وَشِعَارُهَا۱ الْخَوْفُ، وَدِثَارُهَا۲ السَّيْفُ، مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَقَدْ أَعْمَتْ عُيُونُ أَهْلِهَا، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا، قَدْ قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَدَفَنُوا فِي التُّرَابِ الْمَوْؤُودَةَ۳ بَيْنَهُمْ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ، يَجْتَازُ دُونَهُمْ۴ طِيبُ الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَةُ خُفُوضِ۵ الدُّنْيَا، لاَ يَرْجُونَ مِنَ اللّهِ ثَوَاباً، وَلاَ يَخَافُونَ ـ وَاللّهِ ـ مِنْهُ عِقَاباً، حَيُّهُمْ أَعْمى نَجِسٌ، وَمَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ مُبْلِسٌ۶، فَجَاءَهُمْ بِنُسْخَةِ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى۷، وَتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلِ الْحَلاَلِ مِنْ رَيْبِ الْحَرَامِ، ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ، أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ؛ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ، وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ، فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ، لَعَلَّمْتُكُمْ».
۱۹۰.۸. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليهالسلام يَقُولُ: «قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ اللّهِ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ إِلى كَفِّي، إِنَّ اللّهَ يَقُولُ: فِيهِ
1.. «الشعار» : الثوب الذي يلي الجسد؛ لأنّه يلي شعره . النهاية ، ج ۲، ص ۱۰۰ شعر.
2.. «الدثار» : الثوب الذي يكون فوق الشِعار . النهاية ، ج ۲، ص ۴۸۰ دثر.
3.. «المَوْؤودَة» : البنت المدفونة حيّة ، يقال : وأد بنته يَئدُ ، أي دفنها حيّة . اُنظر : الصحاح ، ج ۲، ص ۵۴۶ وأد.
4.. «يجتاز » أي يمرّ .
5.. «الخفوض» : جمع الخفض ، بمعنى الدَعَة والراحة والسكون والسير الليّن . اُنظر : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۷۴ خفض.
6.. «المبلس» : اسم فاعل من الإبلاس ، وهو الغمّ والانكسار والحزن واليأس من رحمة اللّه تعالى، ومنه سمّي إبليس . اُنظر : الصحاح ، ج ۳، ص ۹۰۹ بلس.
7.. في الوافي، ج۱، ص۲۷۲ : «الصحف الأُولى : الكتب المنزلة من قبل كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم و غيرها ، وهي المراد بالذي بين يديه ، وكلّ أمر تقدّم أمرا منتظرا قريبا منه ، يقال : إنّه جاء بين يديه » . وقيل غير ذلك . اُنظر : شرح المازندراني ، ج ۲ ، ص ۳۶۱ ؛ مرآة العقول ، ج ۱ ، ص ۲۰۷.