117
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ، إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَبَاطِلاً، وَصِدْقاً وَكَذِباً، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً، وَعَامّاً وَخَاصّاً، وَمُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً، وَحِفْظاً وَوَهَماً۱، وَقَدْ كُذِبَ عَلى رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلى عَهْدِهِ، حَتّى قَامَ خَطِيباً، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ثُمَّ كُذِبَ عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَإِنَّمَا أَتَاكُمُ الْحَدِيثُ مِنْ أَرْبَعَةٍ لَيْسَ لَهُمْ خَامِسٌ:
۱ / ۶۳
رَجُلٍ مُنَافِقٍ يُظْهِرُ الاْءِيمَانَ، مُتَصَنِّعٍ بِالاْءِسْلاَمِ، لاَ يَتَأَثَّمُ وَلاَ يَتَحَرَّجُ۲ أَنْ يَكْذِبَ عَلى رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُتَعَمِّداً، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَذَّابٌ، لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا: هذَا قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَرَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَأَخَذُوا عَنْهُ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ حَالَهُ؛ وَقَدْ أَخْبَرَهُ اللّه‏ُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ۳ بِمَا أَخْبَرَهُ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ»۴ ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ، فَتَقَرَّبُوا إِلى أَئِمَّةِ الضَّلاَلَةِ وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَالْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ، فَوَلَّوْهُمُ الْأَعْمَالَ، وَحَمَلُوهُمْ عَلى رِقَابِ النَّاسِ، وَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْيَا إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللّه‏ُ، فَهذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ.
وَرَجُلٍ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شَيْئاً لَمْ يَحْفَظْهُ عَلى وَجْهِهِ وَوَهِمَ فِيهِ وَلَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِباً، فَهُوَ فِي يَدِهِ، يَقُولُ بِهِ، وَيَعْمَلُ بِهِ، وَيَرْوِيهِ، فَيَقُولُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله،

1.. «حفظا ووهما» : مصدران بمعنى المحفوظ والموهوم ، والمراد هاهنا ما حفظ عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كما هو، وما غلط فيه فتوهّم مثلاً أنّه عامّ وهو خاصّ أو بالعكس ، إلى غير ذلك من وجوه الاشتباهات بين المتقابلات. اُنظر : شرح صدر المتألّهين ، ج ۲ ، ص ۳۵۵ ؛ شرح المازندراني، ج ۲ ، ص ۳۱۰، مرآة العقول ، ج ۱، ص ۲۱۰.

2.. «لايتأثّم» : أي لايتجنّب من الإثم . و«لايتحرّج» : أي لايتجنّب من الحَرَج. اُنظر : النهاية ، ج۱، ص۲۴ أثم.

3.. في مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ : «قوله عليه‏السلام : وقد أخبر اللّه‏ عزّوجلّ عن المنافقين ، أي كان ظاهرهم ظاهرا حسنا وكلامهم كلاما مزيّفا مدلّسا يوجب اغترار الناس بهم و تصديقهم فيما ينقلونه عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، ويرشد إلى ذلك أنّه سبحانه خاطب نبيّه بقوله : «وَاِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ» أي بصباحتهم وحسن منظرهم «وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَولِهِمْ» أي تصغي إليه لذلاقة ألسنتهم» .

4.. المنافقون ۶۳ : ۴.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
116

تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ۱».

۱۹۱.۹. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «كِتَابُ اللّه‏ِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، وَنَحْنُ نَعْلَمُهُ».

۱ / ۶۲

۱۹۲.۱۰. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنْ سَمَاعَةَ:
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‏السلام، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَكُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللّه‏ِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟
قَالَ: «بَلْ كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللّه‏ِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».

۲۱ ـ بَابُ اخْتِلاَفِ الْحَدِيثِ

۱۹۳.۱. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلالِيِّ، قَالَ:
قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَالْمِقْدَادِ وَأَبِي ذَرٍّ شَيْئاً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَأَحَادِيثَ عَنْ نَبِيِّ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله غَيْرَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْكَ تَصْدِيقَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُمْ، وَرَأَيْتُ فِي أَيْدِي النَّاسِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَمِنَ الْأَحَادِيثِ عَنْ نَبِيِّ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أَنْتُمْ تُخَالِفُونَهُمْ فِيهَا، وَتَزْعُمُونَ أَنَّ ذلِكَ كُلَّهُ بَاطِلٌ، أَفَتَرَى النَّاسَ يَكْذِبُونَ عَلى رَسُولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُتَعَمِّدِينَ، وَيُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ؟

1.. إشارة إلى الآية ۸۹ من سورة النحل ۱۶ : «وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَـنًا لِّكُلِّ شَىْ‏ءٍ» .

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16137
صفحه از 868
پرینت  ارسال به