وَالْمَصْمُودُ إِلَيْهِ: الْمَقْصُودُ فِي اللُّغَةِ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَمْدَحُ بِهِ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله مِنْ شِعْرِهِ:
وَ بِالْجَمْرَةِ الْقُصْوى إِذَا صَمَدُوا لَهَا
يَؤمُّونَ قَذْفاً رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ۱
يَعْنِي قَصَدُوا نَحْوَهَا يَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ، يَعْنِي الْحَصَى الصِّغَارَ الَّتِي تُسَمّى بِالْجِمَارِ.
وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ شِعْراً:
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَيْتاً ظَاهِراً
لِلّهِ فِي أَكْنَافِ مَكَّةَ يُصْمَدُ۲
يَعْنِي: يُقْصَدُ.
وَقَالَ الزِّبْرِقَانُ:
[.................................
]وَ لاَ رَهِيبَةَ إِلاّ سَيِّدٌ صَمَدٌ۳
1.. شرح الغريب منه : الجمرة : الحصاة ، وموضع رمي الجمار بمنى ، وهي ثلاث جمرات : الاُولى والوسطى والكبرى، وهي جمرة العقبة ، والقصوى: البعيدة . الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۶۳ ، قصو ولعلّ المراد بها جمرة العقبة . وصمدوا لها : قصدوا نحوها (الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۹۹ ، صمد) . وأمّ الشيء : قصده (لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۲ ، أمم) . والقذف والرضخ : الرمي بالحجارة (لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۸ ، رضخ). والجنادل : جمع جندل ، وهو الحصاة أو الحجارة الصغيرة التي تسمّى بالجمار. (اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۲۸ ، جندل) . الشاهد فيه : قوله : (صمدوا لها) أي : قصدوا لها ، وقد أورده الشيخ الكليني شاهدا على هذا المعنى المتحقّق في اللغة ، والذي دلّت عليه أحاديث المعصومين عليهم السلام في بيان معنى الصمد .
2.. البيت من البحر الكامل . والقائل من شعراء الجاهليّة كما نسبه الشيخ الكليني قدّس سرّه . والأكناف : جمع كنف ، وكنف الشيء : جانبه أو ناصيته . ويصمد بمعنى يقصد كما في المتن النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۰۵ كنف ؛ و ج ۳ ، ص ۵۲ ، صمد .
3.. هذا هو عجز بيت صدره : «سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا » . الوزن : بسيط . وقائله : الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس التميمي السعدي ، واسمه حصين بن بدر ولقّب بالزبرقان لجماله ؛ لأنّ الزبرقان في اللغة يعني البدر ليلة تمامه . وقيل : الزبرقان : الخفيف اللحية ، وقد كان هو كذلك . وقيل : سمّي كذلك ؛ لأنّه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران ، يقال : زبرق الثوب ، إذا صبغه بصفرة أو حمرة . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۷ـ۱۳۸ ؛ الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۸۸ـ۱۴۸۹ ، زبرق . والزبرقان : صحابي ، كان ينزل مع قومه في بادية البصرة ، فوفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله هو وقومه ، وكان هو أحد ساداتهم ، فأسلموا سنة ۹ ه فجعله النبيّ صلىاللهعليهوآله على صدقات قومه ، وكفّ بصره في آخر عمره فتوفّي نحو سنة ۴۵ ه ، وكان فصيحا شاعرا. (اُسد الغابة ، ج ۲ ، ص ۱۹۴ ؛ الإصابة ، ج ۱ ، ص ۵۴۳ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ۲۱۸ ؛ زهر الآداب ، ج ۱ ، ص ۳۹ ؛ خزانة الأدب ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۸ ، زبرق ؛ شعراء النصرانيّة ، ج ۲ ، ص ۲۹ و ۳۷ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۳ ، ص ۴۱) . وقد أورده أبوعبيدة في مجاز القرآن والقالي في الأمالي والطبري والطوسي والطبرسي والقرطبي في تفاسيرهم وياقوت الحموي في معجم البلدان وغيرهم . (مجاز القرآن ، ج ۲ ، ص ۳۱۶ و ۹۵۱ ؛ الأمالي للقالي ، ج ۲ ، ص ۲۸۸ ؛ تفسير الطبري ، ج ۳۰ ، ص ۲۲۴ ؛ التبيان ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۱ ؛ مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۸۵۷ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۲۰ ، ص ۲۴۵ ؛ معجم البلدان ، ج ۴ ، ص ۹۳ ؛ شعراء النصرانيّة ، ج ۲ ، ص ۳۶). وجميع هؤلاء نسبوه إلى الزبرقان ، ولكنّ الموجود في الكافي المطبوع نسبته إلى ابن الزبرقان ، والأوّل هو الصحيح . شرح الغريب منه : البيت من قصيدة قالها الشاعر حينما حمل صدقات قومه إلى أبي بكر ، وقد روى بعض أبياتها في معجم البلدان ، ج ۴ ، ص ۸۲ . و«رهيبة » اسم رجل ، لكنّه لم يوجد في أعلام العرب ـ قسم الرجال ـ والموجود في جميع المصادر التي نقلت هذا البيت : «رهينة » . والصمد : السيّد المصمود إليه في الحوائج ، وقيل : الكامل الذي لا عيب فيه . (لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۵۸-۲۵۹ ، صمد) . والشاهد فيه : قوله : «الصمد » أي المصمود إليه ، أو المقصود في الحوائج .