161
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الاِكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ، فَلاَ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا ۱ / ۹۷
مُؤمِنٌ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللّه‏َ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي مِنْ جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمَاناً، لَمْ تَخْلُ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ ـ الَّتِي مِنْ جِهَةِ الاِكْتِسَابِ ـ أَنْ تَزُولَ، وَ لاَ تَزُولُ فِي الْمَعَادِ، فَهذَا دَلِيلٌ عَلى أَنَّ اللّه‏َ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لاَ يُرى بِالْعَيْنِ؛ إِذِ الْعَيْنُ تُؤدِّي إِلى مَا وَصَفْنَاهُ».

۲۶۴.۴. وَعَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه‏السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤيَةِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ.
فَكَتَبَ عليه‏السلام: «لاَ تَجُوزُ الرُّؤيَةُ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ هَوَاءٌ يَنْفُذُهُ الْبَصَرُ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْهَوَاءُ عَنِ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ، لَمْ تَصِحَّ الرُّؤيَةُ، وَكَانَ فِي ذلِكَ الاِشْتِبَاهُ؛ لِأَنَّ الرَّائِيَ مَتى سَاوَى الْمَرْئِيَّ فِي السَّبَبِ الْمُوجِبِ بَيْنَهُمَا فِي الرُّؤيَةِ، وَجَبَ الاِشْتِبَاهُ، وَكَانَ ذلِكَ التَّشْبِيهَ؛ لِأَنَّ الْأَسْبَابَ لاَ بُدَّ مِنِ اتِّصَالِهَا بِالْمُسَبَّبَاتِ».

۲۶۵.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، أَيَّ شَيْءٍ تَعْبُدُ؟ قَالَ: «اللّه‏َ تَعَالى» قَالَ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: «بَلى، لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاْءِبْصَارِ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الاْءِيمَانِ، لاَ يُعْرَفُ بِالْقِيَاسِ، وَلاَ يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ، وَلاَ يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، مَوْصُوفٌ بِالاْيَاتِ، مَعْرُوفٌ بِالْعَلاَمَاتِ، لاَ يَجُورُ فِي حُكْمِهِ، ذلِكَ اللّه‏ُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ».
قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ».

۲۶۶.۶. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ۱ / ۹۸
أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «جَاءَ حِبْرٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ حِينَ عَبَدْتَهُ؟»


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
160

اللّه‏ِ بِأَمْرِ اللّه‏ِ، فَيَقُولُ: «لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ»، وَ «لاَ يُحِيطُونَ بِهِ‏عِلْماً»وَ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ‏ءٌ» ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي، وَأَحَطْتُ بِهِ عِلْماً، وَهُوَ عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ؟! أَمَا تَسْتَحُونَ؟ مَا قَدَرَتِ الزَّنَادِقَةُ أَنْ تَرْمِيَهُ بِهذَا أَنْ يَكُونَ يَأْتِي مِنْ عِنْدِ اللّه‏ِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ يَأْتِي بِخِلاَفِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ».
قَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَإِنَّهُ يَقُولُ: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى»۱؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِنَّ بَعْدَ هذِهِ الاْيَةِ مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى؛ حَيْثُ قَالَ: «ماكَذَبَ الفُؤ'c۷دُ ما رَأى»۲ يَقُولُ: مَا كَذَبَ فُؤادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا رَأى، فَقَالَ: «لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى»۳ فَآيَاتُ اللّه‏ِ غَيْرُ اللّه‏ِ، وَقَدْ قَالَ اللّه‏ُ: «وَلاَ يُحِيطُونَ‏بِهِ عِلْماً»۴ فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ، فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْعِلْمَ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ».
فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَاتِ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ، كَذَّبْتُهَا، وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لاَ يُحَاطُ بِهِ عِلْماً، وَ«لاَ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ» وَ «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ‏ءٌ%«$.

۲۶۳.۳. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَشْرَحَ لِي ذلِكَ.
فَكَتَبَ بِخَطِّهِ: «اتَّفَقَ الْجَمِيعُ ـ لاَ تَمَانُعَ بَيْنَهُمْ ـ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤيَةِ ضَرُورَةٌ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُرَى اللّه‏ُ بِالْعَيْنِ، وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ضَرُورَةً، ثُمَّ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِيمَاناً، أَوْ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ، فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمَاناً، فَالْمَعْرِفَةُ

1.. النجم ۵۳ : ۱۳.

2.. النجم ۵۳ : ۱۱.

3.. النجم ۵۳ : ۱۸.

4.. طه ۲۰ : ۱۱۰.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13898
صفحه از 868
پرینت  ارسال به