الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الاِكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ، فَلاَ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا ۱ / ۹۷
مُؤمِنٌ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي مِنْ جِهَةِ الرُّؤيَةِ إِيمَاناً، لَمْ تَخْلُ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ ـ الَّتِي مِنْ جِهَةِ الاِكْتِسَابِ ـ أَنْ تَزُولَ، وَ لاَ تَزُولُ فِي الْمَعَادِ، فَهذَا دَلِيلٌ عَلى أَنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لاَ يُرى بِالْعَيْنِ؛ إِذِ الْعَيْنُ تُؤدِّي إِلى مَا وَصَفْنَاهُ».
۲۶۴.۴. وَعَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليهالسلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤيَةِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ.
فَكَتَبَ عليهالسلام: «لاَ تَجُوزُ الرُّؤيَةُ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ هَوَاءٌ يَنْفُذُهُ الْبَصَرُ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْهَوَاءُ عَنِ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ، لَمْ تَصِحَّ الرُّؤيَةُ، وَكَانَ فِي ذلِكَ الاِشْتِبَاهُ؛ لِأَنَّ الرَّائِيَ مَتى سَاوَى الْمَرْئِيَّ فِي السَّبَبِ الْمُوجِبِ بَيْنَهُمَا فِي الرُّؤيَةِ، وَجَبَ الاِشْتِبَاهُ، وَكَانَ ذلِكَ التَّشْبِيهَ؛ لِأَنَّ الْأَسْبَابَ لاَ بُدَّ مِنِ اتِّصَالِهَا بِالْمُسَبَّبَاتِ».
۲۶۵.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ، أَيَّ شَيْءٍ تَعْبُدُ؟ قَالَ: «اللّهَ تَعَالى» قَالَ: رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: «بَلى، لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الاْءِبْصَارِ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الاْءِيمَانِ، لاَ يُعْرَفُ بِالْقِيَاسِ، وَلاَ يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ، وَلاَ يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، مَوْصُوفٌ بِالاْيَاتِ، مَعْرُوفٌ بِالْعَلاَمَاتِ، لاَ يَجُورُ فِي حُكْمِهِ، ذلِكَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ».
قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ».
۲۶۶.۶. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ۱ / ۹۸
أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام، قَالَ: «جَاءَ حِبْرٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليهالسلام، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ حِينَ عَبَدْتَهُ؟»