13
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

الصحيحة، يرتكز عليها أُسسه، ويطابق أُسلوب التقييم للأحاديث المعتبرة بمدرسة قم الروائية في زمانه، فذكر أنّ كتابه يشتمل على«الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم‏السلام)۱، ممّا يُعرب عن منهجه في اختيار الأحاديث الصحيحة.

۳. ذكر النجاشي رحمه‏الله أنّ تأليف كتاب الكافي استمرّ مدّة زمنية طويلة امتدّت إلى عشرين عاماً۲، ويبدو أنّه قصد مجموع الزمن المستغرق من بداية جمع الأحاديث إلى نهاية تأليف الكتاب، وهذا الزمن الطويل يدلّ على عمق فقه الحديث لدى الكليني في تنسيق الروايات، ووضع كلّ منها في موضعه المناسب، كما أنّ تأليف وتصنيف الكافي يفصح عن مساعيه لتسجيل النصوص الحديثية والإجابة عن الأسئلة الدينية.

۴. سعى ثقة الإسلام الكليني إلى الابتعاد عن نقل الروايات المتعارضة، واكتفى بجمع الأحاديث المرجّحة، وفي بعض الموارد ينتقي مجموعة بمعيار التخيير، فعند اختلاف مضامين ما بيده من روايات يعتمد ثلاثة معايير: موافقة القرآن، ومخالفة العامّة، والتوافق مع الإجماع.۳

وفي حالة عدم إمكان الترجيح يتّخذ طريقة التخيير في اصطفاء الروايات، ويستند إلى رواية: «بأيّما أخذتم من باب التسليم وسعكم».۴

۵. ضمّ كتاب الكافي ۱۵۴۱۳ رواية وفقاً للنسخة التي حقّقتها مؤّسة دار الحديث، و۱۸۸۶۳ سنداً۵، فيحتوي حديث واحد أحياناً على سندين أو ثلاثة، وهذا يكشف عن تمكّن الكليني من مصادر متعدّدة، وامتلاكه طريقاً إلى أساتذة عديدين.

۶. تشكّل الروايات الفقهية الحجمَ الأكبر لهذا الكتاب، وجمعت في قسم الفروع.

۷. يحتوي الكتاب إضافة إلى قسم الفروع على قسمين: الأُصول، والروضة، ويركّزان على مجالات معرفية أُخرى، فأدّى ذلك إلى أن يجمع بين دفّتيه روايات كلامية

1.. راجع مقدّمة الكتاب نفسه .

2.. راجع : رجال النجاشي : ص ۳۷۷ .

3.. راجع مقدّمة الكتاب نفسه .

4.. راجع مقدّمة الكتاب نفسه .

5.. أي بإضافة ۳۴۵۰ سنداً إلى السند الأصلي للروايات المنقولة .


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
12

والثالث الهجريّين.

أشاد العلماء القدماء والمتأخّرون الشيعة بهذا الكتاب فقالوا:

۱. الشيخ المفيد (ت۴۱۳ه.ق): «من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة».۱

۲. الشهيد الأوّل (ت۷۸۶ه.ق): «كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل للإمامية مثله».۲

۳. الشهيد الثاني (ت۹۶۵ه.ق): «الكافي الذي لم يُجمع في الإسلام مثله، يشتمل علي خمسين كتاباً في فنون شتّي، جمعه مصنّفه في عشرين سنة».۳

۴. الفيض الكاشاني (ت۱۰۹۱ه.ق) بعد ثنائه على الكتب الأربعة: «الكافي أشرفها وأوثقها وأتمّها وأجمعها؛ لاشتماله على الأُصول من بينها، وخلوّه من الفضول وشينها».۴

۵. العلامة المجلسي: «ابتدأتُ بكتاب الكافي... لأنّه كان أضبط الأُصول وأجمعها، وأحسن مؤّفات الفرقة الناجية وأعظمها».۵

ملاحظات عن كتاب الكافي

كُتبت عن الكافي وخصائصه موضوعات كثيرة ومفيدة، سنكتفي فيما يلي بعرض موجز لبعضها:

۱. أُلّف كتاب الكافي في عصر الغيبة الصغرى، ونُشر بمدينة قم المركز الخالص للشيعة، وفي بغداد مركز الحكم وثقل مؤّسة الوكالة للناحية المقدّسة، وزاد من اعتباره تأليفُه بزمان قريب من عصر النصّ، ومعاصرته للغيبة الصغرى، وحضور المؤّف في تينك المدينتين ونشر الكتاب فيهما.

۲. تصدّى ثقة الإسلام الكليني لتأليف كتاب حديثي من مجموع الروايات المعتبرة أو

1.. تصحيح الاعتقاد : ص ۷۰ .

2.. بحار الأنوار : ج ۱۰۴ ص ۱۹۰ ، ونُقل هذا القول أيضاً عن المحقّق الكركي : بحار الأنوار : ج ۱۰۵ ص ۶۳ .

3.. رسائل الشهيد الثاني : ج ۲ ص ۱۱۴۵ .

4.. الوافي : ج ۱ ص ۵ .

5.. مرآة العقول : ج ۱ ص ۳ .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15800
صفحه از 868
پرینت  ارسال به