وَعَلِمْتُ مَكْتُومَ سِرِّهِ، وَالْبَاطِنُ مِنَّا: الْغَائِبُ فِي الشَّيْءِ، الْمُسْتَتِرُ، وَقَدْ جَمَعْنَا الاِسْمَ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
وَأَمَّا الْقَاهِرُ، فَلَيْسَ عَلى مَعْنى عِلاَجٍ۱ وَنَصَبٍ۲ وَاحْتِيَالٍ وَمُدَارَاةٍ وَمَكْرٍ۳، كَمَا ۱ / ۱۲۳
يَقْهَرُ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَالْمَقْهُورُ مِنْهُمْ يَعُودُ قَاهِراً، وَالْقَاهِرُ يَعُودُ مَقْهُوراً، وَلكِنْ ذلِكَ مِنَ اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى أَنَّ جَمِيعَ مَا خَلَقَ مُلَبَّسٌ بِهِ الذُّلُّ لِفَاعِلِهِ، وَقِلَّةُ الاِمْتِنَاعِ لِمَا أَرَادَ بِهِ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَنْ يَقُولَ لَهُ: «كُنْ» فَيَكُونُ، وَالْقَاهِرُ مِنَّا عَلى مَا ذَكَرْتُ وَوَصَفْتُ، فَقَدْ جَمَعْنَا الاِسْمَ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
وَهكَذَا جَمِيعُ الْأَسْمَاءِ وَإِنْ كُنَّا لَمْ نَسْتَجْمِعْهَا كُلَّهَا، فَقَدْ يَكْتَفِي الاِعْتِبَارُ بِمَا أَلْقَيْنَا إِلَيْكَ، وَاللّهُ عَوْنُكَ وَعَوْنُنَا فِي إِرْشَادِنَا وَتَوْفِيقِنَا».
۱۸ ـ بَابُ تَأْوِيلِ الصَّمَدِ
۳۲۶.۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ـ وَلَقَبُهُ شَبَابٌ الصَّيْرَفِيُّ ـ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ:
1.. في مرآة العقول، ج۲ ، ص۵۹: «العلاج: العمل والمزاولة بالجوارح» . وهكذا في اللغة بدون قيد الجوارح. اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۳۳۰ علج.
2.. في الوافي: «تصلّب». و«النَصَب» : التعب . و«النَصْب» : المعاداة . و«النُصْب» : الشرّ والبلاء . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۴ ، ص ۷۳؛ الصحاح، ج ۱ ، ص ۲۲۵ نصب.
3.. في شرح المازندراني، ج۴، ص۷۳ : «الاحتيال والمكر متقاربان. قال في الصحاح: المكر : الاحتيال والخديعة . ولا يبعد أن يقال: الاحتيال هو استعمال الرويّة وأخذ الحيلة لدفع ضرر الغير عن نفسه؛ والمكر استعمال الرويّة وارتكاب الخديعة لإيصال الضرر إلى الغير» . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۱۹ مكر.