141
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ صَلاَحِهَا، وَلاَ دَخَلَ فِيهَا مُفْسِدٌ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا، لاَ يُدْرى لِلذَّكَرِ خُلِقَتْ أَمْ لِلْأُنْثى، تَنْفَلِقُ۱ عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِيسِ، أَتَرى لَهَا مُدَبِّراً؟».
قَالَ: فَأَطْرَقَ۲ مَلِيّاً۳، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّه‏ُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ إِمَامٌ وَحُجَّةٌ مِنَ اللّه‏ِ عَلى خَلْقِهِ، وَأَنَا تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ.

۲۲۰.۶. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ:
عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ الَّذِي أَتى أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «لاَ يَخْلُو قَوْلُكَ: «إِنَّهُمَا اثْنَانِ» مِنْ أَنْ يَكُونَا قَدِيمَيْنِ قَوِيَّيْنِ، أَوْ يَكُونَا ۱ / ۸۱
ضَعِيفَيْنِ، أَوْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّاً وَالاْخَرُ ضَعِيفاً، فَإِنْ كَانَا قَوِيَّيْنِ، فَلِمَ لاَ يَدْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَيَتَفَرَّدَ بِالتَّدْبِيرِ؟ وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِيٌّ، وَالاْخَرَ ضَعِيفٌ، ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ كَمَا نَقُولُ؛ لِلْعَجْزِ الظَّاهِرِ فِي الثَّانِي.
فَإِنْ قُلْتَ: إِنَّهُمَا اثْنَانِ، لَمْ يَخْلُ مِنْ أَنْ يَكُونَا مُتَّفِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، أَوْ مُفْتَرِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً، وَالْفَلَكَ جَارِياً، وَالتَّدْبِيرَ وَاحِداً، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، دَلَّ صِحَّةُ الْأَمْرِ وَالتَّدْبِيرِ، وَائْتِلاَفُ الْأَمْرِ عَلى أَنَّ الْمُدَبِّرَ وَاحِدٌ.
ثُمَّ يَلْزَمُكَ ـ إِنِ ادَّعَيْتَ اثْنَيْنِ ـ فُرْجَةٌ مَّا بَيْنَهُمَا حَتّى يَكُونَا اثْنَيْنِ، فَصَارَتِ الْفُرْجَةُ ثَالِثاً بَيْنَهُمَا، قَدِيماً مَعَهُمَا، فَيَلْزَمُكَ ثَلاَثَةٌ، فَإِنِ ادَّعَيْتَ ثَلاَثَةً، لَزِمَكَ مَا قُلْتُ فِي الاِثْنَيْنِ حَتّى يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرْجَةٌ، فَيَكُونُوا خَمْسَةً، ثُمَّ يَتَنَاهى فِي الْعَدَدِ إِلى مَا لاَ نِهَايَةَ لَهُ فِي الْكَثْرَةِ».

1.. «تنفلق» أي تنشقّ ، ضُمّن معنى الكشف فعدّي بعن، أي تنشقّ كاشفة عن حيوان له ألوان الطواويس . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۵۴؛ الوافي ، ج ۱، ص ۳۲۲.

2.. في بعض النسخ : + «رأسه». و«أطرق الرجل» أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض . فالمعنى : سكت ناظرا إلى الأرض . اُنظر : الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۱۵ طرق.

3.. «المَلِيّ» : الطائفة من الزمان لاحدّ لها . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۶۳ ملو.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
140

مِنْهَا قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ لاَ تَصْغُرُ الدُّنْيَا وَلاَ تَكْبُرُ الْبَيْضَةُ».۱
فَأَكَبَّ۲ هِشَامٌ عَلَيْهِ، وَقَبَّلَ يَدَيْهِ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَ: حَسْبِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللّه‏ِ، وَانْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ، وَغَدَا عَلَيْهِ۳ الدَّيَصَانِيُّ، فَقَالَ لَهُ: يَا هِشَامُ، إِنِّي جِئْتُكَ مُسَلِّماً، وَلَمْ أَجِئْكَ مُتَقَاضِياً لِلْجَوَابِ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ مُتَقَاضِياً، فَهَاكَ۴ الْجَوَابَ.
فَخَرَجَ الدَّيَصَانِيُّ عَنْهُ حَتّى أَتى بَابَ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا قَعَدَ، قَالَ لَهُ: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «مَا اسْمُكَ؟» فَخَرَجَ عَنْهُ، وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: كَيْفَ لَمْ تُخْبِرْهُ بِاسْمِكَ؟ قَالَ: لَوْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ: عَبْدُ اللّه‏ِ، كَانَ يَقُولُ: مَنْ هذَا الَّذِي أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ؟ فَقَالُوا لَهُ: عُدْ إِلَيْهِ، وَقُلْ ۱ / ۸۰
لَهُ: يَدُلُّكَ عَلى مَعْبُودِكَ، وَلاَ يَسْأَلُكَ عَنِ اسْمِكَ.
فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي، وَلاَ تَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «اجْلِسْ» وَإِذَا غُلاَمٌ لَهُ صَغِيرٌ، فِي كَفِّهِ بَيْضَةٌ يَلْعَبُ بِهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «نَاوِلْنِي يَا غُلاَمُ الْبَيْضَةَ»، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «يَا دَيَصَانِيُّ، هذَا حِصْنٌ مَكْنُونٌ، لَهُ جِلْدٌ غَلِيظٌ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ الْغَلِيظِ جِلْدٌ رَقِيقٌ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِيقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ، وَفِضَّةٌ ذَائِبَةٌ، فَلاَ الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ، وَلاَ الفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ، فَهِيَ عَلى حَالِهَا،

1.. في الوافي ، ج۱ ، ص۳۲۱ : «هذه مجادلة بالتي هي أحسن وجواب جدليّ مسكت يناسب فهم السائل ، وقد صدر مثله عن أبي الحسن الرضا عليه‏السلام ... والجواب البرهاني أن يقال : إنّ عدم تعلّق قدرته تعالى على ذلك ليس من نقصان في قدرته سبحانه ولا لقصور في عمومها وشمولها كلّ شيء ، بل إنّما ذاك من نقصان المفروض وامتناعه الذاتي وبطلانه الصرف وعدم حظّه من الشيئيّة ، كما أشار إليه أميرالمؤمنين عليه‏السلامفي ما رواه الصدوق أيضا» . وللمزيد اُنظر: التعليقة للداماد ، ص۱۸۲؛ شرح صدر المتألّهين ، ج۳ ، ص۲۹؛ شرح المازندراني ، ج۳ ، ص۴۸ ـ ۴۹؛ الوافي ، ج۱ ، ص۳۲۱ ـ ۳۲۲؛ مرآة العقول ، ج۱ ، ص۲۵۸؛ وسائر شروح الكافي .

2.. «فأكبّ عليه» أي أقبل إليه ، أو ألقى نفسه عليه. اُنظر : الصحاح ، ج ۱، ص ۲۰۷ كبب.

3.. «غدا عليه» أي : جاءه غَدْوَةً ، وهي أوّل النهار ؛ أو هي ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس ، ثمّ عمّ . اُنظر : النهاية ، ج ۳، ص ۳۴۶.

4.. «ها ، هاءْ ، هاءَ ، هاك» كلّها اسم فعل بمعنى خُذ . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۳، ص ۴۸.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16640
صفحه از 868
پرینت  ارسال به