115
الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل

وَشِعَارُهَا۱ الْخَوْفُ، وَدِثَارُهَا۲ السَّيْفُ، مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَقَدْ أَعْمَتْ عُيُونُ أَهْلِهَا، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا، قَدْ قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَدَفَنُوا فِي التُّرَابِ الْمَوْؤُودَةَ۳ بَيْنَهُمْ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ، يَجْتَازُ دُونَهُمْ۴ طِيبُ الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَةُ خُفُوضِ۵ الدُّنْيَا، لاَ يَرْجُونَ مِنَ اللّه‏ِ ثَوَاباً، وَلاَ يَخَافُونَ ـ وَاللّه‏ِ ـ مِنْهُ عِقَاباً، حَيُّهُمْ أَعْمى نَجِسٌ، وَمَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ مُبْلِسٌ۶، فَجَاءَهُمْ بِنُسْخَةِ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى۷، وَتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلِ الْحَلاَلِ مِنْ رَيْبِ الْحَرَامِ، ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ، أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ؛ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ، وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ، فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ، لَعَلَّمْتُكُمْ».

۱۹۰.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام يَقُولُ: «قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ اللّه‏ِ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ إِلى كَفِّي، إِنَّ اللّه‏َ يَقُولُ: فِيهِ

1.. «الشعار» : الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنّه يلي شعره . النهاية ، ج ۲، ص ۱۰۰ شعر.

2.. «الدثار» : الثوب الذي يكون فوق الشِعار . النهاية ، ج ۲، ص ۴۸۰ دثر.

3.. «المَوْؤودَة» : البنت المدفونة حيّة ، يقال : وأد بنته يَئدُ ، أي دفنها حيّة . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۵۴۶ وأد.

4.. «يجتاز » أي يمرّ .

5.. «الخفوض» : جمع الخفض ، بمعنى الدَعَة والراحة والسكون والسير الليّن . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۷۴ خفض.

6.. «المبلس» : اسم فاعل من الإبلاس ، وهو الغمّ والانكسار والحزن واليأس من رحمة اللّه‏ تعالى، ومنه سمّي إبليس . اُنظر : الصحاح ، ج ۳، ص ۹۰۹ بلس.

7.. في الوافي، ج۱، ص۲۷۲ : «الصحف الأُولى : الكتب المنزلة من قبل كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم و غيرها ، وهي المراد بالذي بين يديه ، وكلّ أمر تقدّم أمرا منتظرا قريبا منه ، يقال : إنّه جاء بين يديه » . وقيل غير ذلك . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۳۶۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۲۰۷.


الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
114

۱۸۹.۷. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام، قَالَ: «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه‏السلام: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللّه‏َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرْسَلَ إِلَيْكُمُ الرَّسُولَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَأَنْتُمْ أُمِّيُّونَ۱ عَنِ الْكِتَابِ وَمَنْ أَنْزَلَهُ، وَعَنِ الرَّسُولِ وَمَنْ أَرْسَلَهُ عَلى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَةٍ۲ مِنَ الْأُمَمِ، وَانْبِسَاطٍ مِنَ الْجَهْلِ، وَاعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ، وَعَمًى عَنِ الْحَقِّ، وَاعْتِسَافٍ۳ مِنَ الْجَوْرِ، وَامْتِحَاقٍ۴ مِنَ الدِّينِ، وَتَلَظٍّ۵ مِنَ الْحُرُوبِ عَلى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ رِيَاضِ جَنَّاتِ الدُّنْيَا، وَيُبْسٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، وَانْتِثَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وَيَأْسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، وَاغْوِرَارٍ۶ مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ أَعْلاَمُ الْهُدى، وَظَهَرَتْ أَعْلاَمُ الرَّدى۷، فَالدُّنْيَا ۱ / ۶۱
مُتَجَهِّمَةٌ فِي وُجُوهِ أَهْلِهَا مُكْفَهِرَّةٌ۸، مُدْبِرَةٌ غَيْرُ مُقْبِلَةٍ، ثَمَرَتُهَا الْفِتْنَةُ، وَطَعَامُهَا الْجِيفَةُ،

1.. «الأُمّيون» : جمع الأُمّي وهو في اللغة منسوب إلى أُمّة العرب ، وهي التي لم تكن تكتب ولا تقرأ ، فاستعير لكلّ من لايعرف الكتابة ولا القراءة ، وضمّن ما يعدّى ب «عن» كالنوم والغفلة. اُنظر : المغرب ، ص ۲۸ امم ؛ الوافي، ج ۱ ، ص ۲۷۱.

2.. «الهَجْعَة» : هي طائفة من الليل ، أو النوم ليلاً ، أو نومة خفيفة من أوّله . والمراد هاهنا الغفلة والجهالة . اُنظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۶۷ هجع.

3.. «الاعتساف» : من العسف ، بمعنى الأخذ على غير الطريق ، أو ركوب الأمر من غير رويّة، فنُقل إلى الظلم والجور. والمراد به تردّدهم في الضلالة. اُنظر : النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۳۶ عسف.

4.. «الامتحاق» : من المحق ، وهو المحو والإبطال . وقيل : هو ذهاب الشيء كلّه حتّى لايرى له أثر . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۳۸ محق.

5.. «التلظّي»: اشتعال النار والتهابه، أصله من «لظى» وهي اسم من أسماء النار. اُنظر: الصحاح، ج ۶، ص۲۴۸۲ لظى.

6.. «اغورار الماء» : ذهابه إلى باطن الأرض. اُنظر : لسان العرب ، ج ۵، ص ۳۴ غور.

7.. «الرَدى»: الهلاك ، يقال: ردي ـ بالكسر ـ يردى ردىً ، أي هلك . والمراد هاهنا الضلال . اُنظر : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۵۵ ردى؛ التعليقة للداماد ، ص ۱۴۱.

8.. «مكفهرّة» : عابسة ومتغيّرة لونه إلى لون الغبار مع الغلظ ، يقال: اكفهرّ الرجل ، أي عبس ، أو ضرب لونه إلى الغُبرة مع الغلظ ، وهذا لشدّة غيظها من أهلها. اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۸۰۹ كفهر؛ شرح المازندراني ، ج ۲، ص ۳۵۷.

  • نام منبع :
    الکافي ( الأصول ) المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد حسين الدّرايتي
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    اتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16589
صفحه از 868
پرینت  ارسال به