181
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

مَوْصُوفٍ بِحَدٍّ مُسَمّىً، لَمْ يَتَكَوَّنْ؛ فَيُعْرَفَ كَيْنُونِيَّتُهُ بِصُنْعِ غَيْرِهِ، وَلَمْ يَتَنَاهَ إِلى غَايَةٍ إِلاَّ كَانَتْ غَيْرَهُ، لاَ يَزِلُّ مَنْ فَهِمَ هذَا الْحُكْمَ أَبَداً، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الْخَالِصُ، فَارْعَوْهُ، وَصَدِّقُوهُ، وَتَفَهَّمُوهُ بِإِذْنِ اللّه‏ِ.
۱ / ۱۱۴
مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللّه‏َ بِحِجَابٍ أَوْ بِصُورَةٍ أَوْ بِمِثَالٍ، فَهُوَ مُشْرِكٌ؛ لِأَنَّ حِجَابَهُ وَمِثَالَهُ وَصُورَتَهُ غَيْرُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ، مُتَوَحِّدٌ، فَكَيْفَ يُوَحِّدُهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَرَفَهُ بِغَيْرِهِ؟! وَإِنَّمَا عَرَفَ اللّه‏َ مَنْ عَرَفَهُ بِاللّه‏ِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ بِهِ، فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ، إِنَّمَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ، لَيْسَ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ شَيْءٌ، وَاللّه‏ُ خَالِقُ الْأَشْيَاءِ لاَ مِنْ شَيْءٍ كَانَ، وَاللّه‏ُ يُسَمّى بِأَسْمَائِهِ وَهُوَ غَيْرُ أَسْمَائِهِ، وَالْأَسْمَاءُ غَيْرُهُ».

۱۶ ـ بَابُ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَ اشْتِقَاقِهَا

۳۱۲.۱. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام عَنْ تَفْسِيرِ «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم» فَقَالَ: «الْبَاءُ بَهَاءُ۱ اللّه‏ِ، وَالسِّينُ سَنَاءُ۲ اللّه‏ِ، وَالْمِيمُ مَجْدُ۳ اللّه‏ِ ـ وَرَوى بَعْضُهُمْ: الْمِيمُ مُلْكُ اللّه‏ِ ـ وَاللّه‏ُ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، وَالرَّحِيمُ بِالْمُؤمِنِينَ خَاصَّةً».

۳۱۳.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:

1.. في شرح المازندراني، ج ۴ ، ص ۲ : «البهاء، في اللغة الحسن . ولعلّ المراد به حسن معاملته مع عباده بالإيجاد والتقدير والألطاف والتدبير وإعطاء كلّ مايليق به» . وانظر : الصحاح ، ج ۶، ص ۲۸۸ بهو.

2.. في شرح المازندراني ، ج۴ ، ص۲ : «السناء ـ بالمدّ ـ : الرفعة... والمراد بسناء اللّه‏ : رفعته وشرفه بالذات على جميع الممكنات». وانظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۸۸۳ سنا.

3.. «المجد» : السعة في الكرم والجلال. وأصله من قولهم: مَجَدَتِ الإبلُ ، إذا حصلت في مرعى كثير واسع . المفردات للراغب، ص ۷۶۰ مجد.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
180

فَهذِهِ الْأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنى ـ حَتّى تَتِمَّ ثَلاَثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً ـ فَهِيَ نِسْبَةٌ لِهذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاَثَةِ، وَهذِهِ الْأَسْمَاءُ الثَّلاَثَةُ أَرْكَانٌ، وَحَجَبَ الاِسْمَ الْوَاحِدَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلاَثَةِ، وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى: «قُلِ‏ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْمَآءُ الْحُسْنَى»۱».

۱ / ۱۱۳

۳۰۹.۲. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام: هَلْ كَانَ اللّه‏ُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَارِفاً بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
قُلْتُ: يَرَاهَا وَيَسْمَعُهَا؟ قَالَ: «مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلى ذلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا، وَلاَ يَطْلُبُ مِنْهَا، هُوَ نَفْسُهُ، وَنَفْسُهُ هُوَ، قُدْرَتُهُ نَافِذَةٌ، فَلَيْسَ يَحْتَاجُ إلى أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ، وَ لكِنَّهُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا؛ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ، لَمْ يُعْرَفْ، فَأَوَّلُ مَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ: الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، فَمَعْنَاهُ: اللّه‏ُ، وَاسْمُهُ: الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ عَلاَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ».

۳۱۰.۳. وَبِهذَا الاْءِسْنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:
سَأَلْتُهُ عَنِ الاِسْمِ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ».

۳۱۱.۴. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «اسْمُ اللّه‏ِ غَيْرُهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ «شَيْءٍ» فَهُوَ مَخْلُوقٌ مَا خَلاَ اللّه‏َ، فَأَمَّا مَا عَبَّرَتْهُ الْأَلْسُنُ أَوْ عَمِلَتِ الْأَيْدِي، فَهُوَ مَخْلُوقٌ، وَاللّه‏ُ غَايَةُ مَنْ غَايَاهُ، وَالْمُغَيَّا غَيْرُ الْغَايَةِ، وَالْغَايَةُ مَوْصُوفَةٌ، وَكُلُّ مَوْصُوفٍ مَصْنُوعٌ، وَصَانِعُ الْأَشْيَاءِ غَيْرُ

1.. الإسراء ۱۷ : ۱۱۰.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16092
صفحه از 868
پرینت  ارسال به