15
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

۱۱. يرى مشهور علماء الأخباريين من الشيعة أنّ جميع روايات الكافي إمّا قطعية الصدور أو معتبرة، وتعرّضت هذه الرؤة إلى نقد ونقض المجتهدين والأُصوليين الذين يصرّون على دراسة جميع النصوص الروائية ومنها روايات كتاب الكافي.

۱۲. إنّ جملة «الكافي كافٍ لشيعتنا» التي شاعت في القرون الأخيرة مصوِّرةً عرضَ الكتاب على الإمام المهدي المنتظر عليه‏السلام، ليس لها أيّ دليل تستند إليه۱، كما لايوجد دليل أيضاً يؤّد عرض كتاب الكافي على الإمام عليه‏السلام ووكلائه الخاصّين، فالأجواء السياسية لمدينة بغداد وطريقة التعامل الاجتماعي للوكلاء آنذاك، لا تقتضي عرض كتاب كبير كالكافي على الإمام أو وكلائه.

۱۳. منهج الكليني في نقل أسانيد الروايات في كتاب الكافي يتلخّص في نقل جميع سلسلة السند، إلاّ في بعض الموارد التي يعدل فيها عن المنهج المومأ إليه.

۱۴. تمتاز أسانيد روايات الكافي بدقّة عالية، وتتعلّق أسانيد بعضها أحياناً بما قبلها من الأحاديث۲، وأحياناً أُخرى يتّبع التحويل في الأسانيد۳؛ ولهذا تحتاج المعرفة التامّة لهذه الأسانيد إلى تخصّص وخبرة، وقد عَيَّنت طبعة دار الحديث موارد التعليق والتحويل في الأسانيد.

۱۵. اكتفى الكليني في الكافي بنقل الروايات عادة، ولكن أضاف في مواضع قليلة توضيحات له أو لآخرين، مثلما فعل في تفسير كلمة «الصمد».۴

۱۶. قلّما ضمّ كتاب الكافي أخباراً لغير المعصومين عليهم‏السلام.

1.. أشار إلى ذلك المحدّث النوري في خاتمة المستدرك : ج ۳ ص ۴۷۰ واعتبر تلك الجملة خاطئة، ونُسب هذا القول في بعض المصادر ـ مثل نهاية الدراية : ص ۵۴۰ ـ إلى الملاّ خليل القزويني .

2.. عندما يشتمل سند حديثين أو بضعة أحاديث على أشخاص مشتركين في بدايته، فيُحذف المشتركون من السند الثاني، ويُعتبر هذا السند كسابقه، وهو ما يُسمى بتعليق السند.

3.. إذا احتوى حديث على أكثر من سند، فيذكر القسم المشترك من السند، ثم ينتقل إلى السند الآخر مراعاة للاختصار، ويُسمّى هذا الانتقال بالحيلولة أو التحويل.

4.. راجع : ج ۱ ص ۱۹۴ المصمود .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
14

وأخلاقية واجتماعية وتاريخية بجانب الأحاديث الفقهية، وهو ما أشار إليه الكليني في مقدّمة الكافي بأنّ هذا الكتاب يشتمل على «جميع فنون الدين».۱

۸. اشتهر القسم الأوّل من الكتاب بـ «أُصول الكافي»، ويتضمّن أبواب: العقل، والعلم، والتوحيد، والحجّة (الرسول والإمام)، والإيمان، والكفر (الفضائل والرذائل الأخلاقية)، والدعاء، والقرآن، والعشرة.

ويرتبط أغلب كتاب الحجّة ببحث الإمامة، والأدلّة العامّة والخاصّة لها، وأئمّة الشيعة وتاريخهم. وأُخرجت البحوث المتعلّقة بالخمس من قسم الفقه، وأُدخلت في ضمن بحوث الإمامة؛ لأنّ الخمس من شؤنها.

۹. ذكر ثقة الإسلام الكليني أنّ اختيار الروايات الصحيحة مطابق لمعايير قدماء الإمامية، ومقبولية كتاب الكافي لدى علماء ذلك الزمن تكشف عن اعتبار رواياته من منظار حوزة قم الحديثية۲، لكنّ هذا القول لايعني أنّ تمام أحاديثه حجّة؛ لأنّ هناك ملاكات ومعايير أُخرى في حجّية الرواية تسترعي الاهتمام ولاسيما عند تعارض الروايات.

۱۰. يرى مشهور علماء الشيعة وبخاصّة المتأخّرون والمعاصرون أنّ أحاديث كتاب الكافي تحتاج أيضاً إلى تقييم لاعتبارها من حيث السند والمحتوى، فعلى الرغم من أنّ هذا الكتاب يتربّع على قمّة المصادر الحديثية، إلاّ أنّ رواياته تحتاج ـ كأيّ كتاب آخر ـ إلى دراسة لأسانيدها ومحتوياتها.

1.. راجع مقدّمة الكتاب نفسه .

2.. تفترق طريقة القدماء في تقييم الروايات ونقلها والحكم باعتبارها مع طريقة المتأخّرين؛ ولهذا سيختلف اعتبار روايات الكافي بناء على أُسس المتأخّرين مع وجهة نظر ثقة الإسلام الكليني. ويقصد القدماء من «الحديث الصحيح» هو ما ثبت صدوره عن المعصوم عليه‏السلام سواء كان سنده صحيحاً وفقاً لمعيار المتأخّرين أو لم يكن؛ ولذلك يعتبرون الحديث المرسل صحيحاً أحياناً، كما تعتبر صحيحة أيضاً الأحاديث المشتملة أسانيدها على راوٍ غير إمامي، ونماذج كلا المجموعتين موجودة في كتاب الكافي، وهاتان المجموعتان هي من الأحاديث غير الصحيحة اصطلاحاً استناداً إلى معايير المتأخّرين .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15786
صفحه از 868
پرینت  ارسال به