177
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۳۰۴.۴. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «خَلَقَ اللّه‏ُ الْمَشِيئَةَ بِنَفْسِهَا، ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِالْمَشِيئَةِ».

۳۰۵.۵. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْمَشْرِقِيِّ حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ:
كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَوْلُ اللّه‏ِ تَبَارَكَ وَتَعَالى: «وَ مَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوى»۱ مَا ذلِكَ الْغَضَبُ؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: «هُوَ الْعِقَابُ يَا عَمْرُو؛ إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه‏َ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْءٍ إِلى شَيْءٍ، فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ، وَ إِنَّ اللّه‏َ تَعَالى لاَ يَسْتَفِزُّهُ۲ شَيْءٌ؛ فَيُغَيِّرَهُ».

۳۰۶.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:
فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ ـ الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام ـ فَكَانَ مِنْ سُؤالِهِ: أَنْ قَالَ لَهُ: فَلَهُ رِضا وَسَخَطٌ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «نَعَمْ، وَلكِنْ لَيْسَ ذلِكَ عَلى مَا يُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ؛ وَذلِكَ أَنَّ الرِّضَا حَالٌ تَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَتَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ أَجْوَفُ، مُعْتَمِلٌ۳، مُرَكَّبٌ، لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ مَدْخَلٌ، وَخَالِقُنَا لاَ مَدْخَلَ لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ وَاحِدٌ: وَاحِدِيُّ الذَّاتِ، وَاحِدِيُّ الْمَعْنى؛ فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ، وَسَخَطُهُ عِقَابُهُ، مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ يَتَدَاخَلُهُ؛ فَيُهَيِّجُهُ وَيَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ؛ لِأَنَّ ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْعَاجِزِينَ الْمُحْتَاجِينَ».

1.. طه ۲۰ : ۸۱ . و«هوى » أي هبط ، أو مات وهلك . اُنظر: لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۰ (هوا).

2.. قوله: «لايستفزّه» أي لايستخفّه ولا يُزعجه ، من استفزّه الخوف ، أي استخفّه وأزعجه . قال المجلسي في مرآة العقول ، ج۲، ص۲۰ : «وقيل : أي لايجده خاليا عمّا يكون قابلاً له فيغيّره للحصول له تغيرَ الصفة لموصوفها». وانظر : مفردات ألفاظ القرآن، ص ۶۳۵؛ القاموس المحيط ، ج ۱، ص ۷۱۶ فزّ.

3.. «معتمِل» ، إمّا بكسر الميم من اعتمل ، أي اضطرب في العمل. والمراد أنّ في صنعه اضطرابا ، أو أنّ له في عمله وإدراكاته اضطرابا ؛ أو من اعتمل ، بمعنى عمل بنفسه وأعمل رأيه وآلته . والمراد هنا أنّه يعمل بإعمال صفاته وآلاته . وإمّا بفتح الميم، بمعنى من عمل فيه غيره . والمراد أنّه مصنوع ركّب فيه الأجزاء والقوى. اُنظر : شرح صدر المتألّهين ، ج۳، ص۲۲۹؛ شرح المازندراني، ج۳، ص۳۵۸؛ الوافي، ج۲، ص۴۰۸؛ مرآة العقول ، ج۲ ، ص۲۱؛ شروح الكافي و الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۷۷۵؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۳۶۸ عمل.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
176

۱۴ ـ بَابُ الاْءِرَادَةِ أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ، وَ سَائِرِ صِفَاتِ‏الْفِعْلِ

۳۰۱.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ: لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ مُرِيداً؟ قَالَ: «إِنَّ الْمُرِيدَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ لِمُرَادٍ مَعَهُ، لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ عَالِماً قَادِراً، ثُمَّ أَرَادَ».

۳۰۲.۲. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: عِلْمُ اللّه‏ِ وَمَشِيئَتُهُ هُمَا مُخْتَلِفَانِ أَوْ مُتَّفِقَانِ؟
فَقَالَ: «الْعِلْمُ لَيْسَ هُوَ الْمَشِيئَةَ؛ أَ لاَ تَرى أَنَّكَ تَقُولُ: سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ شَاءَ اللّه‏ُ، وَلاَ تَقُولُ: سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ عَلِمَ اللّه‏ُ، فَقَوْلُكَ: «إِنْ شَاءَ اللّه‏ُ» دَلِيلٌ عَلى أَنَّهُ لَمْ يَشَأْ؛ فَإِذَا شَاءَ، كَانَ الَّذِي شَاءَ كَمَا شَاءَ، وَعِلْمُ اللّه‏ِ السَّابِقُ لِلْمَشِيئَةِ۱».

۳۰۳.۳. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام: أَخْبِرْنِي عَنِ الاْءِرَادَةِ مِنَ اللّه‏ِ وَمِنَ الْخَلْقِ؟
قَالَ: فَقَالَ: «الاْءِرَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ: الضَّمِيرُ وَمَا يَبْدُو لَهُمْ بَعْدَ ذلِكَ مِنَ الْفِعْلِ، وَأَمَّا مِنَ اللّه‏ِ تَعَالى، فَإِرَادَتُهُ إِحْدَاثُهُ لاَ غَيْرُ ذلِكَ؛ لِأَنَّهُ لاَ يُرَوِّي۲، وَلاَ يَهُمُّ۳، وَلاَ يَتَفَكَّرُ، وَهذِهِ ۱ / ۱۱۰
الصِّفَاتُ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ، وَهِيَ صِفَاتُ الْخَلْقِ؛ فَإِرَادَةُ اللّه‏ِ الْفِعْلُ لاَ غَيْرُ ذلِكَ؛ يَقُولُ لَهُ: «كُنْ» فَيَكُونُ بِلاَ لَفْظٍ، وَلاَ نُطْقٍ بِلِسَانٍ، وَلاَ هِمَّةٍ، وَلاَ تَفَكُّرٍ؛ وَلاَ كَيْفَ لِذلِكَ، كَمَا أَنَّهُ لاَ كَيْفَ لَهُ».

1.. اللام في «للمشيئة» بمعنى «على» كقوله تعالى: «يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ» . [الإسراء ۱۷ : ۱۰۷ و ۱۰۹].

2.. في شرح المازندراني ، ج۳ ، ص۳۵۰ : «لايروّي، أي لايفعل باستعمال الرويّة. يقال: روّيت في الأمر تروية ، أي نظرت فيه ولم أتعجّل . والاسم: الرَّوِيّة». وانظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۰ روي.

3.. «لايهمّ» أي لايقصد ولا يريد ولا يعزم عليه. والاسم: الهِمَّة . اُنظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۶۱.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13804
صفحه از 868
پرینت  ارسال به