151
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَلَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلاَ كَيْفٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ «كَانَ»، وَلاَ كَانَ لِكَوْنِهِ كَوْنُ كَيْفٍ، وَلاَ كَانَ لَهُ أَيْنٌ، وَلاَ كَانَ فِي شَيْءٍ، وَلاَ كَانَ عَلى شَيْءٍ، وَلاَ ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ۱ مَكَاناً، وَلاَ قَوِيَ بَعْدَ مَا ۱ / ۸۹
كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ، وَلاَ كَانَ ضَعِيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً، وَلاَ كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئاً، وَلاَ يُشْبِهُ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَلاَ كَانَ خِلْواً مِنْ الْمُلْكِ قَبْلَ إِنْشَائِهِ، وَلاَ يَكُونُ مِنْهُ خِلْواً بَعْدَ ذَهَابِهِ، لَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلاَ حَيَاةٍ، وَمَلِكاً قَادِراً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً، وَمَلِكاً جَبَّاراً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ؛ فَلَيْسَ لِكَوْنِهِ كَيْفٌ، وَلاَ لَهُ أَيْنٌ، وَلاَ لَهُ حَدٌّ، وَلاَ يُعْرَفُ بِشَيْءٍ يُشْبِهُهُ، وَلاَ يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ، وَلاَ يَصْعَقُ۲ لِشَيْءٍ، بَلْ لِخَوْفِهِ تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا، كَانَ حَيّاً بِلاَ حَيَاةٍ حَادِثَةٍ، وَلاَ كَوْنٍ مَوْصُوفٍ، وَلاَ كَيْفٍ مَحْدُودٍ، وَلاَ أَيْنٍ مَوْقُوفٍ عَلَيْهِ، وَلاَ مَكَانٍ جَاوَرَ شَيْئاً، بَلْ حَيٌّ يُعْرَفُ، وَمَلِكٌ لَمْ يَزَلْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْمُلْكُ، أَنْشَأَ مَا شَاءَ حِينَ شَاءَ بِمَشِيئَتِهِ، لاَ يُحَدُّ، وَلاَ يُبَعَّضُ، وَلاَ يَفْنى، كَانَ أَوَّلاً بِلاَ كَيْفٍ، وَيَكُونُ آخِراً بِلاَ أَيْنٍ، وَ«كُلُّ شَىْ‏ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ»۳، «لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللّه‏ُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»۴.
وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ، إِنَّ رَبِّي لاَ تَغْشَاهُ الْأَوْهَامُ۵، وَلاَ تَنْزِلُ بِهِ الشُّبُهَاتُ، وَلاَ يَحَارُ مِنْ شَيْءٍ، وَلاَ يُجَاوِزُهُ شَيْءٌ، وَلاَ يَنْزِلُ بِهِ الْأَحْدَاثُ، وَلاَ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ، وَلاَ يَنْدَمُ عَلى شَيْءٍ، وَ«لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ»۶، «لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَاتَحْتَ الثَّرى»۷».

1.. المكان الأوّل إمّا مصدر ، والمراد : أنّه ما أوجد لكونه مكانا ، أو لم يجعل لمرتبة جلاله مكانا يحصره ، وحدّا يحدّه ؛ وإمّا بمعنى المنزلة ؛ وإمّا بمعناه المعروف ، والمراد : ليس له مكان عرفي ليكون مكانا له ؛ إذ يكون الكلام لدفع توهّم أنّ له مكانا بأنّه ليس لمكانه المزعوم وهو مخلوق مكان ، فالخالق أولى بعدمه . و في التوحيد ، ص ۱۷۳ : «لكونه» بدل «لمكانه» . اُنظر : التعليقة للداماد ، ص ۲۱۰؛ شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۱۵۲ ؛ مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۳۱۰.

2.. «لا يصعق لشيءٍ» : أي لايموت ، أو لا يُغشى عليه للخوف من شيء؛ من «الصَعْق» وهو ما يُغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربّما مات منه، ثمّ استعمل في الموت كثيرا . اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۲ صعق.

3.. القصص ۲۸ : ۸۸ .

4.. الأعراف ۷ : ۵۴ .

5.. «لاتغشاه الأوهام» أي لاتجيئه ولا تلابسه ولا تحيط به . اُنظر : النهاية، ج ۳ ، ص ۳۶۹ غشو.

6.. البقرة ۲ : ۲۵۵.

7.. طه ۲۰ : ۶ .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
150

۶ ـ بَابُ الْكَوْنِ وَالْمَكَانِ

۲۳۸.۱. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه‏ِ مَتى كَانَ؟ فَقَالَ: «مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى أُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزَالُ فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً».

۲۳۹.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‏السلام مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ، فَقَالَ: إِنِّي أَسأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي، قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «سَلْ عَمَّا شِئْتَ».
فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ ؟ وَكَيْفَ كَانَ؟ وَعَلى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ؟
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِنَّ اللّه‏َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلاَ أَيْنٍ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلاَ كَيْفٍ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ».
فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّه‏ُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّه‏ِ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِمْ.

۲۴۰.۳. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَن الْقَاسِمِ بْنِ مَحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‏السلام، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟
فَقَالَ: «وَيْلَكَ، إِنَّمَا يُقَالُ لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ: مَتى كَانَ؛ إِنَّ رَبِّي ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ كَانَ

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13717
صفحه از 868
پرینت  ارسال به