175
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۳ ـ بَابٌ آخَرُ وَ هُوَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ

۲۹۹.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حَرِيزٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ:
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام أَنَّهُ قَالَ فِي صِفَةِ الْقَدِيمِ: «إِنَّهُ وَاحِدٌ، صَمَدٌ، أَحَدِيُّ الْمَعْنى۱، لَيْسَ بِمَعَانِي كَثِيرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ».
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، يَزْعُمُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّهُ يَسْمَعُ بِغَيْرِ الَّذِي يُبْصِرُ، وَيُبْصِرُ بِغَيْرِ الَّذِي يَسْمَعُ؟
قَالَ: فَقَالَ: «كَذَبُوا، وَأَلْحَدُوا، وَشَبَّهُوا، تَعَالَى اللّه‏ُ عَنْ ذلِكَ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ، يَسْمَعُ بِمَا يُبْصِرُ، وَيُبْصِرُ بِمَا يَسْمَعُ».
قَالَ: قُلْتُ: يَزْعُمُونَ أَنَّهُ بَصِيرٌ عَلى مَا يَعْقِلُونَهُ؟
قَالَ: فَقَالَ: «تَعَالَى اللّه‏ُ، إِنَّمَا يُعْقَلُ مَا كَانَ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِ وَلَيْسَ اللّه‏ُ كَذلِكَ».

۳۰۰.۲. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ:
۱ / ۱۰۹
فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ ـ الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام ـ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَ تَقُولُ: إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؟
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «هُوَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ، سَمِيعٌ بِغَيْرِ جَارِحَةٍ، وَبَصِيرٌ بِغَيْرِ آلَةٍ، بَلْ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ، وَيُبْصِرُ بِنَفْسِهِ، وَلَيْسَ قَوْلِي: إِنَّهُ سَمِيعٌ بِنَفْسِهِ أَنَّهُ شَيْءٌ وَالنَّفْسُ شَيْءٌ آخَرُ، وَلكِنِّي أَرَدْتُ عِبَارَةً عَنْ نَفْسِي؛ إِذْ كُنْتُ مَسْؤُولاً، وَإِفْهَاماً لَكَ؛ إِذْ كُنْتَ سَائِلاً، فَأَقُولُ: يَسْمَعُ بِكُلِّهِ لاَ أَنَّ كُلَّهُ لَهُ بَعْضٌ؛ لِأَنَّ الْكُلَّ لَنَا لَهُ بَعْضٌ، ولكِنْ أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ، وَالتَّعْبِيرَ عَنْ نَفْسِي، وَلَيْسَ مَرْجِعِي فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلاَّ إِلى أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ، بِلاَ اخْتِلاَفِ الذَّاتِ، وَلاَ اخْتِلاَفِ مَعْنىً».

1.. في شرح المازندراني ، ج۳، ص ۳۴۱ : «أحديّ المعنى : قد يراد به أنّه لايشاركه شيء في وجوده ووجوبه وربوبيّته وغيرها من الصفات الذاتيّة والفعليّة، وقد يراد ليس له صفات زائدة على ذاته. فعلى الأوّل قوله عليه‏السلام: «ليس بمعانٍ كثيرة مختلفة» تأسيس ، وعلى الثاني تفسير وتأكيد».


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
174

فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ عليه‏السلام: «لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ عَالِماً بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَشْيَاءَ كَعِلْمِهِ بِالْأَشْيَاءِ بَعْدَ مَا خَلَقَ الْأَشْيَاءَ».

۲۹۷.۵. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ:
۱ / ۱۰۸
كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ أَنَّ مَوَالِيَكَ۱ اخْتَلَفُوا فِي الْعِلْمِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ عَالِماً قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ نَقُولُ: لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ عَالِماً؛ لِأَنَّ مَعْنى «يَعْلَمُ» «يَفْعَلُ»۲، فَإِنْ أَثْبَتْنَا الْعِلْمَ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا فِي الْأَزَلِ مَعَهُ شَيْئاً، فَإِنْ رَأَيْتَ ـ جَعَلَنِيَ اللّه‏ُ فِدَاكَ ـ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِنْ ذلِكَ مَا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلاَ أَجُوزُهُ.
فَكَتَبَ بِخَطِّهِ عليه‏السلام: «لَمْ يَزَلِ اللّه‏ُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ».

۲۹۸.۶. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُكَّرَةَ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِي هَلْ كَانَ اللّه‏ُ ـ جَلَّ وَجْهُهُ ـ يَعْلَمُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَنَّهُ وَحْدَهُ؟ فَقَدِ اخْتَلَفَ مَوَالِيكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ كَانَ يَعْلَمُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئاً مِنْ خَلْقِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّمَا مَعْنى «يَعْلَمُ» «يَفْعَلُ»، فَهُوَ الْيَوْمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ غَيْرُهُ قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ، فَقَالُوا: إِنْ أَثْبَتْنَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَالِماً بِأَنَّهُ لاَ غَيْرُهُ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا مَعَهُ غَيْرَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي، أَنْ تُعَلِّمَنِي مَا لاَ أَعْدُوهُ إِلى غَيْرِهِ.
فَكَتَبَ عليه‏السلام: «مَا زَالَ اللّه‏ُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ».

1.. في شرح صدر المتألّهين ، ج۳، ص ۲۱۷ : «الموالي : جمع المولى . والمولى على وجوه : المعتِق ، والمعتَق ، وابن العمّ ، والناصر ، والجار ، والمتصرّف في أمر واحد . والمراد هنا الناصر ، فمعنى مواليك ، أي أنصارك وشيعتك» . وانظر الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۵۲۹؛ النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۲۷ ولي.

2.. قوله: «لأنّ معنى يعلم يفعل» ، قائله توهّم أنّ العالم من الصفات الفعليّة ، وتحقّق الصفات الفعليّة يقتضي أن يكون معه تعالى شيء. فمعنى يفعل أي يفعل العلم ويوجده ، باعتبار أنّ العلم إدراك والإدراك فعل ، أو أنّ العلم يستلزم الفعل؛ بناءً على أنّ العلم يقتضي المعلوم، فتحقّق العلم في الأزل يقتضي تحقّق المعلوم ، فيكون معه تعالى شيء . والإمام عليه‏السلام أبطل هذا القول بأنّ العلم في مقام الذات من صفات الذات . اُنظر : التعليقة للداماد ، ص ۲۴۱؛ شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۳۳۵؛ مرآة العقول ، ج ۲، ص ۱۱.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13741
صفحه از 868
پرینت  ارسال به