اصْطَفَاهُ عَلى سَائِرِ الْأَرْوَاحِ، كَمَا قَالَ لِبَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ: بَيْتِي، وَلِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ: خَلِيلِي، وَأَشْبَاهِ ذلِكَ، وَكُلُّ ذلِكَ مَخْلُوقٌ، مَصْنُوعٌ، مُحْدَثٌ، مَرْبُوبٌ، مُدَبَّرٌ».
۳۴۹.۴. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بَحْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلى صُورَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ، اصْطَفَاهَا اللّهُ وَاخْتَارَهَا عَلى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ، فَأَضَافَهَا إِلى نَفْسِهِ، كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلى نَفْسِهِ، وَالرُّوحَ إِلى نَفْسِهِ؛ فَقَالَ: «بَيْتِىَ»۱ وَ «نَفَخْتُفِيهِ مِن رُّوحِى»۲».
۲۲ ـ بَابُ جَوَامِعِ التَّوْحِيدِ
۳۵۰.۱. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً، رَفَعَاهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام:
«أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام اسْتَنْهَضَ۳ النَّاسَ فِي حَرْبِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا حَشَدَ۴ النَّاسُ، قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلّهِ الْوَاحِدِ، الْأَحَدِ، الصَّمَدِ، الْمُتَفَرِّدِ، الَّذِي لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ، وَلاَ مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ، قُدْرَةٌ بَانَ بِهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ، وَلاَ حَدٌّ يُضْرَبُ لَهُ فِيهِ الأَمْثَالُ، كَلَّ۵ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ۶ اللُّغَاتِ، وَضَلَّ هُنَاكَ تَصَارِيفُ
1.. البقرة ۲ : ۱۲۵ ؛ الحجّ (۲۲) : ۲۶ ؛ نوح (۷۱) : ۲۸ .
2.. الحجر ۱۵: ۲۹؛ ص (۳۸) : ۷۲.
3.. «استنهض» : أمر بالنهوض ، أي القيام . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۱ نهض.
4.. قوله: «حشد» جاء متعدّيا ولازما ، بمعنى جمع واجتمع . وفي القاموس : «حشد القوم : حفّوا في التعاون ، أو دعوا فأجابوا مسرعين، أو اجتمعوا على أمر واحد» . اُنظر : المصباح المنير ، ص ۱۳۶؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۸۵ .
5.. «كلَّ» من الكلّ، بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. اُنظر: لسان العرب، ج۱۱، ص ۵۹۰ و ۵۹۴ كلل.
6.. «التحبير»: التحسين، تقول : حبّرت الشيءَ : إذا أحسنته . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۲۰ حبر .