203
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْمُمْسِكُ لَهُمَا أَنْ تَزُولاَ، وَالْمُحِيطُ۱ بِهِمَا مِنْ شَيْءٍ، وَهُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَنُورُ كُلِّ شَيْءٍ «سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً»۲».
قَالَ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ اللّه‏ِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْنَ هُوَ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «هُوَ هَاهُنَا، وَهَاهُنَا، وَفَوْقُ، وَتَحْتُ، وَمُحِيطٌ بِنَا، وَمَعَنَا، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالى: «مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لاَ أَدْنَى مِن ذلِكَ وَ لاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ‏أَيْنَ مَا كَانُواْ»۳ فَالْكُرْسِيُّ مُحِيطٌ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى «وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى»۴، وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ‏السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضَ وَلاَ ئَودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ»۵ فَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللّه‏ُ عِلْمَهُ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ عَنْ هذِهِ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ خَلَقَ اللّه‏ُ فِي مَلَكُوتِهِ، وَهُوَ الْمَلَكوُتُ الَّذِي أَرَاهُ اللّه‏ُ أَصْفِيَاءَهُ وَأَرَاهُ خَلِيلَهُ عليه‏السلام، فَقَالَ: «وَكَذلِكَ نُرِى إِبْرَ هِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ»۶ وَكَيْفَ يَحْمِلُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ اللّه‏َ۷، وَبِحَيَاتِهِ حَيِيَتْ قُلُوبُهُمْ، وَبِنُورِهِ اهْتَدَوْا إِلى مَعْرِفَتِهِ؟!».

۳۴۰.۲. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، قَالَ:

1.. يجوز جرّ «المحيط» بالعطف على ضمير لهما ، يعني : الممسك لهما ، والمحيط بهما أن تزولا من الشيئيّة . ويجوز رفعه بالعطف على الممسك ، يعني : المحيط بهما بما حوياه من شيء . اُنظر : التعليقة للداماد ، ص ۳۱۳ ؛ شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۱۲۴؛ مرآة العقول ، ج ۲ ، ص ۷۴.

2.. الإسراء ۱۷ : ۴۳ .

3.. المجادلة ۵۸: ۷.

4.. طه ۲۰ : ۷ .

5.. البقرة ۲: ۲۵۵.

6.. الأنعام ۶: ۷۵.

7.. قرأ الداماد في التعليقة ، ص ۳۱۴ : «حمله في اللّه‏» بدل «حملة العرش اللّه‏» . ثمّ قال: «حملَه ، بالنصب على المفعول المطلق ، أي كيف تحمل العرشُ ربَّه اللّه‏ سبحانه حَمْلَه الذي في طوقه بالنسبة إلى محمولاته» ونسب ما في المتن إلى النسخ ، ثمّ قال: «وليس بذلك؛ إذ كان السؤال: أنّ اللّه‏ سبحانه أهو حامل العرش ، أم العرش حامل إيّاه؟ تعالى عن ذلك ، لا أنّ حملة العرش حاملة إيّاه . سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا» . وردّه المازندراني في شرحه، ج ۴ ، ص ۱۲۹ ـ ۱۳۱ والفيض في الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۹۸ بأن لا تساعده النسخ والفصاحة وضمائر الجمع فيما بعد، وبغير ذلك.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
202

بِالْكُوفَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ: فُلاَنٌ، فَقُلْ لَهُ: مَا اسْمُكَ بِالْبَصْرَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ: فُلاَنٌ، فَقُلْ: كَذلِكَ اللّه‏ُ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ إِلهٌ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ، وَفِي الْبِحَارِ إِلهٌ، وَفِي الْقِفَارِ إِلهٌ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ إِلهٌ».
قَالَ: فَقَدِمْتُ، فَأَتَيْتُ أَبَا شَاكِرٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: هذِهِ نُقِلَتْ مِنَ الْحِجَازِ.

۲۰ ـ بَابُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ

۳۳۹.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ رَفَعَهُ، قَالَ:
سَأَلَ الْجَاثَلِيقُ۱ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه‏ِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَحْمِلُ الْعَرْشَ أَمِ الْعَرْشُ يَحْمِلُهُ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «اللّه‏ُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ حَامِلُ الْعَرْشِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَهُمَا، وَذلِكَ قَوْلُ اللّه‏ِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَو تِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ وَ لَلءِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ‏حَلِيمًا غَفُورًا»۲».
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَلءِذٍ ثَمَنِيَةٌ»۳ فَكَيْفَ قَالَ ذلِكَ، وَقُلْتَ: إِنَّهُ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟!
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: «إِنَّ الْعَرْشَ خَلَقَهُ اللّه‏ُ تَعَالى مِنْ أَنْوَارٍ أَرْبَعَةٍ: نُورٍ أَحْمَرَ، مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ، وَنُورٍ أَخْضَرَ، مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ، وَنُورٍ أَصْفَرَ، مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ، وَنُورٍ أَبْيَضَ، مِنْهُ الْبَيَاضُ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللّه‏ُ الْحَمَلَةَ، وَذلِكَ نُورٌ مِنْ عَظَمَتِهِ، فَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبُ الْمُؤمِنِينَ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ ابْتَغى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ خَلاَئِقِهِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْأَدْيَانِ الْمُشْتَبِهَةِ، فَكُلُّ مَحْمُولٍ ـ يَحْمِلُهُ اللّه‏ُ بِنُورِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ـ ۱ / ۱۳۰
لاَ يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلاَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً، فَكُلُّ شَيْءٍ مَحْمُولٌ، وَاللّه‏ُ

1.. «الجاثليق» : رئيس النصارى في بلاد الإسلام. القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۱۵۸ جاثليق.

2.. فاطر ۳۵: ۴۱.

3.. الحاقّة ۶۹ : ۱۷.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16183
صفحه از 868
پرینت  ارسال به