147
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: اعْرِفُوا اللّه‏َ بِاللّه‏ِ، وَالرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ، وَأُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالْعَدْلِ وَالاْءِحْسَانِ».
وَ مَعْنى قَوْلِهِ عليه‏السلام: «اعْرِفُوا اللّه‏َ بِاللّه‏ِ» يَعْنِي أَنَّ اللّه‏َ خَلَقَ الْأَشْخَاصَ وَالْأَنْوَارَ وَالْجَوَاهِرَ وَالْأَعْيَانَ، فَالْأَعْيَانُ: الْأَبْدَانُ، وَالْجَوَاهِرُ: الْأَرْوَاحُ، وَهُوَ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ لاَ يُشْبِهُ جِسْماً وَلاَ رُوحاً، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِي خَلْقِ الرُّوحِ الْحَسَّاسِ الدَّرَّاكِ أَمْرٌ وَلاَ سَبَبٌ، هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ، فَإِذَا نَفى عَنْهُ الشَّبَهَيْنِ: شَبَهَ الْأَبْدَانِ، وَشَبَهَ الْأَرْوَاحِ، فَقَدْ عَرَفَ اللّه‏َ بِاللّه‏ِ، وَإِذَا شَبَّهَهُ بِالرُّوحِ أَوِ الْبَدَنِ أَوِ النُّورِ، فَلَمْ يَعْرِفِ اللّه‏َ بِاللّه‏ِ.

۲۳۰.۲. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ أَبِي رُبَيْحَةَ مَوْلى رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قَالَ:
۱ / ۸۶
سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ». قِيلَ: وَكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «لاَ يُشْبِهُهُ صُورَةٌ، وَلاَ يُحَسُّ بِالْحَوَاسِّ، وَلاَ يُقَاسُ بِالنَّاسِ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ، بَعِيدٌ فِي قُرْبِهِ، فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ يُقَالُ: شَيْءٌ فَوْقَهُ، أَمَامَ كُلِّ شَيْءٍ، وَلاَ يُقَالُ: لَهُ أَمَامٌ، دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لاَ كَشَيْءٍ دَاخِلٍ فِي شَيْءٍ، وَخَارِجٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ لاَ كَشَيْءٍ خَارِجٍ مِنْ شَيْءٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذَا وَلاَ هكَذَا غَيْرُهُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ مُبْتَدَأٌ».

۲۳۱.۳. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: إِنِّي نَاظَرْتُ قَوْماً، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ اللّه‏َ ـ جَلَّ جَلاَلُهُ ـ أَجَلُّ وَأَعَزُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ، بَلِ الْعِبَادُ يُعْرَفُونَ بِاللّه‏ِ، فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللّه‏ُ».

۴ ـ بَابُ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ

۲۳۲.۱. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللّه‏ِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْهَمْدَانِيِّ جَمِيعاً، عَنِ


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
146

قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَقَدْ حَدَدْتَهُ إِذْ أَثْبَتَّ وُجُودَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِاللّه‏ِ عليه‏السلام: «لَمْ أَحُدَّهُ، وَلكِنِّي أَثْبَتُّهُ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ النَّفْيِ وَالاْءِثْبَاتِ مَنْزِلَةٌ».
قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَلَهُ إِنِّيَّةٌ وَمَائِيَّةٌ؟
قَالَ: «نَعَمْ، لاَ يُثْبَتُ الشَّيْءُ إِلاَّ بِإِنِّيَّةٍ وَمَائِيَّةٍ».
قَالَ لَهُ السَّائِلُ: فَلَهُ كَيْفِيَّةٌ؟
۱ / ۸۵
قَالَ: «لاَ؛ لِأَنَّ الْكَيْفِيَّةَ جِهَةُ الصِّفَةِ وَالاْءِحَاطَةِ، وَلكِنْ لاَبُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ جِهَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ؛ لِأَنَّ مَنْ نَفَاهُ، فَقَدْ أَنْكَرَهُ وَدَفَعَ رُبُوبِيَّتَهُ وَأَبْطَلَهُ، وَمَنْ شَبَّهَهُ بِغَيْرِهِ، فَقَدْ أَثْبَتَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْمَصْنُوعِينَ الَّذِينَ لاَ يَسْتَحِقُّونَ الرُّبُوبِيَّةَ، وَلكِنْ لاَ بُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ أَنَّ لَهُ كَيْفِيَّةً لاَ يَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ، وَلاَ يُشَارَكُ فِيهَا، وَلاَ يُحَاطُ بِهَا، وَلاَ يَعْلَمُهَا غَيْرُهُ».
قَالَ السَّائِلُ: فَيُعَانِي الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ ؟
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «هُوَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُعَانِيَ الْأَشْيَاءَ بِمُبَاشَرَةٍ وَمُعَالَجَةٍ؛ لِأَنَّ ذلِكَ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ الَّذِي لاَ تَجِيءُ الْأَشْيَاءُ لَهُ إِلاَّ بِالْمُبَاشَرَةِ وَالْمُعَالَجَةِ وَهُوَ مُتَعَالٍ، نَافِذُ الاْءِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ، فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ».

۲۲۸.۷. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، قَالَ:
سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‏السلام: أَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللّه‏َ شَيْءٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ: حَدِّ التَّعْطِيلِ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ».

۳ ـ بَابُ أَنَّهُ لاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ

۲۲۹.۱. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ:

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16178
صفحه از 868
پرینت  ارسال به