205
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَجِدُونَ ثِقَلَهُ۱ عَلى كَوَاهِلِهِمْ۲، فَيَخِرُّونَ سُجَّداً، فَإِذَا ذَهَبَ الْغَضَبُ، خَفَّ وَرَجَعُوا إِلى مَوَاقِفِهِمْ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه‏ِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنْذُ لَعَنَ إِبْلِيسَ، إِلى يَوْمِكَ هذَا هُوَ غَضْبَانُ عَلَيْهِ، فَمَتى رَضِيَ؟ وَهُوَ فِي صِفَتِكَ لَمْ يَزَلْ غَضْبَانَ عَلَيْهِ وَعَلى أَوْلِيَائِهِ وَعَلى أَتْبَاعِهِ، كَيْفَ تَجْتَرِئُ أَنْ تَصِفَ رَبَّكَ بِالتَّغَيُّرِ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ، وَأَنَّهُ ۱ / ۱۳۲
يَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي عَلَى الْمَخْلُوقِينَ؟! سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، لَمْ يَزُلْ مَعَ الزَّائِلِينَ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَ الْمُتَغَيِّرِينَ، وَلَمْ يَتَبَدَّلْ مَعَ الْمُتَبَدِّلِينَ، وَمَنْ دُونَهُ فِي يَدِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَكُلُّهُمْ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ، وَهُوَ غَنِيٌّ عَمَّنْ سِوَاهُ».

۳۴۱.۳. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام عَنْ قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضَ»۳فَقَالَ: «يَا فُضَيْلُ، كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ؛ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ».

۳۴۲.۴. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام عَنْ قَوْلِ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَ تِ‏وَالْأَرْضَ»: السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ، أَمِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟
فَقَالَ: «بَلِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْعَرْشَ، وَكُلُّ شَيْءٍ وَسِعَ الْكُرْسِيُّ».

۳۴۳.۵. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:

1.. هو هنا بمعنى ما يقابل الخفّة دون الوزن.

2.. «الكواهل»: جمع كاهِل ، وهو الحارك ، أي ما بين الكتفين . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۱۴ كهل.

3.. البقرة ۲: ۲۵۵.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
204

سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ۱ الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام، فَاسْتَأْذَنْتُهُ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَ فَتُقِرُّ أَنَّ اللّه‏َ مَحْمُولٌ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «كُلُّ مَحْمُولٍ مَفْعُولٌ بِهِ، مُضَافٌ إِلى غَيْرِهِ، مُحْتَاجٌ، وَالْمَحْمُولُ اسْمُ نَقْصٍ فِي اللَّفْظِ، وَالْحَامِلُ فَاعِلٌ وَهُوَ فِي اللَّفْظِ مِدْحَةٌ، وَكَذلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ: فَوْقَ، وَتَحْتَ، وَأَعْلى، وَأَسْفَلَ، وَقَدْ قَالَ اللّه‏ُ تَعَالى: «وَلِلّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا»۲ وَلَمْ يَقُلْ فِي كُتُبِهِ: إِنَّهُ الْمَحْمُولُ، بَلْ قَالَ: إِنَّهُ الْحَامِلُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَالْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ، وَالْمَحْمُولُ مَا سِوَى اللّه‏ِ، وَلَمْ يُسْمَعْ أَحَدٌ آمَنَ بِاللّه‏ِ وَعَظَمَتِهِ قَطُّ قَالَ فِي دُعَائِهِ: يَا مَحْمُولُ».
قَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَإِنَّهُ قَالَ: «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَلءِذٍ ثَمَنِيَةٌ»۳ وقَالَ: «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ»۴ ؟
۱ / ۱۳۱
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «الْعَرْشُ لَيْسَ هُوَ اللّه‏َ، وَالْعَرْشُ اسْمُ عِلْمٍ وَقُدْرَةٍ وَعَرْشٍ فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ، ثُمَّ أَضَافَ الْحَمْلَ إِلى غَيْرِهِ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ لِأَنَّهُ اسْتَعْبَدَ خَلْقَهُ بِحَمْلِ عَرْشِهِ وَهُمْ حَمَلَةُ عِلْمِهِ، وَخَلْقاً يُسَبِّحُونَ حَوْلَ عَرْشِهِ وَهُمْ يَعْمَلُونَ بِعِلْمِهِ، وَمَلاَئِكَةً يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ عِبَادِهِ، وَاسْتَعْبَدَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِالطَّوَافِ حَوْلَ بَيْتِهِ، وَاللّه‏ُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى كَمَا قَالَ. وَالْعَرْشُ وَمَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَاللّه‏ُ الْحَامِلُ لَهُمُ، الْحَافِظُ لَهُمُ، الْمُمْسِكُ، الْقَائِمُ عَلى_'feكُلِّ نَفْسٍ، وَفَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ يُقَالُ: مَحْمُولٌ، وَلاَ أَسْفَلُ ـ قَوْلاً مُفْرَداً لاَ يُوصَلُ بِشَيْءٍ ـ فَيَفْسُدُ اللَّفْظُ وَالْمَعْنى».
قَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَةِ الَّتِي جَاءَتْ: أَنَّ اللّه‏َ إِذَا غَضِبَ إِنَّمَا يُعْرَفُ غَضَبُهُ أَنَّ

1.. قال صدر المتألّهين في شرحه، ج۳، ص۳۵۴ : «الظاهر أنّ أبا قرّة كان رجلاً ظاهريّا» . وقال المازندراني في شرحه، ج۴، ص۱۳۲: «أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، وكان مذهبه أنّ اللّه‏ تعالى جسم فوق السماء دون ما سواها». وقال المحقّق الشعراني في حاشية الوافي، ج۱، ص۴۹۸: «قوله: أبوقرّة، هو كنية موسى بن طارق اليماني الزبيدي القاضي».

2.. الأعراف ۷: ۱۸۰.

3.. الحاقّة ۶۹: ۱۷.

4.. غافر ۴۰: ۷.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16652
صفحه از 868
پرینت  ارسال به