139
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الْمَكَارِهِ عَنْهُ، وَجَرِّ الْمَنْفَعَةِ إِلَيْهِ، عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا الْبُنْيَانِ بَانِياً، فَأَقْرَرْتُ بِهِ؛ مَعَ مَا أَرى ـ ۱ / ۷۹
مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَكِ بِقُدْرَتِهِ، وَإِنْشَاءِ السَّحَابِ، وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ، وَمَجْرَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ، وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الاْيَاتِ الْعَجِيبَاتِ الْمُبَيِّنَاتِ ـ عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا مُقَدِّراً وَمُنْشِئاً».

۲۱۹.۵. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
إِنَّ عَبْدَ اللّه‏ِ الدَّيَصَانِيَّ۱ سَأَلَ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ، فَقَالَ لَهُ: أَلَكَ رَبٌّ؟ فَقَالَ: بَلى، قَالَ: أَقَادِرٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَادِرٌ قَاهِرٌ، قَالَ: يَقْدِرُ أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ، لاَ تَكْبُرُ الْبَيْضَةُ وَلاَ تَصْغُرُ الدُّنْيَا؟ قَالَ هِشَامٌ: النَّظِرَةَ۲، فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَنْظَرْتُكَ حَوْلاً، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ.
فَرَكِبَ هِشَامٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللّه‏ِ، أَتَانِي عَبْدُ اللّه‏ِ الدَّيَصَانِيُّ بِمَسْأَلَةٍ لَيْسَ الْمُعَوَّلُ۳ فِيهَا إِلاَّ عَلَى اللّه‏ِ وَعَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «عَمَّا ذَا سَأَلَكَ؟» فَقَالَ: قَالَ لِي: كَيْتَ۴ وَكَيْتَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «يَا هِشَامُ، كَمْ حَوَاسُّكَ؟» قَالَ: خَمْسٌ، قَالَ: «أَيُّهَا أَصْغَرُ؟» قَالَ: النَّاظِرُ، قَالَ: «وَكَمْ قَدْرُ النَّاظِرِ؟» قَالَ: مِثْلُ الْعَدَسَةِ أَوْ أَقَلُّ مِنْهَا، فَقَالَ لَهُ: «يَا هِشَامُ، فَانْظُرْ أَمَامَكَ وَفَوْقَكَ وَأَخْبِرْنِي بِمَا تَرى» فَقَالَ: أَرى سَمَاءً وَأَرْضاً وَدُوراً وَقُصُوراً وَبَرَارِيَ وَجِبَالاً وَأَنْهَاراً، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام: «إِنَّ الَّذِي قَدَرَ أَنْ يُدْخِلَ الَّذِي تَرَاهُ الْعَدَسَةَ أَوْ أَقَلَّ

1.. «الدَيَصاني» : منسوب إلى الدَيَصان . وهو مصدر داص يديص ، أي زاغ وحاد ومال. ومعناه الملحد؛ لميله عن الدين بعد أن كان فيه؛ إذ هو من تلامذة الحسن البصري ، مال عن الدين؛ لعدم قدرة اُستاذه على حلّ الشبهات.
قال المحقّق الشعراني : هذا غير مطابق للواقع ، والصحيح أنّ الديصانيّة كانوا قوما من الزنادقة القائلين بالنور والظلمة ، وأنّ دَيَصان اسم رئيسهم مثل «ماني» . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۴۰ ديص؛ شرح صدر المتألّهين ، ج۳ ، ص ۲۸؛ شرح المازندراني ، ج ۳، ص ۴۶؛ مرآة العقول ، ج ۱، ص ۲۵۶.

2.. «النَظِرة» : المهلة والتأخير . وهو منصوب بفعل مقدّر . اُنظر : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۳۱ نظر.

3.. «المعوّل»: المستغاث والمستعان . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۸۳ عول.

4.. «كيت وكيت» ، هي كناية عن الأمر، نحو كذا وكذا. النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۱۶ كيت.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
138

فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْكَرِيمِ عَلى مَنْ مَعَهُ، فَقَالَ: وَجَدْتُ فِي قَلْبِي حَزَازَةً۱ فَرُدُّونِي، فَرَدُّوهُ، فَمَاتَ لاَ رَحِمَهُ اللّه‏ُ.

۲۱۸.۴. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ الرَّازِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدٍ الدِّينَوَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه‏ِ الْخُرَاسَانِيِّ خَادِمِ الرِّضَا عليه‏السلام، قَالَ:
دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‏السلام وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «أَيُّهَا الرَّجُلُ، أَ رَأَيْتَ، إِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَكُمْ ـ وَلَيْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُونَ ـ أَ لَسْنَا وَإِيَّاكُمْ شَرَعاً سَوَاءً، لاَ يَضُرُّنَا مَا صَلَّيْنَا وَصُمْنَا، وَزَكَّيْنَا وَأَقْرَرْنَا؟» فَسَكَتَ الرَّجُلُ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَنَا ـ وَهُوَ قَوْلُنَا ـ أَلَسْتُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ وَنَجَوْنَا؟». فَقَالَ: رَحِمَكَ اللّه‏ُ، أَوْجِدْنِي۲ كَيْفَ هُوَ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟
فَقَالَ: «وَيْلَكَ، إِنَّ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ غَلَطٌ؛ هُوَ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلاَ أَيْنٍ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلاَ كَيْفٍ، فَلاَ يُعْرَفُ بِالْكَيْفُوفِيَّةِ، وَلاَ بِأَيْنُونِيَّةٍ، وَلاَ يُدْرَكُ بِحَاسَّةٍ، وَلاَ يُقَاسُ بِشَيْءٍ».
فَقَالَ الرَّجُلُ: فَإِذاً إِنَّهُ لاَ شَيْءَ إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «وَيْلَكَ، لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّكَ عَنْ إِدْرَاكِهِ، أَنْكَرْتَ رُبُوبِيَّتَهُ، وَنَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاكِهِ، أَيْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا بِخِلاَفِ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ».
قَالَ الرَّجُلُ: فَأَخْبِرْنِي مَتى كَانَ؟ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «أَخْبِرْنِي مَتى لَمْ يَكُنْ؛ فَأُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟» قَالَ الرَّجُلُ: فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‏السلام: «إِنِّي لَمَّا نَظَرْتُ إِلى جَسَدِي، وَلَمْ يُمْكِنِّي فِيهِ زِيَادَةٌ وَلاَ نُقْصَانٌ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ، وَدَفْعِ

1.. «الحزازة»: وجعٌ في القلب من غيظ ونحوه . الصحاح ، ج ۳، ص ۸۷۳ حزز.

2.. «الإيجاد» : الإظفار . يقال: أوجده اللّه‏ُ مطلوبه ، أي أظفره به . والمعنى : أظفرني بمطلوبي ، وأوصلني إليه ، وهو أنّه كيف هو وأين هو ، يعني بيّن لي كيفيّته ، وأظهر لي مكانه . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۵۴۷ وجد؛ شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۳۷.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16787
صفحه از 868
پرینت  ارسال به