لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ صَلاَحِهَا، وَلاَ دَخَلَ فِيهَا مُفْسِدٌ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا، لاَ يُدْرى لِلذَّكَرِ خُلِقَتْ أَمْ لِلْأُنْثى، تَنْفَلِقُ۱ عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِيسِ، أَتَرى لَهَا مُدَبِّراً؟».
قَالَ: فَأَطْرَقَ۲ مَلِيّاً۳، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ إِمَامٌ وَحُجَّةٌ مِنَ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَأَنَا تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ.
۲۲۰.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ:
عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ الَّذِي أَتى أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام: «لاَ يَخْلُو قَوْلُكَ: «إِنَّهُمَا اثْنَانِ» مِنْ أَنْ يَكُونَا قَدِيمَيْنِ قَوِيَّيْنِ، أَوْ يَكُونَا ۱ / ۸۱
ضَعِيفَيْنِ، أَوْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّاً وَالاْخَرُ ضَعِيفاً، فَإِنْ كَانَا قَوِيَّيْنِ، فَلِمَ لاَ يَدْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَيَتَفَرَّدَ بِالتَّدْبِيرِ؟ وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِيٌّ، وَالاْخَرَ ضَعِيفٌ، ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ كَمَا نَقُولُ؛ لِلْعَجْزِ الظَّاهِرِ فِي الثَّانِي.
فَإِنْ قُلْتَ: إِنَّهُمَا اثْنَانِ، لَمْ يَخْلُ مِنْ أَنْ يَكُونَا مُتَّفِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، أَوْ مُفْتَرِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً، وَالْفَلَكَ جَارِياً، وَالتَّدْبِيرَ وَاحِداً، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، دَلَّ صِحَّةُ الْأَمْرِ وَالتَّدْبِيرِ، وَائْتِلاَفُ الْأَمْرِ عَلى أَنَّ الْمُدَبِّرَ وَاحِدٌ.
ثُمَّ يَلْزَمُكَ ـ إِنِ ادَّعَيْتَ اثْنَيْنِ ـ فُرْجَةٌ مَّا بَيْنَهُمَا حَتّى يَكُونَا اثْنَيْنِ، فَصَارَتِ الْفُرْجَةُ ثَالِثاً بَيْنَهُمَا، قَدِيماً مَعَهُمَا، فَيَلْزَمُكَ ثَلاَثَةٌ، فَإِنِ ادَّعَيْتَ ثَلاَثَةً، لَزِمَكَ مَا قُلْتُ فِي الاِثْنَيْنِ حَتّى يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرْجَةٌ، فَيَكُونُوا خَمْسَةً، ثُمَّ يَتَنَاهى فِي الْعَدَدِ إِلى مَا لاَ نِهَايَةَ لَهُ فِي الْكَثْرَةِ».
1.. «تنفلق» أي تنشقّ ، ضُمّن معنى الكشف فعدّي بعن، أي تنشقّ كاشفة عن حيوان له ألوان الطواويس . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۵۴؛ الوافي ، ج ۱، ص ۳۲۲.
2.. في بعض النسخ : + «رأسه». و«أطرق الرجل» أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض . فالمعنى : سكت ناظرا إلى الأرض . اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ طرق.
3.. «المَلِيّ» : الطائفة من الزمان لاحدّ لها . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ملو.