199
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

أَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، يَسْمَعُ كَلاَمَهُمْ، وَيَرى أَشْخَاصَهُمْ، وَيَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ؟!».
فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ: أَ هُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ أَ لَيْسَ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ، كَيْفَ يَكُونُ فِي الْأَرْضِ؟! وَإِذَا كَانَ فِي الْأَرْضِ، كَيْفَ يَكُونُ فِي السَّمَاءِ؟!
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «إِنَّمَا وَصَفْتَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي إِذَا انْتَقَلَ عَنْ مَكَانٍ، اشْتَغَلَ بِهِ مَكَانٌ، وَخَلاَ مِنْهُ مَكَانٌ، فَلاَ يَدْرِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مَا يَحْدُثُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، فَأَمَّا اللّه‏ُ ـ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ، الْمَلِكُ، الدَّيَّانُ ـ فَلاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ، وَلاَ يَشْتَغِلُ بِهِ مَكَانٌ، وَلاَ يَكُونُ إِلى مَكَانٍ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلى مَكَانٍ».

۳۳۱.۴. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام: جَعَلَنِيَ اللّه‏ُ فِدَاكَ يَا سَيِّدِي، قَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ اللّه‏َ فِي مَوْضِعٍ دُونَ مَوْضِعٍ، عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا.
وَرُوِيَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى مَوْضِعِهِ، فَقَالَ بَعْضُ مَوَالِيكَ فِي ذلِكَ: إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ دُونَ مَوْضِعٍ، فَقَدْ يُلاَقِيهِ الْهَوَاءُ، وَيَتَكَنَّفُ۱ عَلَيْهِ، وَالْهَوَاءُ جِسْمٌ رَقِيقٌ يَتَكَنَّفُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ بِقَدْرِهِ، فَكَيْفَ يَتَكَنَّفُ عَلَيْهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ عَلى هذَا الْمِثَالِ؟!
فَوَقَّعَ عليه‏السلام: «عِلْمُ ذلِكَ عِنْدَهُ، وَهُوَ الْمُقَدِّرُ لَهُ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ تَقْدِيراً. وَاعْلَمْ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَهُوَ كَمَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ، وَالأَشْيَاءُ كُلُّهَا لَهُ سَوَاءٌ عِلْماً وقُدْرَةً وَمُلْكاً وَإِحَاطَةً».

وَ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى مِثْلَهُ.

فِي قَوْلِهِ تَعَالى:«مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ»۲:

1.. في التعليقة للداماد ، ص ۳۰۷: «تكنّفه واكتنفه بمعنى، أي ، أحاط به . والتعدية ب «على» لتضمين معنى الاحتواء» . وانظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۲۴ كنف .

2.. المجادلة ۵۸: ۷.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
198

إِلَيْهِ، وَهُوَ ذُو الطَّوْلِ۱، لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
أَمَّا قَوْلُ الْوَاصِفِينَ: إِنَّهُ يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالى، فَإِنَّمَا يَقُولُ ذلِكَ مَنْ يَنْسُبُهُ إِلى نَقْصٍ أَوْ زِيَادَةٍ، وَكُلُّ مُتَحَرِّكٍ مُحْتَاجٌ إِلى مَنْ يُحَرِّكُهُ أَوْ يَتَحَرَّكُ بِهِ، فَمَنْ ظَنَّ بِاللّه‏ِ الظُّنُونَ، هَلَكَ؛ فَاحْذَرُوا فِي صِفَاتِهِ مِنْ أَنْ تَقِفُوا۲ لَهُ عَلى حَدٍّ تَحُدُّونَهُ بِنَقْصٍ، أَوْ زِيَادَةٍ، أَوْ تَحْرِيكٍ، أَوْ تَحَرُّكٍ، أَوْ زَوَالٍ، أَوِ اسْتِنْزَالٍ، أَوْ نُهُوضٍ، أَوْ قُعُودٍ؛ فَإِنَّ اللّه‏َ جَلَّ وَعَزَّ عَنْ صِفَةِ الْوَاصِفِينَ، وَنَعْتِ النَّاعِتِينَ، وَتَوَهُّمِ الْمُتَوَهِّمِينَ «وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِالرَّحِيمِ الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ»۳».

۳۲۹.۲. وَعَنْهُ رَفَعَهُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ:
عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‏السلام أَنَّهُ قَالَ: «لاَ أَقُولُ: إِنَّهُ قَائِمٌ؛ فَأُزِيلَهُ عَنْ مَكَانِهِ، وَلاَ أَحُدُّهُ بِمَكَانٍ يَكُونُ فِيهِ، وَلاَ أَحُدُّهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَرْكَانِ وَالْجَوَارِحِ، وَلاَ أَحُدُّهُ بِلَفْظِ شَقِّ فَمٍ، وَلكِنْ كَمَا قَالَ اللّه‏ُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «كُن فَيَكُونُ»۴ بِمَشِيئَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ فِي نَفْسٍ، صَمَداً فَرْداً، لَمْ يَحْتَجْ إِلى شَرِيكٍ يَذْكُرُ لَهُ مُلْكَهُ، وَلاَ يَفْتَحُ لَهُ أَبْوَابَ عِلْمِهِ».

۳۳۰.۳. وَعَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ لِأَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام فِي بَعْضِ مَا كَانَ يُحَاوِرُهُ: ذَكَرْتَ اللّه‏َ، فَأَحَلْتَ عَلى غَائِبٍ.
۱ / ۱۲۶
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «وَيْلَكَ، كَيْفَ يَكُونُ غَائِباً مَنْ هُوَ مَعَ خَلْقِهِ شَاهِدٌ، وَإِلَيْهِمْ

1.. «الطَوْل»: المنّ والفضل والإعطاء والإنعام . اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ۱۷۵۵ منن .

2.. في مرآة العقول ، ج ۲، ص ۶۴ : «قوله: من أن يقفوا ، من وقف يقف ، أي يقوموا في الوصف له وتوصيفه على حدّ ، فتحدّونه بنقص أو زيادة . ويحتمل أن يكون من قفا يقفو ، أي تتّبعوا له في البحث عن صفاته تتبّعا على حدّ تحدّونه بنقص أو زيادة».

3.. الشعراء ۲۶ : ۲۱۷ـ۲۱۹ .

4.. البقرة ۲: ۱۱۷؛ آل عمران (۳) : ۴۷ و ۵۶ . ومواضع اُخر.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16767
صفحه از 868
پرینت  ارسال به