطَّفْتُ۱ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ، فَوَصَلْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، ثُمَّ قَالَ:
«يَا فَتْحُ، مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ؛ وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ، فَقَمَنٌ۲ أَنْ يُسَلِّطَ اللّه‏ُ عَلَيْهِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ، وَإِنَّ الْخَالِقَ لاَ يُوصَفُ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَأَنّى يُوصَفُ الَّذِي تَعْجِزُ الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ، وَالْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ، وَالْخَطَرَاتُ أَنْ تَحُدَّهُ، وَالْأَبْصَارُ عَنِ الاْءِحَاطَةِ بِهِ؟ جَلَّ عَمَّا وَصَفَهُ الْوَاصِفُونَ، وَتَعَالى عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ، نَأى فِي قُرْبِهِ، وَقَرُبَ فِي نَأْيِهِ، فَهُوَ فِي نَأْيِهِ قَرِيبٌ، وَفِي قُرْبِهِ بَعِيدٌ، كَيَّفَ الْكَيْفَ، فَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ؟ وَأَيَّنَ الْأَيْنَ، فَلاَ يُقَالُ: أَيْنَ؟ إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ۳ الْكَيْفُوفِيَّةِ وَالْأَيْنُونِيَّةِ».

۳۵۳.۴. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ رَفَعَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «بَيْنَا۴ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام يَخْطُبُ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ قَامَ

1.. «التلطّف» : الترفّق ، والمعنى : وصلت إليه بلطف ورفق . قال الفيض في الوافي، ج۱، ص۴۳۳ : «ذهبت إليه بحيث لم يشعر به أحد . يقال : لطف فلان في مذهبه، أي لم يدر أحد مذهبه لغموضه». وانظر: الصحاح ، ج ۴، ص۱۴۲۷ لطف؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۹۲.

2.. قال ابن الأثير : «يقال: قَمنٌ وقَمِنٌ وقمين، أي خليق وجدير . فمن فتح الميم لم يثنّ ولم يجمع ولم يؤنّث ؛ لأنّه مصدر ، ومن كسر ثنّى وجمع وأنّث؛ لأنّه وصف. وكذلك القمين» النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۱ قمن .

3.. «منقطع» إمّا اسم فاعل ، أي الكيفوفيّة والأينونيّة منقطعة عنه . أو اسم مفعول ، أي هو منقطع فيه وعنده الكيفوفيّة والأينونيّة. أو اسم مكان، أي مرتبته مرتبة انقطع فيها الكيفوفيّة والأينونيّة. اُنظر: مرآة العقول، ج ۲، ص ۹۳.

4.. «بينا» ظرف زمان أصله «بين» بمعنى الوسط ، اُشبعت الفتحة فصارت ألفا ، وربّما زيدت عليه ما، والمعنى واحد، تقول: بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رِقبَتِنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور . اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۸۴ بين.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
212

مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ مِنَ الطُّولِ وَالاِسْتِوَاءِ، وَقَوْلَهُمْ: «مَتى مَا لَمْ تَعْقِدِ الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلى كَيْفِيَّةٍ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلى إِثْبَاتِ هَيْئَةٍ، لَمْ تَعْقِلْ شَيْئاً، فَلَمْ تُثْبِتْ صَانِعاً» فَفَسَّرَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام أَنَّهُ وَاحِدٌ بِلاَ كَيْفِيَّةٍ، وَأَنَّ الْقُلُوبَ تَعْرِفُهُ بِلاَ تَصْوِيرٍ وَلاَ إِحَاطَةٍ.
ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‏السلام: «الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَحْدُودٌ».
ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‏السلام: «لَمْ يَحْلُلْ فِي الْأَشْيَاءِ؛ فَيُقَالَ: هُوَ فِيهَا كَائِنٌ، وَلَمْ يَنْأَ عَنْهَا؛ فَيُقَالَ: هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ» فَنَفى عليه‏السلام بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ صِفَةَ الْأَعْرَاضِ وَالْأَجْسَامِ؛ لِأَنَّ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ التَّبَاعُدَ وَالْمُبَايَنَةَ، وَمِنْ صِفَةِ الْأَعْرَاضِ الْكَوْنَ فِي الْأَجْسَامِ بِالْحُلُولِ عَلى غَيْرِ مُمَاسَّةٍ وَمُبَايَنَةِ الْأَجْسَامِ عَلى تَرَاخِي الْمَسَافَةِ.
ثُمَّ قَالَ عليه‏السلام: «لكِنْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ» أَيْ هُوَ فِي الْأَشْيَاءِ بِالاْءِحَاطَةِ وَالتَّدْبِيرِ، وَ عَلى غَيْرِ مُلاَمَسَةٍ.

۳۵۱.۲. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «إِنَّ اللّه‏َ تَبَارَكَ اسْمُهُ، وَتَعَالى ذِكْرُهُ، وَجَلَّ ثَنَاؤهُ سُبْحَانَهُ وَتَقَدَّسَ وَتَفَرَّدَ وَتَوَحَّدَ، وَلَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ، وَ«هُوَ الْأَوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ»۱، فَلاَ أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ، رَفِيعاً فِي أَعْلى عُلُوِّهِ، شَامِخُ۲ الْأَرْكَانِ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ، مُنِيفُ۳ الاْ لاَءِ، سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ۴، الَّذِي يَعْجِزُ الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ صِفَتِهِ، وَلاَ يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ

1.. الحديد ۵۷ : ۳ .

2.. «الشامخ» : العالي والمرتفع . يقال : شَمَخَ الجبلُ يَشْمَخ شُموخا، أي علا وارتفع . اُنظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۰ شمخ.

3.. «المنيف»: من النيف بمعنى الزيادة . و«الإنافة» : الزيادة والإشراف على الشيء. انظر : الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۳۶.

4.. «العَلياء»: السماء، ورأس الجبل، والمكان العالي، وكلّ ما علا من شيء، والفَعْلَة العالية. قال المجلسي في مرآة العقول، ج۲، ص۹۲: «لعلّ المراد هنا كلّ مرتفع يليق بأن ينسب إليه». وانظر: القاموس المحيط، ج۲، ص۱۷۲۲ علو.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16773
صفحه از 868
پرینت  ارسال به