209
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الصِّفَاتِ، وَحَارَ فِي مَلَكُوتِهِ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ ۱ / ۱۳۵
جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ، وَحَالَ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ، تَاهَتْ۱ فِي أَدْنى أَدَانِيهَا۲ طَامِحَاتُ۳ الْعُقُولِ فِي لَطِيفَاتِ الْأُمُورِ.
فَتَبَارَكَ اللّه‏ُ الَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ۴، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ۵، وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَحْدُودٌ، سُبْحَانَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ مُبْتَدَأٌ، وَلاَ غَايَةٌ مُنْتَهىً، وَلاَ آخِرٌ يَفْنى.
سُبْحَانَهُ هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَالْوَاصِفُونَ لاَ يَبْلُغُونَ نَعْتَهُ، وَحَدَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا عِنْدَ خَلْقِهِ؛ إِبَانَةً لَهَا مِنْ شِبْهِهِ، وَإِبَانَةً لَهُ مِنْ شِبْهِهَا، فَلَمْ يَحْلُلْ فِيهَا؛ فَيُقَالَ: هُوَ فِيهَا كَائِنٌ، وَلَمْ يَنْأَ۶ عَنْهَا؛ فَيُقَالَ: هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهَا؛ فَيُقَالَ لَهُ: أَيْنَ، لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ، وَأَحْصَاهَا حِفْظُهُ، لَمْ يَعْزُبْ۷ عَنْهُ خَفِيَّاتُ غُيُوبِ الْهَوَاءِ، وَلاَ غَوَامِضُ مَكْنُونِ ظُلَمِ الدُّجى۸، وَلاَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلى إِلَى الْأَرَضِينَ السُّفْلى، لِكُلِّ شَيْءٍ مِنْهَا حَافِظٌ وَرَقِيبٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا بِشَيْءٍ مُحِيطٌ، وَالْمُحِيطُ بِمَا أَحَاطَ مِنْهَا

1.. «تاهت» : من التَيْه ، بمعنى التحيّر . يقال: تاه في الأرض، أي ذهب متحيّرا . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲۹ تيه.

2.. «الأداني»: جمع الدنيّ ، غير مهموز ، بمعنى القريب . والمهموز منه بمعنى الدون . اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۴۱ دنو.

3.. «الطامحات» : جمع الطامح، وهو كلّ مرتفع . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ طمح.

4.. أي لا تبلغ النفوس ذوات الهمم البعيدة وإن اتّسعت في الطلب كنهَ حقيقته . اُنظر : مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۱۸۸ همم.

5.. في شرح المازندراني، ج ۴، ص ۱۷۴ : «الفَطِنْ ، بفتح الفاء وكسر الطاء : الذكيّ المتوقّد ، وبالعكس : جمع الفِطْنَة ، وهي في اللغة: الفهم، وعند العلماء: جودة الذهن المعدّة لاكتساب المطالب العليّة». وانظر: الصحاح، ج۶، ص۲۱۷۷ فطنْ.

6.. «لم ينأ» أي لم يبعد، من النأي بمعنى البُعد . اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۹۹ نأى.

7.. «لم يعزب» أي لم يبعد ولم يغب . اُنظر : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ عزب.

8.. «الدُجى» بمعنى الظلمة مصدرا ، أو جمع دُجْيَة ، وهي الظلمة . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۹ دجا.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
208

اصْطَفَاهُ عَلى سَائِرِ الْأَرْوَاحِ، كَمَا قَالَ لِبَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ: بَيْتِي، وَلِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ: خَلِيلِي، وَأَشْبَاهِ ذلِكَ، وَكُلُّ ذلِكَ مَخْلُوقٌ، مَصْنُوعٌ، مُحْدَثٌ، مَرْبُوبٌ، مُدَبَّرٌ».

۳۴۹.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ بَحْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللّه‏َ خَلَقَ آدَمَ عَلى صُورَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ، اصْطَفَاهَا اللّه‏ُ وَاخْتَارَهَا عَلى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَأَضَافَهَا إِلى نَفْسِهِ، كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلى نَفْسِهِ، وَالرُّوحَ إِلى نَفْسِهِ؛ فَقَالَ: «بَيْتِىَ»۱ وَ «نَفَخْتُ‏فِيهِ مِن رُّوحِى»۲».

۲۲ ـ بَابُ جَوَامِعِ التَّوْحِيدِ

۳۵۰.۱. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً، رَفَعَاهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام:
«أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام اسْتَنْهَضَ۳ النَّاسَ فِي حَرْبِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا حَشَدَ۴ النَّاسُ، قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلّهِ الْوَاحِدِ، الْأَحَدِ، الصَّمَدِ، الْمُتَفَرِّدِ، الَّذِي لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ، وَلاَ مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ، قُدْرَةٌ بَانَ بِهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ، وَلاَ حَدٌّ يُضْرَبُ لَهُ فِيهِ الأَمْثَالُ، كَلَّ۵ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ۶ اللُّغَاتِ، وَضَلَّ هُنَاكَ تَصَارِيفُ

1.. البقرة ۲ : ۱۲۵ ؛ الحجّ (۲۲) : ۲۶ ؛ نوح (۷۱) : ۲۸ .

2.. الحجر ۱۵: ۲۹؛ ص (۳۸) : ۷۲.

3.. «استنهض» : أمر بالنهوض ، أي القيام . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۱ نهض.

4.. قوله: «حشد» جاء متعدّيا ولازما ، بمعنى جمع واجتمع . وفي القاموس : «حشد القوم : حفّوا في التعاون ، أو دعوا فأجابوا مسرعين، أو اجتمعوا على أمر واحد» . اُنظر : المصباح المنير ، ص ۱۳۶؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۸۵ .

5.. «كلَّ» من الكلّ، بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. اُنظر: لسان العرب، ج۱۱، ص ۵۹۰ و ۵۹۴ كلل.

6.. «التحبير»: التحسين، تقول : حبّرت الشيءَ : إذا أحسنته . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۲۰ حبر .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13762
صفحه از 868
پرینت  ارسال به