إِلهِيَّتِهِ، وَلاَ يَحُدُّونَ حُدُودَهُ؛ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لاَ يُتَنَاهى إِلَيْهِ».
۳۵۲.۳. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ، قَالَ:
۱ / ۱۳۸
ضَمَّنِي وَأَبَا الْحَسَنِ عليهالسلام الطَّرِيقُ فِي مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلى خُرَاسَانَ، وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنِ اتَّقَى اللّهَ يُتَّقى؛ وَمَنْ أَطَاعَ اللّهَ، يُطَاعُ» فَتَلَطَّفْتُ۱ فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ، فَوَصَلْتُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، ثُمَّ قَالَ:
«يَا فَتْحُ، مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ؛ وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ، فَقَمَنٌ۲ أَنْ يُسَلِّطَ اللّهُ عَلَيْهِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ، وَإِنَّ الْخَالِقَ لاَ يُوصَفُ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَأَنّى يُوصَفُ الَّذِي تَعْجِزُ الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ، وَالْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ، وَالْخَطَرَاتُ أَنْ تَحُدَّهُ، وَالْأَبْصَارُ عَنِ الاْءِحَاطَةِ بِهِ؟ جَلَّ عَمَّا وَصَفَهُ الْوَاصِفُونَ، وَتَعَالى عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ، نَأى فِي قُرْبِهِ، وَقَرُبَ فِي نَأْيِهِ، فَهُوَ فِي نَأْيِهِ قَرِيبٌ، وَفِي قُرْبِهِ بَعِيدٌ، كَيَّفَ الْكَيْفَ، فَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ؟ وَأَيَّنَ الْأَيْنَ، فَلاَ يُقَالُ: أَيْنَ؟ إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ۳ الْكَيْفُوفِيَّةِ وَالْأَيْنُونِيَّةِ».
۳۵۳.۴. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ رَفَعَهُ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «بَيْنَا۴ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام يَخْطُبُ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ قَامَ
1.. «التلطّف» : الترفّق ، والمعنى : وصلت إليه بلطف ورفق . قال الفيض في الوافي، ج۱، ص۴۳۳ : «ذهبت إليه بحيث لم يشعر به أحد . يقال : لطف فلان في مذهبه، أي لم يدر أحد مذهبه لغموضه». وانظر: الصحاح ، ج ۴، ص۱۴۲۷ لطف؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۹۲.
2.. قال ابن الأثير : «يقال: قَمنٌ وقَمِنٌ وقمين، أي خليق وجدير . فمن فتح الميم لم يثنّ ولم يجمع ولم يؤنّث ؛ لأنّه مصدر ، ومن كسر ثنّى وجمع وأنّث؛ لأنّه وصف. وكذلك القمين» النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۱ قمن .
3.. «منقطع» إمّا اسم فاعل ، أي الكيفوفيّة والأينونيّة منقطعة عنه . أو اسم مفعول ، أي هو منقطع فيه وعنده الكيفوفيّة والأينونيّة. أو اسم مكان، أي مرتبته مرتبة انقطع فيها الكيفوفيّة والأينونيّة. اُنظر: مرآة العقول، ج ۲، ص ۹۳.
4.. «بينا» ظرف زمان أصله «بين» بمعنى الوسط ، اُشبعت الفتحة فصارت ألفا ، وربّما زيدت عليه ما، والمعنى واحد، تقول: بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رِقبَتِنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور . اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۸۴ بين.